قبل 25 يناير بسنوات كان الأمن مستتبًا فى السينما المصرية وكذلك الدراما.. الدولة قادرة على الإنتاج والمنافسة، بل الفوز فى السباق.. لا يستطيع نجم أن يقول لشركات الإنتاج الحكومية "لا".. ليس خوفًا ولكن لضمانه التسويق الجيد والنجاح.. كل شىء قبل هذا التاريخ كان على ما يرام.. مواد درامية جيدة، نجوم ذوات قيمة كبيرة فى المجتمع العربى.
بعد هذا التاريخ المشئوم.. "الدنيا اتقلبت".. كل شىء تغير.. أصبح "العبث" عنوان المرحلة.. نعيش فى فوضى غير مفهومة، ونحيا فى مجتمع لا يوجد به شىء "لا تعليم ولا أخلاق ولا ثقافة ولا ذوق ولا أدب ولا حتى فن"، الصغير ينهر الكبير ويسبه، والقوى يلعن الضعيف.. الشتائم أصبحت على كل لسان، بل فى البرامج وعلنا أمام الناس.. اختفت وجوه محترمة وطفت على الساحة وجوه ما أنزل الله بها من سلطان.. كل الفنانين ذوى الخبرة يقولون إن المجتمع المصرى لم يشهد أسوأ من 25 يناير، ويؤكدون أنهم لم يعشوا أيامًا أسوأ منها، سواء فى عام النكسة 67 ولا حرب 48 ولا ثورة 52 ولا حرب 73، ولا أى ظرف سياسى آخر.
بالطبع.. معهم كل الحق والتمس لهم العفو والعذر عما يبدر منهم تجاه ما يسميها البعض بـ "الثورة".. فـ 25 يناير رخصت كل شىء.. بل خربت "بيوت ناس كتير".. هل يتذكر أحد الوجوه التى كانت تشارك بالتمثيل قبل الثورة.. منهم مثلا الشابان هيثم محمد وماهر عصام.. أين هما الآن؟.. هيثم وقف أمام أغلب النجوم منهم يحيى الفخرانى فى "عباس الأبيض" وممدوح عبد العليم وهشام سليم فى "المصراوية" وشريف منير فى "قلب ميت" ويسرا فى "أين قلبى" وإلهام شاهين فى "قلب امرأة" وغيرهم.. وكذلك ماهر عصام قدم كثيرًا من الأعمال الناجحة منها "الجماعة" و"الملك فاروق" و"عدى النهار" وغيرها.
هُنا لا أدافع عن هيثم محمد أو ماهر عصام.. القضية أكبر منهما، وجوه فنية كثيرة لا يعرف أحد كيف يعيشون حياتهم بعد أن خفت نجمهم وتوارت عنهم الأضواء مثلا عهدى صادق، مفيد عاشور، إبراهيم نصر، محمد عبد الجواد، شريف خير الله، ندى بسيونى، نسرين إمام، محمود مسعود، فادية عبد الغنى، ناصر سيف، محمد شرف، محمد خيرى، وغيرهم كثيرون.. هذه المسماة بـ "الثورة" لم ينجُ منها سوى الزعيم عادل إمام، والنجمين عمرو دياب ومحمد منير، فقط، وكثيرين راحوا فى وباء يناير.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة