استمرارا لتخبط وزارة التربية والتعليم فى سرد وكتابة تاريخ مصر الحديث، تضمن كتاب التاريخ للثانوية العامة نسخة 2017، حذف اسم ودور الرئيس الأسبق حسنى مبارك من أحداث حرب أكتوبر 1973، فبعد أن وصفت كتب التاريخ قبل ثورة 25 يناير حسنى مبارك بـ"صاحب أول ضربة جوية" تنصلت المناهج من دور مبارك فى الحرب، خاصة بعد تغيير الكتاب عقب أحداث ثورتى 25 يناير و30 يونيو.
واقتصر ذكر مبارك فى منهج التاريخ للثانوية العامة حيث تم الإشارة إليه فى الفصل الثامن أثناء سرد أحداث ووقائع ثورة 25 يناير، فجاء فى إحدى صفحاته أن الرئيس مبارك كان يستعطف الشعب حتى يظل فى مكانه، وجاء نص العبارة : تسارعت الأحداث وأصر مبارك على البقاء وأصدر بيانا يحاول من خلاله استدرار العطف عليه لكنه تنحى عن الحكم بعد 18 يوما من الثورة".
وقررت لجنة تطوير المناهج حذف وتعديل بعض العبارات التى تضمنها الكتاب العام الماضى، ضمن الجزء الخاص بأسباب ثورة 25 يناير على رأسها، كبح جماح الشعب وعدم السماح له بممارسة حريته والتعبير عن رأيه بكل صراحة، وأيضا زيادة نسبة الفقر والأمية وعدم وجود فرص عمل، مما أدى إلى ارتفاع نسبة البطالة لدى الشباب المصرى فى الوقت الذى كان يعانى فيه الشعب من ارتفاع شديد فى أسعار السلع، الفساد الإدارى من محسوبية ووساطة وانتشار الرشوة فى المصالح الحكومية وكذلك الفساد السياسى الذى ظهر فى الآونة الأخيرة قبل قيام الثورة، بالإضافة إلى سوء استخدام موارد الدولة.
واكتفت الوزارة بذكر 3 أسباب فقط منها تزوير انتخابات مجلس الشعب عام 2010، وسوء الأحوال الاقتصادية واستمرار العمل بقانون الطوارئ، حيث تلاشى المنهج فساد مبارك ورجاله والتى كانت أهم أسباب ثورة 25 يناير.
وقال الدكتور حازم راشد، مدير مركز المناهج والوسائل التعليمية بوزارة التربية والتعليم، إن لجنة مراجعة كتاب التاريخ للصف الثالث الثانوى للعام الدراسى المقبل لم تتطرق لسيرة الرئيس مبارك إيجابا أو سلبا فيما يتعلق بحرب أكتوبر 1973، موضحا أن اللجنة عملت على تعديل وتغيير الجزء الأخير من الكتاب الخاص بثورتى 25 يناير و30 يونيو.
وأضاف راشد فى تصريح خاص لـ" اليوم السابع"، أن ما ورد ذكره فى حرب 73 والأشخاص التى تضمنها الكتاب وضع قائم فى الكتاب منذ أحداث ثورة 25 يناير ونظرا لما شهدته تلك الفترة من زخم سياسى فى جيمع المجالات، قائلا: كتاب التاريخ عليها مشكلات كثيرة منذ فترة وجارٍ تأليف منهج جديد، حيث تم الانتهاء من أدلة التأليف التى يتم التأليف طبقا للشروط التى تتضمنها تلك الأدلة.
وأوضح مدير مركز المناهج، أن الوضع الموجود فى كتاب التاريخ مؤقت ينتهى بتأليف منهج جديد بدء من العام الدراسى 2017،2018، لافتا إلى أن لجنة التطوير أجرت للكتاب أشبه بالجراحة العاجلة لتنقيحة من الأخطاء اللغوية أو التاريخية.
من جانبه، أكد الدكتور جمال شقرة، أستاذ التاريخ الحديث والمعاصر بجامعة عين شمس ومقرر لجنة تطوير مناهج التاريخ بمركز المناهج، أن الحديث عند ثورة 25 يناير و30 يونيو فى التاريخ يحتاج إلى وثائق ومادة عليمية وهى لم تظهر بعد، موضحا أنه كان يرغب فى التوقف عند حرب أكتوبر فى المنهج الدراسى، لحين تأليف كتاب جديد.
وأضاف شقرة فى تصريح خاص لـ" اليوم السابع"، أن التوصية التى تبناها لتأليف منهج جديد لا يعتمد على تاريخ الأشخاص بل تاريخ الشعب المصرى نفسه، موضحا أن الحديث عن تاريخ الأشخاص يصادر الدور الذى تبذله القوات والجيش المصرى فى الحروب والثورات، قائلا: "لا نقدس الرؤساء والملوك ونترك دور الضباط وضباط الصف"، لافتا إلى أن عملية التطوير تمت على أسس علمية على رأسها إزالة الحشو والتكرار والأخطاء العلمية، كما أن سرد أحداث الثورتين مكانهم الطبيعى كتاب التربية الوطنية وليس التاريخ.
فيما كشف مصدر مسئول بالوزارة، أن كتاب التاريخ للثانوية العامة تم تعديله عام 2014 بمكتب مستشار المادة بالوزارة وليس مركز المناهج، وتم اجراء مسابقة تأليف ولم تفز أى دور نشر وتم الإبقاء على النسخة القدمية مع اجراء تعديلات عليها خلال الفترة الماضية، لافتا إلى أنه تم الابتعاد بقدر الإمكان عن التوجهات السياسية والدينية دون اسهاب أو إخفاق لشخصيات بعينها وهذا العام لم يتم التطرق لدور مبارك فى حرب اكتوبر نهائيا.
وكشف المصدر فى تصريحاته لـ"اليوم السابع"، أنه تم حذف اسم بعض الحركات السياسية التى ورد ذكرها فى المناهج على رأسها حركة تمرد وكفاية و6 إبريل والتى جاءت فى الجزء الأخير (الخاص بثورتى 25 يناير و30 يونيو)، نظرا لما تلقاه مركز المناهج من مطالب عديدة من بعض الأشخاص والحركات الأخرى بضرورة إضافة أسمائهم إلى كتب التاريخ بحجة أن لهم دور كبير فى الثورتين سواء كانوا أشخاصا أو حركات سياسية، قائلا: "ثورتى 25 يناير و30 يونيو ثورتى شعب وليس حركات بعينها أو فصيل معين"، مشيرا إلى أن لجنة تطوير وتعديل المنهج اكتفت بذكر عبارة شاركت بعض الحركات السياسية.
وأكد أن الوزارة ولجنة التطوير قررت حذف الجزئية الخاصة بوصف حزب النور أنه قائم على أساسى دينى واكتفت بالإشارة إلى أنه حزب سياسى.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة