دخلت المنزل فوجدته ملهلهلا قطع أثاثه به بعثرة وبعض من مرايا مكسورة وكرة قدم تمنع باب الشقة من أن يأخذ دورته كاملة عند الدخول وطفلها قابع فى ركن الشقة خائف مذعور حدقت عيناها واتسعت والنار تتطاير منها ماذا فعلت يا من ترفع ضغطى كل دقيقة؟
انفجرت صارخة فيه تزمجر وتتوعد على إتلافه ترتيب البيت يوميا وأسرعت ناحيته وهو خائفٌ وجلٌ من الضرب اليومى الذى سيناله حالا رفعت يداها عاليا وأسنانها تصطك ونزلت على جسمه النحيل ضرباً وهو يبكى فنادى عليها فجأة وقال ماما فنظرت إليه لعله يقول سبب يمنعها أن تضربه " أنا إنسان ياماما " قال تلك العبارة ابنها تسمرت يداها عاليا تمعنت فى الكلمة ثم أرخت يدها ورددت داخلها كلمة ابنها " إنسان نعم إنسان تذوقت معنى اللفظ أدارت رأسها بخمر المعنى نعم عذر مقبول مدت يدها إليه ضمته إلى صدرها وانهالت عليه بالقبلات فمهما فعل فهو إنسان له أخطاء وجلست بصمت على الكرسى مطأطئة الرأس وشردت بفكرها إلى وقت مر عليه سنوات عندما كانت تعشق وتحب ومرتبطة بحبيبها عصام كيف كانت دائما لا تغفر له زلة ولا تتغاضى عن هفوة وهو دائما كان يحاول أن يشرح لها انه إنسان غير معصوم من الخطأ وكيف انه يحبها ويعشقها وتذكرت قصائده التى كان يكتبها فى شعرها المنسدل على جبهتها وعيناها العسليتين النافذتين بنظرة تجمع بين الوداعة والحيرة ولكن عدم استماعها لمعنى "إنسانية الحب"جعلها تفترق عنه ولا تعرف عن أخباره شيئا وتزوجت زواج تقليدى ولم تضع فى ذهنها يوما أن تلتمس لزوجها عذرا أو تعامله بمعانى "إنسانيته" وصممت من حينها أن تبدأ مع زوجها حياة جديدة وكذلك مع ابنها ليعم الحب حياتهم ونادت على ابنها
- عصام تعالى هنا أريدك
فجاء ابنها ضاحكاً وقال لها ماما "أنا اسمى خالد وليس عصام"
أم وطفلها - أرشيفية
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة