«العيد مبقاش سيزون».. أينما تكونى يدركك «التحرش»

الأربعاء، 06 يوليو 2016 01:04 م
«العيد مبقاش سيزون».. أينما تكونى يدركك «التحرش» التحرش
كتبت - مريم بدر الدين - خالد حسين

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
فى الوقت الذى أصبحت فيه بعض الفتيات تخاف من النزول إلى الشوارع والحرص على ارتداء ملابس لا تلفت الأنظار للحد من مساحة التحرش التى يتعرضن لها، وجد المتحرشون طرقًا مختلفة لاقتحام بيوتهن من خلال شاشات الحاسب الآلى، فالجلوس خلف شاشة الكمبيوتر أصبح منفذا جديدا للمتحرشين من خلال رسائل متكررة غير أخلاقية، يصل حد التحرش فيها لإرسال صور وأفلام إباحية، أو قيام المتحرش بإرسال صور أو «فيديو« له وهو فى أوضاع مخلة.

ومن الصعب تخيل ما تواجهه أى فتاة من كمية مضايقات ومعاكسات لمجرد كتابتها تعليقا أو «كومنت» على إحدى صفحات الفيس بوك، أو كم التحرش الذى تحتفظ به كل فتاة فى رسائل الـsother وما تحتويه من سخافة.

المفاجأة أنه فى كل مرة تطلق فيها الصفحات المهتمة بمواجهة التحرش مبادرات لمواجهة تلك الظاهرة، يتكشف النقاب عن عدد ليس بالقليل، لا يعتبر الرسائل والألفاظ والصور التى تخدش الحياء المرسلة إلى الفتيات على شبكات التواصل الاجتماعى تحرشا. وأن الشكوى من تلك الرسائل هى نوع من الرفاهية، ويلوم البعض الفتيات اللواتى تتعرضن للتحرش الجنسى الإلكترونى لأن لديهن حسابا على شبكات التواصل الاجتماعى ويضعن صورهن الشخصية، ولأنهن يوجدن على الإنترنت فى أوقات متأخرة كأن أى فتاة تسمح لنفسها بالولوج لمواقع التواصل الاجتماعى وشبكات الإنترنت مباحة لرغبات المتحرشين وشكوكهم وتهجمهم على حرياتها.

صعوبة مواجهة التحرش الإلكترونى


هناك صعوبات لمواجهة هذا النوع الجديد من التحرش، تتمثل فى أن عددا كبيرا من حسابات متحرشى الـ«فيس بوك» مزيفة أو يتم إغلاقها بعد فترة، إذ يمتلك المتحرش أكثر من حساب على الفيس بوك يمارس من خلاله التحرش الجنسى الإلكترونى.

ولكن هناك محاولات لفضح المتحرشين جنسيا على الـ«فيس بوك» وهو ما تقوم به صفحات مثل «العربى المريض»، التى تنشر رسائل وتعليقات المتحرشين إلكترونيا، وهى تتضمن عددا من الرسائل التى تصل إلى الفتيات على قائمة «رسائل أخرى Others» وتتضمن عروضا جنسية والتعليقات التى يكتبها المتحرش على صفحة الضحية والمتضمنة ألفاظا جنسية، وهى صفحة تفاعل معها عدد كبير من الفتيات اللواتى يتعرضن إلى التحرش الجنسى إلكترونيا، وأظهرت الرسائل لجوء العديد من الفتيات للرد على المتحرشين بطريقتهم، واستخدام الألفاظ الخارجة لرد حقوقهن، فيما لجأ العديد من الفتيات الأخريات إلى سلاح الاسكرين شوت، ونشر التحرش الذى يتعرضن له عبر الصفحة للدفاع عن أنفسهن، وفضح المتحرشين بالسلاح الذى يملكنه.

مطالبات بتعديل القوانين لردع المتحرشين الأطفال


قالت عزة كامل، مؤسسة مباردة «شفت تحرش»، لـ«اليوم السابع»، إن هذا النوع من التحرش خطير جدا لصعوبة السيطرة عليه، لوجود العديد من الحسابات الوهمية، داعية الفتيات اللاتى يتعرض لهذا النوع من التحرش بإرسال شكاواهم وشهاداتهم إلى مبادرات التحرش على الـ«فيس بوك» مثل «شفت تحرش»، و«خريطة التحرش»، وكذلك لمشاركة تجاربهن بنشر محتوى الرسائل التى يرسلها المتحرشون لتوعية الفتيات لعدم تكرار هذه الوقائع مرة أخرى.

وطالبت «كامل» بضرورة تعديل القوانين الحالية، حتى تكون رادعًا للمتحرشين إلكترونيا، لأنه لا يوجد قانون واضح يعاقب على التحرش على صفحات التواصل الاجتماعى، مؤكدة ضرورة مساواة عقوبة هذا النوع من التحرش بالتحرش الجنسى المباشر، لأن تأثيره النفسى لا يقل كثيرًا.

وأكدت مؤسسة مبادرة «شفت تحرش» ضرورة الحرص على سرية المعلومات الشخصية على الـ«فيس بوك»، حتى لا يسهل على المتحرشين استخدامها، بالإضافة إلى عدم قبول رسائل من أشخاص خارج نطاق المعارف والأصدقاء وزملاء العمل.

وأضافت كامل، أن الأطفال يتعرضون للتحرش الإلكترونى مثلهم مثل الكبار بعرض صور غير لائقة أو شتائم عبر الـ«فيس بوك»، ولذلك يتطلب المراقبة غير المنظورة للأطفال، وزيادة التوعية لديهم بضرورة إبلاغ أولياء أمورهم فى حالة تعرضهم لأى شكل من أشكال التحرش الإلكترونى.

ولتجنب التحرش الإلكترونى بشكل كبير، تداول رواد مواقع التواصل الاجتماعى بعض النصائح للحد من هذا النوع أهمها عدم قبول رسائل أو إضافات من أشخاص خارج النطاق العائلى أو زملاء الدراسة، وتحديث برامج مكافحة الفيروسات والتجسس على الكمبيوتر بصفة دورية، إلى جانب التقليل من نشر المعلومات الشخصية أو الصور الخاصة بالعائلة على مواقع التواصل الاجتماعى، وعدم إتاحة أى معلومات لغير الأصدقاء على الـ«فيس بوك».

أداة جديدة لمحاربة التحرش الإلكترونى


وللمساعدة فى محاربة التحرش على الشبكة الاجتماعية يختبر «فيس بوك» أداة جديدة، تعمل على تنبيه المستخدم تلقائيا فيما إذا تم اكتشاف قيام شخص آخر بانتحال هوية حسابه، عبر استخدام اسم وصورة الملف الشخصى وتقوم بالطلب من المستخدم تحديد فيما إذا كان هذا الحساب يقوم بانتحال شخصيته، عبر استخدام صورته ومعلوماته الشخصية، أو أن الحساب يخص شخصا آخر لا يقوم بانتحال الشخصية، كما يقوم «فيس بوك» لدى إبلاغ المستخدم عن إمكانية انتحال شخصيته بمراجعة حساب المتحرش يدويا وإغلاقه، وكذلك أعلن موقع «تويتر» عن اتخاذه إجراءات جديدة لمواجهة الانتهاكات والتهديدات.


التحرش الإلكترونى يدفع للانتحار


وللتحرش الإلكترونى آثار نفسية سيئة جدا قد تصل لحد الانتحار، فقد حذرت دراسة أسترالية تم نشرها فى صحيفة «الجارديان» البريطانية من تحول التحرش بالسيدات عبر الإنترنت إلى «أمر اعتيادى»، لافتة إلى أنه لم يعد يشكل حوادث فردية، حيث سجلت الدراسة أن أكثر من 50% من السيدات أبلغن عن تعرضهن للتحرش عبر الإنترنت، وأن 76% منهن تحت سن الـ30.

وأظهرت الدراسة أن واحدة من كل 5 سيدات، ممن تعرضن لتجربة التحرش الإلكترونى، أُصبن بالإحباط، وشعرت 5% منهن برغبة فى الانتحار.

وتراوحت أشكال التحرش من اتصال غير مرغوب فيه، إلى التحرش الجنسى، والمطاردة، وصولًا إلى التهديد بالقتل والاغتصاب، وقد تلقت واحدة من كل 7 سيدات، أو واحدة من كل 4 تحت سن 30 عامًا، تهديدات عامة بالعنف الجسدى، فيما تعرضت واحدة من كل 10 سيدات تحت الـ30 للابتزاز.
قالت 70% من السيدات، إن التحرش بالإنترنت أصبح مشكلة خطيرة مع حلول عام 2016، وقالت 60% منهن إنها تزداد سوءًا، وطالبت أكثر من 50% بتدخل الشرطة بشكل حاسم فى هذا الأمر، لكن 38% منهن اخترن أن يتجاهلن الأمر، وتمكنت 10% منهن فقط من إبلاغ الشرطة.
كما تبين أن هذه الحوادث تتكرر بنسبة 6% على مواقع التواصل الاجتماعى، بزيادة 3 أضعاف على الرسائل الإلكترونية أو رسائل الهاتف، وسارعت 27% من السيدات إلى تغيير الإعدادات الخاصة بهن على الهاتف الجوال بعدما مررن بهذه التجربة.








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة