"الطبلاوى" شيخ المقرئين المصريين: "الكتاتيب... by youm7
فى البداية ماذا عن نشأة فضيلة الشيخ الطبلاوى؟ ومتى حفظت القرآن الكريم؟
ولدتُ سنة 1934م، بميت عقبة بمركز إمبابة بمحافظة الجيزة، وعند بلوغى سِنَّ الرابعة اصطحبنى، إلى كُتَّاب القرية؛ لأكون من حفظة كتاب الله، والحمد لله أتممت حفظ القرآن فى سن التاسعة، وكان والدى يتمنى من الله أن يرزقه ولدًا لكى بوهبه لحفظ القرآن، ومنذ نعومة أظفارى وقد حقَّقت له هذه الأمنيَّة لدرجة أنَّنى لم أترك كتاب الله ولم أنقطع عنه، وإنَّما ظللت أراجعه بانتظام مرة كل شهر، وتزوجت وعمرى 16 سنة، زمان كان يتم زواج الشباب وهم صغار فى السن، من مبدأ "نجوز الواد نفرح بيه ونجيب واحدة تخدم فى البيت".
الشيخ الطبلاوى
كيف كانت بدايتك كقارئ للقرآن الكريم؟
بدأت قارئًا صغيرًا غير معروف، أقرأ فى المآتم وبعض المناسبات البسيطة، وكان ذلك قبل بلوغى سِنَّ الخامسة عشرة، وكنت قانعًا بما قَسَمَه الله لى من أجر لم يزد على ثلاثة جنيهات فى السهرة، وفى ليلة استمع إلى الشيخ إبراهيم المنصورى واقتنع بإمكاناتى الصوتية ثم اصطحبنى للشيخ محمود الحصرى الذى سمعنى وأعجب بإمكاناتى الصوتية ثم وجهنى الوجهة الصحيحة فى التجويد وفقاً لأحكام التلاوة، وكانت أول دولة عربية سافرت إليها، كانت الأردن، وبعد عودتى منها زاع صيتى بالقاهرة ومحافظاتها.
هل وجدت صعوبة أثناء الالتحاق بإذاعة القرآن الكريم؟
نعم وجدت صعوبة كبيرة فى الالتحاق بالإذاعة المصرية لمدة 9سنوات؛ حيث تقدمت للأختبار 5 مرات ونجحت فى المرة السادسة، حيث كانت لجنة الاستماع بالإذاعة تؤجل لى عامًا بعد آخر، بسبب افتقادى ما يسمى بالانتقال النغمى، وآخر مرة، قلت للجنة المشرفة على اختبارى، "أنا كدا وهاعيش كدا ولو غيرت صوتى إلى الانتقال الموسيقى، مش هاكون الطبلاوى، هاكون حد تانى "فتبسم المشرفون على اختبارى، ونجحت فى المرة السادسة، والتحقت بالإذاعة والتليفزيون سنة 1970".
بصفتك نقيبا للقراء المصريين كم عدد أعضاء النقابة؟ وما الذى تعانى منه النقابة؟
نقابة محفظى وقراء القرآن الكريم، هى نقابة مهنية تهتم بأهل القرآن فى مصر، وبها ما يقرب من 11 ألف عضو، فى الوقت الحالى، نصفهم بجدول المعاشات، يتقاضون 40 جنيه معاش شهرى، وهذا لا يكفى طبعا وأتمنى أن يصل معاش القارئ إلى 100 جنيه وهذا أقل شىء، والنقابة تعانى من عدم زيادة دعم وزارة الأوقاف، وأتمنى من الرئيس عبد الفتاحالسيسى، دعم صندوق معاشات القراء، وزيادة الدعم السنوى المقدم من وزارة الأوقاف ويبلغ 57 ألف جنيه وهذا لا يكفى.
الشيخ الطبلاوى أثناء حواره لليوم السابع
إذن ما هى شروط الالتحاق بالنقابة؟
أن يكون المتقدم حافظا للقرآن الكريم وملما بالأحكام الشرعية وأن يكون حسن السير والسلوك، ولابد أن يقدم صحيفة الحالة الجنائية.
أيهما أفضل فى تحفيظ القرآن الكريم الكتاتيب أم المعاهد الأزهرية؟
الكُتاب طبعا، فهو الأصل لكل من أراد أن يحفظ القرآن الكريم، والكتاب هو معمل لتفريخ العظماء سواء من قراء القرآن الكريم أو من العلماء، وحافظ القرآن فى الكتاب هو حافظ مجيد ومقرئ، كما أن جميع أعلام وقراء القرآن الكريم فى الوطن العربى، حفطوا القرآن فى الكتاتيب.
هل فضيلة الشيخ الطبلاوى خاض تجربة الابتهالات الدينية؟
نعم، سجلت 11 شريط إبتهال دينى، وكانت تجربة بالصدفة، وكانت على يد، منتج مسحى الديانة كان لديه شركة إنتاج، وذهب إلى أكثر من منشد لكى يسجلوا له شرائط ابتهال دينى، فجميعهم رفضوا، فطلب منى أن أسجل له، فلم أرفض وسجلت له 11 شريطا منها ابتهال "صلاة الله ذى الكرم".
للسعودية مكانة خاصة فى قلبك لأنك شاركت فى غسيل الكعبة صف لنا تلك اللحظات؟ وماذا قرأت فى جوف الكعبة؟
"هى دى لحظات تتوصف دى لازم الإنسان يعيشها بنفسه، ومن فضل ربنا علىّ وكرمه، أن أقرأ القرآن فى جوف الكعبة، الإنسان بيكون فى عالم آخر، وقرأت فى جوف الكعبة، "إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها، وإذا حكمتم بين الناس أن تحكموا بالعدل"، وأهدونى السعوديون بقطعة من كسوة الكعبة، وذلك كان فى نهاية السبعينيات وخلال حكم الملك "خالد بن عبد العزيز" عندما تلقيت دعوة، للمشاركة فى غسيل الكعبة، وهنا بادرنا الملك- رحمه الله- بالقول تعرف يا شيخ طبلاوى أن القرآن الكريم نَزَل فى جزيرة العرب، وطُبع فى إسطنبول، وقُرِئ فى القاهرة"، وكان الملك يقصد أن أفضل من قرأ القرآن هم المصريون.
الشيخ الطبلاوى شارك فى العديد من المسابقات العالمية لحفظة القرآن الكريم كيف يقيم الشيخ الطبلاوى حفظة كتاب الله؟
نختار على أساس الحفظ والصوت الجيد العلم والثقافة والخبرة، وشرفت بأن حكمت فى عشرات المسابقات من داخل وخارج مصر.
كيف يتم معاملة المقرئين خارج مصر؟ وماذا عن لقاءاتك بالملوك والرؤساء العرب؟
نتعامل كسفراء للقرآن الكريم، فى كل الدول التى نزورها، وكنت كثيرا ما يتم استقبالى رسميًا، من قبل رؤساء وملوك الدول العربية، وزرت جميع الدول الأوربية والعربية، كقارئ للقرآن الكريم، وأكبر جمهورى لى بدولة الهند، كما أنى طوفت جميع دول العالم، ولا توجد دولة أوروبية أو عربية أو أفريقية إلا وقرأت فيها القرآن، وقد قمت بإحياء مأتم كثير من الملوك العرب، مثل عزاء الشيخ زايد آل نهيان حاكم الإمارات رحمه الله، والشيخ خليفة بن حمد والملك عبدالله والملك حسين الذى دعاه لإحياء مأتم والدته الملكة زين الشريف، وتم استضافتى بقصر "رغدان " لمدة 7 أيام. وحصلت على العديد من الأوسمة بعدد من الدولة العربية.
وماذا عن علاقتك بمستر "جون لاتسيس" اليهودى اليونانى الذى كان يحبك كثيرا؟
هذا الرجل كان يهوديا يونانى الجنسية، وكان يحب يسمع صوتى جيدا، وكان كل ما يقوم بافتتاح "قطعة بحرية" يقوم بدعوتى، وعندما سأل عن ذلك من قبل أحد الصحفيين، كان يرد لأنى أتفاءل بالشيخ الطبلاوى، وكنت أول من قرأت القرآن الكريم، أمام الجاليات الإسلامية فى دولة اليونان، بدعوة من مستر "جون لاتسيس".
لماذا قل ما يسمى بالسميعة للقراء؟ هل لانشغال الناس عن القرآن؟ أم لعدم وجود مشايخ أمثال المنشاوى وعبد الباسط والحصرى وفضيلتك والمدارس القرآنية النادرة؟
نعم فالجمهور السامع الفاهم الحافظ الواعى لقدر القارئ ومكانته وموهبته أصبحوا قليلين، وذلك راجع بسب وجود المستمعين المأجرين الذين يستفدون من القارئ، ويهللون له أثناء تلاوته، وهذه أصبحت ظاهرة تسىء إلى مجالس القرآن الكريم، وقارئ القرآن زمان، كان له وضعه وقيمته سواء كان قارئ أو محفظ.
لمن يسمع الشيخ الطبلاوى من القراء؟
أستمع إلى فضيلة الشيخ "منصور الشامى الدمنهورى" من عظماء القراء القدامى وله طريقة خاصة فى قراءة القرآن فأحب أسمعه دائما.
فضيلة الشيخ الطبلاوى مع نجله عمر أصغر أبنائه
لمن يستمع الشيخ الطبلاوى من المبتهلين؟
على الرغم من أنى كانت لى تجربة فى الإنشاد الدينى وقمت بتسجيل العديد من الابتهالات، لكن الصوت الذى يمتعنى وأحب دائما وحاليا أن أستمع إليه هو صوت الشيخ "طه الفشنى" ودلوقتى بقت سبهللة كل من هب ودب بيبتهل.
وما هو رأيك عن قيام عدد من المقرئين برفع الأذان الشيعى بدولة إيران؟
عن نفسى ذهبت إلى كافة الدولة الأوربية والعربية، ولم أرفع سوى الأذان السنى، ومن قام برفع الأذان الشيعى، لجأ إلى ذلك بسبب الإغراءات المادية، فهى كثيرة جدا، والنقابة اتخذت موقفا ممن رفع الأذان الشيعى، يصل إلى وقفهم من النقابة، لكن من فعل ذلك اعترف بذنبه بعد ذلك وربنا مسامح وكريم.
بم ينصح الشيخ الطبلاوى القراء الجدد؟
المحافظة على حفظ القرآن الكريم وتلاوته وتعلم أحكامه عن المشايخ المختصين، لأن العلم تلقّ وليس سماعيا، وأن يقرأ القرآن بأمانة لأن القرآن رحم بأهله.
هل يحب الجمهور أن يستمع إليك فى سورة معينة؟ أو يطلب سورة بعينها فى الأمسيات وما هى السورة المحببة إلى قلبك؟
كثيرا ما يطلب الجمهور سورة يوسف ومريم لكنى لم أحب ذلك، واللى ربنا بيوفقنى إليه ساعتها كنت بقرأه وكل القرآن محبب إلى قلبى.
هل تقابلت مع الرئيس الأسبق محمد حسنى مبارك؟ وماذا قلت له أثناء لقائك به؟
تقابلت معه كثيرا ومبارك كان من داخله إنسان كويس وطيب، واللى وقعه الحاشية اللى حواليه، وآخر لقاء جمعنى به، عندما كنت مشاركًا فى اختبار المتقدمين فى مسابقة "محمد علاء حسنى مبارك" للقرآن الكريم، ودار بينا حديث جانبى لعدة دقائق، أخبرته فيه بحالة الغلاء التى يعانى منها المواطنون، لكن المحيطين به ربنا يسامحهم ضيعوه بعدم نقلهم الصورة الحقيقة التى كان يعيشها الشعب المصرى.
هذا ما قلته لمبارك، فماذا قولت للرئيس المعزول محمد مرسى خلال فترة ولايته؟
تقابلت معه فى إحدى صلوات الجمعة بمسجد أبوبكر الصديق، قولت له نصا، العاقل من اتعظ بغيره، وبصراحة عندما تولى الإخوان أمور البلاد، كنت أول شخص متعشم خيرا فيهم، لكن لما مسكوا البلاد ظهروا على حقيقتهم وانكشفت نواياهم، وربنا قال فى كتابه العزيز: "وَأَلَّوِ اسْتَقَامُوا عَلَى الطَّرِيقَةِ لَأَسْقَيْنَاهُمْ مَاءً غَدَقًا)، والذى يستقيم مع الله تستقيم له الأمور.
وكم مرة التقيت بالرئيس السيسي؟
الرئيس عبد الفتاح السيسي أعزه وأقدره لخلقه، والتقيت به مرتين، الأخيرة كانت فى ليلة القدر فى شهر رمضان الماضى، دعانا لتناول الإفطار معه، والسيسى جاء فى وقت كانت البلد فى حاجة إلى هذا الإنسان، وأسال الله أن يكفيه شر البطانة السيئة، وهو كان دائما يأتى للصلاة فى الجامع الأزهر، عندما كان ساكنا فى حى الجمالية وكان يستمع إلىّ عندما كنت قارئ الجامع الأزهر.
الشيخ الطبلاوى يبتسم أثناء سؤاله عن أى فريق رياضى يشجعه
وماذا يشجع فضيلة الشيخ الطبلاوى من الأندية الرياضية؟
ضحك بصوت عال، وقال: "أشجع نادى الزمالك، بحكم الجيرة، يعنى ساكن بجوار نادى الزمالك أسيبه وأروح أشجع الأهلى، وحاليا لا أعرف أحدا من لاعبى الزمالك، لكن قديما كنت متابعا جيدا لنادى الزمالك وكنت أحب حمادة إمام".
لمن يستمع الشيخ الطبلاوى للمطربين والفنانين قديما وحديثا؟
كنت أحب أسمع السيدة أم كلثوم، لكن مش فى كل أغانيها، وأكثر أغانيها المحببة إلى وأحب دائما أستمع إليها، ولد الهدى، لكن حاليا لا يوجد أحد أستمع إليه لأن الغناء أصبح الآن هيصة الكل عايز يغنى، لكن زمان كان الغناء فن ورسالة، ويقف جانب الدولة فى أحزانها وأفراحها، ومن الممثلين كنت أحب إسماعيل ياسين لأنه كان ممثل بالفطرة وعمرى ما حسيت إنه بيمثل كان بيأدى الدور كأنه طبيعى".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة