ومع تصاعد وتيرة أزمة الدولار وارتفاع السعر أمام الجنيه فى السوق السوداء للعملة ليصل إلى نحو 13.25 جنيه للدولار، واستقرار سعره عند 888 قرشًا فى البنوك، تحولت العملة الأمريكية إلى سلعة، وارتفع الطلب عليها إلى مستويات غير مسبوقة نتيجة ما يتردد عن خفض وشيك بقيمة تزيد عن الـ100 قرش خلال الشهور القليلة المقبلة فى السوق الرسمية بالبنوك.
القيمة العادلة لسعر الجنيه المصرى
القيمة العادلة الفنية لسعر الجنيه المصرى، والتى تراعى فروق التضخم مع العملات الأخرى، تساوى فى الوقت الحالى نحو 11.25 جنيه للدولار، وحال قرار البنك المركزى المصرى بإجراء التعويم الكامل فإنه من المتوقع أن يصل السعر إلى 15 جنيهًا للدولار، ثم يرتد مرة أخرى إلى القيمة العادلة الفنية الحالية بنحو 11.25 جنيه للدولار، وبالتالى فإن الخطوات القادمة للبنك المركزى سوف تحدد سعر الـ15 جنيهًا للدولار من عدمه قبل نهاية العام، عن طريق "التعويم" أو "خفض الجنيه"، أو إجراءات وقف الإتجار فى العملة، فضلًا عن حجم التدفقات الدولارية القادمة من مصادر العملة الصعبة لمصر.
ويعنى "تعويم" الجنيه، ترك السعر ليتحدد وفقًا لآليات العرض والطلب – قوى السوق- ، ولا يتدخل البنك المركزى فى تحديد السعر، فى حين يعنى "خفض قيمة العملة المحلية"، النزول بسعرها أمام الدولار لقيمة يحددها مسؤولى البنك المركزى المصرى، ويثبت بعدها السعر عند مستوى محدد، ويتدخل فى توقيتات معينة لوقف المضاربات عبر إجراءات صارمة، وعلى الجانب المقابل ينتهج البنك المركزى المصرى سياسة سعر الصرف المرنة التى لا تستهدف سعرًا محددًا لفترة طويلة.
شركات الصرافة تمتنع عن بيع الدولار
وتمتنع شركات الصرافة فى الوقت الحالى عن بيع الدولار، ترقبًا لما سوف تسفر عنه تحركات سوق الصرف، نظرًا لأن السعر الحالى وهو 13.25 جنيه للدولار، يعد وهميًا نظرًا لزيادة الطلب من الأفراد خلال الأسبوع الماضى نتيجة لتحول الدولار إلى سلعة، فى حين أن القيمة العادلة تقدر بنحو 11.25 جنيه، وبالتالى فإن فرق الـ2 جنيه بين السعر ناتج عن حالة من الطلب الكبير والمضاربات بغرض الإتجار وتحقيق المكسب السريع.
ويعد خيار اللجوء إلى قرض صندوق النقد الدولى بقيمة من الممكن أن تصل إلى 7 مليارات دولار، من العوامل المؤثرة على وضع الجنيه خلال الفترة المقبلة، نظرًا لأن قرار الخفض أو التعويم من عدمه مرتبط بالتقدم رسميًا للحصول على القرض، وهو الخيار الحتمى والمتوقع قبل نهاية العام الجارى لحل الأزمة، حيث من المقرر أن يترأس طارق عامر محافظ البنك المركزى المصرى، بعثة مصر أمام الاجتماعات السنوية لصندوق النقد الدولى والبنك الدولى، والتى سوف تبدأ أوائل أكتوبر المقبل، فى العاصمة الأمريكية واشنطن، بحضور أعضاء بعثة مصر، المتمثلة فى الدكتور عمرو الجارحى، وزير المالية، والدكتورة سحر نصر، وزير التعاون الدولى، والعديد من قادة الاقتصاد ومحافظى البنوك المركزية العالمية.
قرض صندوق النقد الدولى وسعر الدولار
وبعد اتساع الفارق بين سعر الدولار فى السوق الرسمية وسعره فى السوق الموازية إلى نحو 4 جنيهات، فإن التحركات القادمة تشير لضرورة تقدم مصر رسميًا خلال الاجتماعات السنوية المرتقبة، للحصول على قرض صندوق النقد الدولى، بقيمة تتراوح بين 5 و7 مليارات دولار، لدعم أرصدة الاحتياطى الأجنبى والمساهمة فى علاج أزمة الدولار، وشهادة الثقة التى سوف تمنحها للاقتصاد المصرى، والتى سوف تسهم فى جذب استثمارات أجنبية، خاصة مع وجود إشارات ترسلها مجموعة من مسؤولى الحكومة المصرية مفادها أن الاقتراض والتعاون مع المؤسسات المالية الدولية، غير مستبعد، ويحتاج إلى القرار والتوقيت المناسب لاتخاذ الخطوة.
موضوعات متعلقة..
- البنك المركزى يثبت سعر صرف الجنيه أمام الدولار والبيع للجمهور بـ888 قرشا
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة