الزواج المختلط عند المسيحيين "ثمرة آدم المحرمة"..الأرثوذكس يحرمون الزواج بغيرهم..والكاثوليك يطلبون تعهدات خطية..والإنجيليون الأكثر انفتاحا..وأبناء الزيجات المختلطة يروون قصص الصلاة فى الكنائس المختلفة

الخميس، 14 يوليو 2016 03:29 ص
الزواج المختلط عند المسيحيين "ثمرة آدم المحرمة"..الأرثوذكس يحرمون الزواج بغيرهم..والكاثوليك يطلبون تعهدات خطية..والإنجيليون الأكثر انفتاحا..وأبناء الزيجات المختلطة يروون قصص الصلاة فى الكنائس المختلفة البابا تواضروس بابا الإسكندرية وبطريرك الأرثوذكس
كتبت سارة علام

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
يولد المسيحى فى مصر أرثوذكسى غالبًا، يعمده أبويه بكنيسته وفقًا لطقوسها المتبعة منذ القدم، ثم يكبر رويدًا ويبدأ الصلاة فيها ويواظب على حضور اجتماعاتها، ويتعرف على قريناته من الفتيات، ثم يصل سن الزواج وغالبًا ما يتزوج من بنات كنيسته الأرثوذكسية ويبقى الأرثوذكس الطائفة الأكثر عددًا بين المسيحيين المصريين، إلا أن بعض الحالات النادرة تخرج عن السياق وتتزوج من طوائف أخرى مختلفة كالكاثوليك والإنجيليين كذلك تفعل بعض الفتيات الأرثوذكسيات وتتزوج من رجال ينتمون لطوائف مختلفة رغم ما يواجه الزيجة من عقبات، الأمر لا يقتصر على الأرثوذكس وحدهم بل أن باقى الطوائف تشهد أيضا زيجات مختلطة.

يرفض البابا تواضروس بابا الإسكندرية وبطريرك الأرثوذكس، فكرة الزواج المختلط، بل ويعتبر أن زواج أى أرثوذكسى من ملة أخرى ليس زواجًا، فيقول فى مؤتمر للإعلاميين الأفارقة مايو الماضى الزواج الصحيح هو الزواج بين اثنين من الأرثوذكس ولا نقبل أى زواج آخر.

وتضع الكنيسة الأرثوذكسية شروطا للقبول بزواج الأرثوذكسى من فتاة تنتمى لطائفة أخرى، حيث يتطلب ذلك تغييرها للملة وتعميدها وفقًا للطقس الأرثوذكسى وهى كبيرة، حيث إن الكنيسة القبطية لا تعترف بمعمودية الكاثوليك ولا الإنجيليين.

وإذا كانت معمودية الأطفال الأرثوذكسية، تتطلب تغطسيهم فى الماء عرايا ثلاث مرات على يد كاهن، فإن معمودية الكبار تستوجب الشرط نفسه مع السماح للفتاة بارتداء ملابس بيضاء حفاظًا على حشمتها أمام الكاهن وفقًا لما يؤكده موقع تكلا هيمونت القبطى، لتصبح بعدها الفتاة أرثوذكسية مؤهلة للزواج من شاب أرثوذكسى وفقا لعقيدته وتتم مراسم الزواج وفقا للطقس الأرثوذكسى، إلا أن عددا غير قليل من المسيحيين المصريين يتجنبون تلك المعضلة ويعمدون أبنائهم فى الكنيسة الأرثوذكسية حتى وإن كانوا ينتمون لطوائف أخرى، وذلك وفقًا لما تقوله "ميرنا أيمن" وهى فتاة إنجيلية من أبوين إنجيليين تعمدت وفقا للطقس الأرثوذكسى رغم إنها تزوجت فى كنيستها الإنجيلية من شاب إنجيلى أيضًا.

الأب هانى باخوم وكيل بطريركية الأقباط الكاثوليك يضع تعريفًا للزواج المختلط فيقول إن "الزواج المختلط" كان يعنى سابقا الزواج بين شخص كاثوليكى وآخر غير معمد، أى غير مسيحى، لكن مع سينودس الأساقفة عام 1967 ومن بعده مع وثيقة "الزواج المختلط" للبابا بولس السادس بتاريخ 31 مارس عام 1970، أصبح هذا التعبير يعنى الزواج بين شخص مسيحى كاثوليكى وآخر مسيحى غير كاثوليكى.

وخصص "باخوم" مقال على موقع الكنيسة الكاثوليكية للحديث عن ضوابط الزواج المختلط الذى يتطلب الحصول على إذن من السلطة الكنسية المختصة فيمنح الأسقف الذى يتبعه الشخص الكاثوليكى، بحكم مسكنه أو شبه مسكنه، الإذن بهذا الزواج، ولكن لا يمنحه إلا بعد استيفاء الشروط التى يحددها القانون.

أما بالنسبة للشروط فيجب على الكاثوليكى أن يُعلن عن استعداده لإبعاد أى خطر ممكن أن يهدد إيمانه الكاثوليكى وعقائده، بجانب ذلك عليه إعطاء وعد صادق بأنه سيبذل كل ما فى وسعه لكى يُعمد جميع الأبناء وينشئهم فى الكنيسة الكاثوليكية، ويجب أيضا على الشخص الكاثوليكى إبلاغ الطرف الآخر، فى وقته، بهذه الوعود التى اتخذها على نفسه، والشرط الثالث هو للطرفين معا ويخص إطلاع الفريقين على غايات الزواج وخصائصه الجوهرية.

ويؤكد باخوم أن القاعدة العامة فى الزواج المختلط هى الالتزام بالصيغة القانونية للاحتفال أى الزواج وفقا للطقس الكاثوليكى، حيث تعتبر الكنيسة الزواج بين طرف كاثوليكى وآخر غير ذلك زواجا صحيحا ولكنه غير جائز.

على العكس من ذلك، فإن الكنيسة الإنجيلية لا تمنع الزواج المختلط ولا تضع أى شروطا للقبول بأبناء الطوائف الأخرى فيقول رئيس الطائفة الإنجيلية الدكتور القس اندريه زكى: ليس لدينا أدنى مشكلة فى الزواج المختلط معلقًا "مفيش حاجة تمنع".

ويروى مايكل فيكتور حكاية عائلته التى تعيش فيها ستة طوائف مسيحية جنبًا إلى جنب ويقول أن حياته فى بيت جده كانت درسا للمسكونية أى العلاقات بين الطوائف المختلفة، ويضيف: عاصرت أجداد أمى حين كنت صغيرًا، جد والدتى "جيتانو" إيطالى الجنسية ينتمى لكنيسة الفاتيكان أما زوجته فكانت لبنانية تنتمى للطائفة المارونية وكانت جدتى ابنة "جيتانو" إيطالية أيضا وتزوجت من جدى ذوى الأصول السورية الذى ينتمى لكنيسة الروم الكاثوليك.

ويتابع: حين ولدت أمى دخلت كنيسة الروم الكاثوليك مثل أبيها ولكنها تربت مع جدها وجدتها الذين ينتمون لطوائف مختلفة فكانت تذهب لقداس الأحد فى كنيسة وتخدم فى دار مسنين تابع لكنيسة ثانية دون أن تفكر فى طائفتها وتتبع هذه المعايير الضيقة.

أما عن والده ووالدته يقول مايكل: تزوج أبى القبطى الأرثوذكسى بوالدتى رغم اعتراضات جدى حيث يشترط الأرثوذكس تعميد الزوجة الكاثوليكية قبل زواجها وحين مر الأمر دون إعادة المعمودية وافق جدى على الزيجة خاصة وأنه يحب والدى.

ويستكمل: رغم إنى اكتسبت الجنسية الإيطالية من والدتى وتربيت بالقرب من أجدادى الكاثوليك إلا إننى كنت أواظب على حضور الاجتماعات والصلوات فى كنيسة أبى الأرثوذكسية، وتعلمت أكبر درس فى حياتى أن الله موجود فى كل مكان وأى بيت حتى إننى أمارس الطقوس فى الكنيسة الارثوذكسية وأخدم فى الكنيسة الكاثوليكية وأدرس فى اجتماعات الكنيسة الإنجيلية.

وحين تزوجت يقول مايكل، تزوجت من أرثوذكسية وفقا للطقس الأرثوذكسى وأصر الأب رفيق جريش الكاهن الكاثوليكى أن يقرأ الإنجيل فى فرحى بالطقس الأرثوذكسى وبعدها استضافتنا كنيسة الروم الكاثوليك التى تنتمى لها والدتى وأتممنا مراسم رفع الاكليل هناك أيضًا بعدما دعانا راعى الكنيسة لذلك وأصريت أن أقبل الدعوة إيمانا منى وزوجتى بالانفتاح وعلاقات المحبة بين جميع الطوائف. ورفع الإكليل، ومراسم الزواج والفرح، عملته وأصريت عليه بدعوة من راعى كنيسة الروم الكاثوليك وايمانا بالانفتاح، نمارس الطقوس ونصلى.

أما أبانوب عادل فهو ثمرة زواج سيدة كاثوليكية برجل أرثوذكسى قضى طفولته يتردد على الكنيسة الكاثوليكية بصحبة والدته وحين دخل المرحلة الإعدادية بدأ الذهاب إلى الكنيسة الأرثوذكسية التى ينتمى لها رسميًا.

ويقول أبانوب لـ"اليوم السابع"، أنه ظل هكذا حتى نهاية المرحلة الإعدادية التى بدأ فيها اتجاهه نحو الكنيسة الإنجيلية لحضور اجتماعاتها وانشطتها المختلفة مع المواظبة على حضور القداس الأرثوذكسى وممارسة طقس التناول.

وعن رأى والديه يؤكد إنهما تركا له الحرية المطلقة فى اختيار الكنيسة التى يصلى فيها دون تعصب مذهبى. أما ماهر أمجد فيحكى قصة مغايرة عن جده الذى كان أرثوذكسيا ثم صار قسًا إنجيليًا فتزوج والده ووالدته وفقا للطقس الأرثوذكسى، وعاش هو طفولته فى الكنيسة الإنجيلية يتلقى تعاليمها ويصلى فيها ويحضر دروسها دون أن تبدى والدته أى تحفظات تجاه ذلك.


موضوعات متعلقة


أزمة دير وادى الريان ووزارة البيئة تصل للمحطة الأخيرة بعد 3 سنوات من الخلافات.. محامى الكنيسة: البيئة منحتنا 4 آلاف فدان حق انتفاع وتوقيع العقود باسم البابا تواضروس.. والوزير: ليس اتفاقا نهائيا








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة