"حسن راغب" فنان من سيناء، أبدع فى نحت المجسمات الخشبية وجعل منها قطعا فنية تعبر عن البيئة السيناوية، فضلا عن تمكنه من تحويل المخلفات الورقية والمعدنية لفنون إبداعية وجمالية.. يرى أن الفنان المبدع هو من يستطيع أن يلتقط الجمال ويحوله لشكل مرئى، ويتمنى أن يتم عمل مشروع إبداعى متكامل يلتقط الموهوبين فنيا من أبناء سيناء.
من خلف ماكينة بدائية تتوسط الغرفة المتراكمة على أرفف تخفى حوائطها قطعا من الخشب والأوراق، تحدث الفنان حسن راغب لـ"اليوم السابع" عن تجربته، والتى ترتبط فيها الموهبة بالوظيفة، فهو موجه عام للتربية الفنية على مستوى محافظة شمال سيناء، لافتا أنه حصل على الشهادة الابتدائية والاعدادية من محافظة الشرقية أثناء هجرة أهالى سيناء خلال الاحتلال الإسرائيلى لشبه جزيرة سيناء، وعاد إلى سيناء فى أواخر السبعينات بعد تحريرها ، وحصل على بكالوريوس التربية الفنية من كلية التربية الفنية بجامعة حلوان بالزمالك فى عام 1987م.
عن بدايته يقول حسن، البداية الفنية كانت بفن الخط أثناء الدراسة، وتطورت لفن رسم وجوه الأشخاص بشكل احترافى، ثم فن نحت وصناعة الأشكال المختلفة من القطع الخشبية الأركيت والخزف والمعادن، لتصبح شكلا جماليا محسوسا بالمشاهدة، كان هذا أثناء الدراسة الثانوية والجامعية، ومع الوقت تطور الأداء لأعمال فنية كثيرة، ما كان يلفت الانتباه من بينها هى مكونات البيئة السيناوية الخصبة خصوصا أنها كانت قبل سنوات مجهولة تماما قياسا بهذا الوقت.
وعن أعماله الفنية، يؤكد أنها من المنحوتات التى يعتز بها ولاقت قبولا فى المعارض والمشاركات هى قطعة "الضب"، أحد الزواحف المعروفة فى شبه جزيرة سيناء، مضيفا:" بداية الفكرة صنعتها على الرمال فى رسم الشكل من الرأس والرقبة والجسد والذيل والأقدام، ومراحل صناعته سببت مشاكل لى مع جيرانى، فقد كان منظر مزعجا لهم عندما كنت أضعه على الباب الخارجى لكى يجف من المواد السائلة المضافة إليه ، وصنعته من مخلفات الورق والمناديل الورقية باستخدام "غراء أبيض"، وقمت بتلوينه بلونه الرمادى "بلاستيك" وبعدها غطاء بورنيش خشب لحفظ لونه .
كذلك "الأباجورة الورد" ، وأشكال حيوانية ، وميداليات ، ووحدات إضاءة ، و شكل الحنتور وغيرها.كما استخدمت ثمرة جوز الهند بشطرها نصفين ومن ثم نحتها من الداخل والخارج لأصنع منها كوبين للشرب، كذلك صنعت مجسم طائرة خشبية لطلاب كلية الهندسة..
وشاركت فى معارض خاصة بالتربية والتعليم، وكذلك المعرض الفنى بمركز العلوم وجميعها بالعريش، ولم أشارك خارج المحافظة لأننى لم أجد من يدعوننى إليها.
ويضيف :" كذلك شاركت فى أعمال كثيرة ومنها التفنن فى صناعة جريد النخيل، وتشكيل الأحجار، وزلف البحر وجميعها يتم تصنيعها على شكل لوحات فنية، وصناعة أدوات منها تفيد فى الحياة اليومية".
وعن ثقافة تذوق الفنون فى شمال سيناء، يقول حسن:" أتمنى أن تتضافر كل الجهود لإنشاء أكاديمية للفنون على أرض شمال سيناء يتم فيها تنمية المواهب، والأخذ بيد الفنانين المتمكنين ومساعدتهم".
وأضاف:"للأسف لاتوجد فى شمال سيناء مثل هذه المراكز، وأتمنى أن يتم الاهتمام بها وأن تقوم الجهات المسئولة بتوفيرها وكذلك الجمعيات ومؤسسات العمل المدنى".
موضوعات متعلقة
- الفنان السيناوى "وليد الليثى": فررت بفنى من العريش للقاهرة بسبب إهمال الجهات المسئولة فى رعاية المواهب.. والمسرح الوحيد بشمال سيناء فى قصر ثقافة العريش.. وأحلم بإنشاء أكاديمية فنية لرعاية الموهوبين
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة