إن ما يحدث من تسريب امتحانات الثانوية العامة هو قمة الهزل والهرج والقرارات التى لا تودى ولا تجيب ووسائل التأمين والخطط والاجراءات التى مصيرها لا جديد أمر يدعو للضحك والبكاء والحسرة والندامة.
إن شعار الثانوية العامة أصبح لا جديد بعد التسريب المستمر والأمور تزداد تعقيداً والازمة تتفاقم ولا أحد يملك السيطرة على أوراق أسئلة أهم امتحانات فى مصر والتى تحدد مصير مستقبل جيل كامل ولا أحد قادر على غلق منافذ الفساد أو التصدى لها.
إن مسئولى وزارة التربية والتعليم يؤكدون أن كله تمام وأن تسريب الأسئلة وارد وله منافذ ولكن المشكلة والكارثة مازالت تكمن فى استمرار تسريب الامتحانات.
إن انعدام الضمير هو الخطر الأكبر الذى يواجه منظومة التعليم بالإضافة إلى عمليات الغش الجماعى بين الطلاب والذى ينتشر فى عدد كبير من لجان الثانوية العامة باختلاف الطرق فأحياناً يقف الأهالى خارج اللجان حاملين الميكروفون ليذيعوا إجابة الامتحان أو عن طريق إملاء الإجابة داخل اللجان.
إن مظاهر العشوائية فى الامتحانات والتى أربكت الطلاب وأولياء الامور والدرسين وجميع العاملين فى الوزارة بخلاف القرارات التى صدرت خلالها أثارت كثيراً من البلبلة والحيرة والارتباك هذا بخلاف أنه عندما بدأ الطلاب يستعدون للامتحانات يفاجئ الجميع فى أول يوم أن الامتحانات كلها تتسرب من مواقع التواصل الاجتماعى على شبكة الإنترنت والتى نشرت الأسئلة والإجابات النموذجية بنفس النص.
إن تسريب الامتحانات هى إنذار وناقوس خطر لمنظومة التعليم وتدعو إلى أسئلة كثيرة تثير الشكوك والحيرة والقلق حول ذلك وبناءً عليه فإن منظومة التعليم فى مصر تحتاج إلى أعادة هيكلة وبناء لأن الذى حدث يعبر عن مدى العشوائية والهمجية ووجود خلل كبير فيها وأصبح نظام التعليم عقيم وكله تهريج فى تهريج فالمنظومة التعليمية تتعامل بعقلية قديمة والجيل الحالى يتعامل بفكر الفضائيات وعصر الانترنت ليدل على وجود فجوة كبيرة فى المنظومة لتؤكد مدى انهيارها وافتقادها لعنصر الادارة فى التعامل مع المشكلات وإدارة الأزمات والتعامل بقدر كبير من اللامبالاة مع المشاكل التى لا تحل ولا تضيف شيئاً بل تزيد من الأمور تعقيدا وأصبحت المصالح تطغى على كل ما هو صالح.
إن تسريب الامتحانات عن طريق صفحات موقع التواصل الاجتماعى أدى إلى قهر وحزن لطلاب كثيرون ضاع مجهودهم الشاق خلال عام كامل من المذاكرة والتعب ولأولياء أمور تعبوا كثيراً مع أولادهم من جهد ومال وفى نهاية المطاف بمبلغ مالى على موقع تجعل الطالب الفاشل أفضل من المجتهد.
السؤال الآن لماذا لا يتم الأخذ بالنظام الالكترونى والذى يعتمد على بنك الأسئلة من خلال أجهزة الكترونية والذى يوفر على مصر تكاليف الامتحانات ويمنع ظاهرة الغش.
وائل عبد الودود حسين يكتب: التعليم بين التخريب والتهريج
الأربعاء، 29 يونيو 2016 03:12 ص
لجنة امتحانات - أرشيفية
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
محمد أبوهرجة
التعليم المريض