صورة عندما تراها كأنك ترى أحد الأفلام الأبيض والأسود، تحكى قصة سيدة تعيش بمفردها داخل حجرة سكنية ترفضها العقارب والثعابين، وكأنك ترى مشهد الأدغال يعيش فيه كل أنواع الحشرات الضارة إلا أنك يجب أن تتعايش معه وتصاحبه.
المشهد الأول قرية بائسة أغلب سكانها من الفقراء وأصحاب الحاجة وعلى إحدى النواصى ترى عشة مبنية بروث الماشية منذ زمن بعيد، باب من الخشب القديم، فإذا فتحت الباب تفاجأ بسيدة حرمت من أى إنسان يحنو ويعطف عليها، فقط أرادت الحياة فقررت أن تبيع الخضار لتكسب رزقها، ولكن المال كان يقف عقبة أمامها فتمكنت من الحصول على ذلك الخضار بنظام الأجل، وتسير الحياة مع فوز وكان الأيام متوقفة والزمن لا يتحرك، فلا تعلم كم يبلغ عمرها الذى ظهر عليه علامات الشيب قبل الأوان.
تقول فوز حسن محمد التى تعيش فى قرية السوبى التابعة لمركز سمالوط: لا أعرف كم عمرى، أنا أتولدت كده أبويا وأمى ماتوا وأنا كنت صغيرة، وليس لدى أشقاء أو أقارب يسألون عنى والبيت اللى أعيش فيه أنا كنت بلم روث الماشية لحد ما حوطته ورميت عليه شوية بوص علشان يسترنى وهو الحاجة الوحيدة اللى سابتها أمى لى وكان مبنى بالبوص، وفى أحد الأيام هبت ريح شديدة أسقطت البوص.
ولفتت فوز: ربنا ما أكرمنيش بزوج فاستمرت الحياة لسنوات طويلة وأنا وحدى أعيش فى تلك العشة، واستطردت: أولاد الحلال عملوا لى معاش 300 جنيه لكن الغلاء والأسعار صعبة فكرت أنى اشترى شوية خضار وأبيعهم علشان أشوف الناس ويكلمونى لأنى كنت قربت أنسى الكلام من كثرة أنى مش بكلم حد، وفيه ناس ولاد حلال أقنعت صاحب الخضار إنه يعطينى بالأجل وربنا بيكرم.
وأضافت فوز: أنا ليس لى أى مطالب من الدنيا غير أن الحكومة تبنى لى البيت اللى مليان ثعابين وعقارب وفئران لدرجة أن الفئران بتآكل الخضار اللى ببيعه ومديونة من أجله، وأناشد المسئولين أن يبنوا لى البيت ويسترنى وبعد ما أموت تاخده الحكومة.
فوز يغالبها النعاس
منظر بيت فوز من الخارج
منزل فوز يكسوه البوص
فوز بجوار الخضار
فوز تبكى حالها
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة