1 ـ قيمة ممارسة الديمقراطية:
أثبتت التجربة البريطانية أن الشعب هو صاحب الكلمة العليا فى القرارات المصيرية لبلاده.
2 ـ الأحزاب السياسية هى الحل:
بدا واضحا من الحملة التى استمرت لأكثر من أربعة أشهر أن الحياة السياسية العفية التى تتمتع بها بريطانيا كانت سببا جوهريا فى خروج الاستفتاء التاريخى على النحو الذى رأيناه، فقد كان أن مارست الأحزاب ـ على مختلف توجهاتها ـ تأثيرا عميقا فى أمرين أساسيين: الزخم الهائل أو الزحف الكبير نحو صناديق الاقتراع (بلغت نسبة المشاركة نحو 72%) بناء على ديناميكية حقيقية نتجت عن تلك ممارسة الحياة الحزبية السياسية، وثانيا الوصول إلى أكبر قطاع ليس من طبقة الحضريين، ولكن من طبقة العمال والفلاحين فى القرى والضواحى والتى أسفرت عن ترجيح خيار الخروج من الاتحاد (صوتت لندن بنسبة 60% لصالح البقاء، وصوتت المناطق الريفية وغير الحضرية بنسبة 58% لصالح الخروج).
3 ـ حيادية الإعلام:
شارك الإعلام كما شاركت السلطات التنفيذية فى عملية الاستفتاء بشكل يدعو إلى التأمل، فقد عرضت كل وسائل الإعلام البريطانية وجهتى نظر الداعين إلى الخروج أو المروجين لفكرة البقاء على نحو متكافئ، وبطبيعة الحال لم يتهم الإعلام أحد الفريقين بأنه عميل لروسيا أو أنه تلقى تمويلا أجنبيا من أمريكا أو الصين، ولم تظهر بالمرة نظرية المؤامرة الكونية على بريطانيا، ما يشير إلى أن التعددية القائمة على تنوع وجهات النظر فى مسائل المصير، هى الطريق نحو تحمل الفرد مسؤولياته فى إطار الدولة والمجتمع.
4 ـ صعود اليمين الأوروبى المتطرف:
صاحبت نتائج الاستفتاء مؤشرات لا تخطئها عين على صعود رهيب ومفاجئ لقوى اليمين المتطرف واليسار السيادى، تلك التى سارعت إلى المطالبة باستفتاءات مماثلة، فى حملة منظمة، قادها سياسيون مغامرون، أمثال خيرت فيلدرز فى هولندا، ومارين لوبن فى فرنسا، وكريستيان ثولسن فى الدنمارك، وجيمى أكيسون فى السويد، وحركة الخمسة نجوم والرابطة الشمالية فى إيطاليا، وهو أمر ستكون تداعياته على علاقات الدول الأوروبية بعضها بعضا كارثيا، وقد ينذر بنشوب نزعة قومية شوفينية أكثر حدة وعنفا واستقطابا من تلك التى عاشتها أوروبا فى عصرى هتلر وموسولينى، والتى يجب أن يدرك العرب أنها ستصدر إليهم على المدى المنظور.
موضوعات متعلقة:
رئيسة وزراء إسكتلندا: لدينا توجه لإجراء استفتاء بشأن الانفصال عن بريطانيا
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة