4 دروس فى عملية "بريكست".. الاستفتاء البريطانى أثبت ديناميكية العملية الديمقراطية

السبت، 25 يونيو 2016 03:29 م
4 دروس فى عملية "بريكست".. الاستفتاء البريطانى أثبت ديناميكية العملية الديمقراطية الاستفتاء على عضوية بريطانيا بالاتحاد الاوروبى - ارشيف
كتب :محمد محسن أبو النور

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
بالرغم من الصخب الإعلامى الذى أحدثه دوى عملية "بريكست" أو الاستفتاء الذى نتج عنه خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبى، إلا أن الواجب هنا أن يتم الالتفات إلى الدروس المستفادة ـ عربيا ـ من تلك العملية والتى يمكن إجمالها فى النقاط الأربع التالية:

1 ـ قيمة ممارسة الديمقراطية:


أثبتت التجربة البريطانية أن الشعب هو صاحب الكلمة العليا فى القرارات المصيرية لبلاده.

2 ـ الأحزاب السياسية هى الحل:


بدا واضحا من الحملة التى استمرت لأكثر من أربعة أشهر أن الحياة السياسية العفية التى تتمتع بها بريطانيا كانت سببا جوهريا فى خروج الاستفتاء التاريخى على النحو الذى رأيناه، فقد كان أن مارست الأحزاب ـ على مختلف توجهاتها ـ تأثيرا عميقا فى أمرين أساسيين: الزخم الهائل أو الزحف الكبير نحو صناديق الاقتراع (بلغت نسبة المشاركة نحو 72%) بناء على ديناميكية حقيقية نتجت عن تلك ممارسة الحياة الحزبية السياسية، وثانيا الوصول إلى أكبر قطاع ليس من طبقة الحضريين، ولكن من طبقة العمال والفلاحين فى القرى والضواحى والتى أسفرت عن ترجيح خيار الخروج من الاتحاد (صوتت لندن بنسبة 60% لصالح البقاء، وصوتت المناطق الريفية وغير الحضرية بنسبة 58% لصالح الخروج).

3 ـ حيادية الإعلام:


شارك الإعلام كما شاركت السلطات التنفيذية فى عملية الاستفتاء بشكل يدعو إلى التأمل، فقد عرضت كل وسائل الإعلام البريطانية وجهتى نظر الداعين إلى الخروج أو المروجين لفكرة البقاء على نحو متكافئ، وبطبيعة الحال لم يتهم الإعلام أحد الفريقين بأنه عميل لروسيا أو أنه تلقى تمويلا أجنبيا من أمريكا أو الصين، ولم تظهر بالمرة نظرية المؤامرة الكونية على بريطانيا، ما يشير إلى أن التعددية القائمة على تنوع وجهات النظر فى مسائل المصير، هى الطريق نحو تحمل الفرد مسؤولياته فى إطار الدولة والمجتمع.


4 ـ صعود اليمين الأوروبى المتطرف:


صاحبت نتائج الاستفتاء مؤشرات لا تخطئها عين على صعود رهيب ومفاجئ لقوى اليمين المتطرف واليسار السيادى، تلك التى سارعت إلى المطالبة باستفتاءات مماثلة، فى حملة منظمة، قادها سياسيون مغامرون، أمثال خيرت فيلدرز فى هولندا، ومارين لوبن فى فرنسا، وكريستيان ثولسن فى الدنمارك، وجيمى أكيسون فى السويد، وحركة الخمسة نجوم والرابطة الشمالية فى إيطاليا، وهو أمر ستكون تداعياته على علاقات الدول الأوروبية بعضها بعضا كارثيا، وقد ينذر بنشوب نزعة قومية شوفينية أكثر حدة وعنفا واستقطابا من تلك التى عاشتها أوروبا فى عصرى هتلر وموسولينى، والتى يجب أن يدرك العرب أنها ستصدر إليهم على المدى المنظور.


موضوعات متعلقة:



رئيسة وزراء إسكتلندا: لدينا توجه لإجراء استفتاء بشأن الانفصال عن بريطانيا








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة