من الصعيد جاء
فى قرية المحسمة القديمة التابعة لمدينة القصاصين بعد أن أصبحت مركزا وكانت تتبع مركز ومدينة التل الكبير ، يقيم رجل بسيط تعدى الستين عاما بقليل اسمه بدوى على عثمان، أصوله جنوبية من إحدى قرى مركز البلينا بمحافظة سوهاج، جاء إلى الإسماعيلية فى أواخر الثمانينيات مع أسرته ليعمل مبيض محارة، وليس له أى عمل آخر، ولكن سرعان ما تحول من مبيض محارة إلى فنان كبير يقيم المعارض ويشارك فى المهرجانات الفنية داخل الإسماعيلية وخارجها ويتواجد فى المحافل الكبرى بقصر الثقافة ويصادق كبار الفنانين والكتاب والمثقفين.. ما سر هذا التحول وكيف حدث.
عم بدوى يحكى
التقينا بعم بدوى لكى يجيب عن هذا السؤال، ويحكى عن مشواره من مبيض محارة إلى فنان تلقائى مشهور.
يقول الفنان بدوى عثمان:" اسمى بدوى عثمان على، مواليد مركز البلينا محافظة سوهاج وأقيم بشكل كامل بقرية المحسمة بالإسماعيلية من الثمانينيات وحتى الآن ، بدأت حياتى مواطن بسيط أعمل فى المعمار وخاصة المحارة والتعامل مع الجبس والاسمنت ومواد البناء المختلفة لكى أوفر حياه كريمة لأسرتى، وبعد نهاية العمل أو فى الأيام التى لايوجد فيها عمل كنت أقوم بعمل تماثيل من الجبس لكبار المطربين والفنانين وتجسيد للرؤساء والوزراء وغيرهم ، وكنت أقوم بهذا من وحى خيالى تماما وأضع التماثيل فى حوش المنزل حتى تجف، وأبدأ بعمل ما يشبه المعرض لكى يراه الناس ومنهم من كان يرغب فى اقتناء بعض هذه التماثيل وكنت أوافق طبعا دون طلب أى أموال منه، لأنهم غالبا من الجيران ومن الناس البسطاء".
قصور الثقافة
يضيف عم بدوى:" بدأت فى التوسع فى النحت، حيث قمت بعمل لوحة تجسد مأساة الأسرة المصرية وكنت تعرفت على قصر الثقافة بالإسماعيلية، وبعض الفنانين وأشارك ببعض الأعمال فشاهدنى الدكتور أحمد عطيتو أستاذ النقد الفنى بجامعة قناة السويس وساعدنى فى المشاركة، بمعرض فى بورسعيد والذى كان ينظمه إقليم القناة وسيناء وقطاع الفنون التشكيلية بالهيئة العامة لقصور الثقافة، وعرض بعض اللوحات الفنية الخاصة بى، وكانت من هنا البداية، بعدها شاركت فى العديد من المعارض داخل قصر الثقافة أو خارج قصر الثقافة.. شاركت أيضا فى معارض بالمحافظات وحصلت على جوائز وشهادات تقدير فى أكثر من معرض أو مشاركة فنية".
النحت
يتباع عم بدوى:" أمارس النحت باستمرار دون الالتفات لظروف المعيشة الصعبة التى أعانى منها، وهى كيف تمارس فنك وتوفر لأسرتك احتياجاتهم اليومية دون أن تمد يدك لأحد، الدولة لاتهتم بالفن التلقائى ولايتم الاعتناء بالفنانين التلقائيين ومراعاتهم وتنمية مواهبهم على اعتبار أنهم موهوبون بشكل فطرى، ومن الممكن الاستفادة من هذه المواهب".
ويضيف:" قدمت جداريات تمثل بطولات الجيش المصرى وتعاقدت مع جهاز التطوير داخل المحافظة لفترة ثم تم فسخ العقد دون سبب، وقمت بتزيين بعض الميادين والحدائق ومن بينها حديقة الأندلس التى توجد حاليا أمام قصر الثقافة، وتماثيل موجودة فى محيط بعض الأحياء ومقر جهاز التطوير بشارع المستشفى".
مأساة الأسرة المصرية
يوضح عم بدوى:" معاناة الوطن ومأساة الإنسان الفقير هى القضايا التى أحاول تجسيدها بالجداريات الجرانيتية، والرخامية، واهتمام المسئولين بهذا الفن من عدمه لا يقف عائقًا أمام موهبتى التى تلح على فى نصف الليل، ربما لأقوم بترجمة مشاعرى تجاه مشهد ما أثر فى وجداني، إلى منحوتة اعتز بها واعتبرها أحد أبنائى وسوف أظل مشاركا فى كل المعارض بغض النظر عن أى مكاسب مادية".
فرصة عمل
يتابع عم بدوى:" ليست لى مطالب سوى توفير فرصة عمل ثابتة من خلال جهاز التطوير بالمحافظة ليعيننى على الحياة ويمنحنى فرصة لاستكمال رسالتى الفنية، والتواصل مع الفن وتقديم المزيد من الأعمال للمحافظة".
موضوعات متعلقة..
بالصور.. "سيسل" ملتقى السياسيين.. أشهر كافيه بالإسماعيلية شاهد على العصر.. شهد أول مؤتمر لدعم "25 يناير" وأول مؤتمرات السيد النجار وكريمة الحفناوى ضد المحافظ الإخوانى.. وأحرقته الجماعة الإرهابية مرتين
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة