يظن الإنسان أنه باقٍ وسوف يخلد ويعيش فى هذه الدنيا أعواماً عديدة.. ولكن هذا التفكير ليست له قاعدة وليس مبنياً على يقين، فقد يأتيه الموت والفراق فى أية لحظة كان. ولا أى أحد فى هذه الدنيا يتنبأ بأيامه ولياليه فى عالمنا ودنيانا ولا بعمره فيها.
قضية الخير والشر تثير جدلاً كثيرا، والسبب فى هذا الجدال هو عدم إدراك وفهم المعنى الحقيقى للحياة، ذلك أن بعض الناس يركزوا مقاييسهم على أن الدنيا وحياتها هى الوسيلة والغاية المستهدفة، ولذلك أرهقوا وأتعبوا أنفسهم وغيرهم، وكل فرد يفكر أن الدنيا هى مبتغاه وغايته أتعبه الله ولم يأخذ شيئاً.
نقول للساعين إلى النار أصحاب النفوس الضيقة الضعيفة الشريرة التى تنصب وتسرق وتوسوس بالنميمة وتخرب وترهب فهى شر، فلقد شغل هؤلاء أنفسهم بالصراع فى الدنيا من أجل البقاء ومحاربة الآخرين وتخريب الوطن والعبث فى أدمغة الشرفاء بدلاً من أن يقوموا بمهمة إصلاح وعمارة الأرض. فهذا ظلم إنسانى. ظلموا البشر والمجتمع.
هؤلاء الذين يريدون تقسيم المجتمع والأرض إلى دول وحدود وأماكن، ألا يعلموا أن الناس للناس وكل الناس. فهم أوجدوا الانصياع لوساوس الشيطان والشقاء وانشغلوا بكل شىء مفسد فى الوطن.. ما عدا الإصلاح انشغلوا بالتدمير والتخريب ويحاولون السيطرة على البلاد وصراع الدنيا. فقد غفلوا واستهانوا بوحدة الوطن وترابطه وتلاحمه. فلاشك أن الفساد والشر جاء من الإنسان نفسه وعلى هذا الأساس والفهم والمعنى أخذوا أسساً فاسدة من أنفسهم. فيلعب الشيطان دوراً فى مهمته الشرانية أن يجعل هؤلاء يخشون ويخافون فيجعل تفكيرهم وأعمالهم تأخذ مفهوم الشر حسب مصالحهم الشخصية دون ظناً ما هو أعماق من ذلك.
فالإسلام كسائر رسالات السماء اعتمد على الإصلاح العام للبشرية وتهذيب النفوس الإنسانية قبل كل شىء، فهو يكرس كل الجهود للتغلغل فى أعماقها وغرس كل التعاليم السمحة فى جوهرها حتى تستحيل جزءاً منها.. فلقد خلدت كل الرسالات السماوية وركزت وكونت حولها جماهير الناس إلا أن (النفس الإنسانية) كانت لب موضوع عملها ومحور نشاطها. فلم تكن تعاليمهم قشوراً ملصقة فتسقط فى مضطرب الحياة المتحركة، ولا ألواناً مفتعلة تبهت على مر الأيام. لا.. لقد خلطوا مبادئهم وتفكيرهم بطوايا النفس، فأصبحت هذه المبادئ قوة تهيمن على وساوس الطبيعة البشرية وتتحكم فى تحركاتهم.
فالمعروف أن كل الأديان لن تخرج عن طبيعتها فى اعتبار أن النفس الصالحة هى البرنامج المفضل لكل إصلاح وأن الخلق القويم هو الضامن والضمان الخالد لكل حضارة، والخير فيما اختاره الله للإنسان هو السعادة فى الدنيا والآخرة، فلابد أن يرضى الناس أصحاب النفوس الضيقة بقضاء الله، لأن قضاء الله دائماً خير. ونقول لهم إن العمل الصالح لخدمة الإنسان والمجتمع والوطن هو مقصده الخير، فكل ما جاء من عند الله خير. وإن الشر قد جاء من تصرفات وأفعال الناس وأفسدوا الكون وأفسدوا الحياة والعيش فيها، وأفسدوا قوانين الدنيا، ظناً منهم أنه إصلاح، وفى الحقيقة هو يفسد ومفسد.
أى زمان ومكان ووقت هذا الذى نعيش فيه؟ وأى هذه الأفعال الشريرة.. إننى كثيراً ما أتساءل إلى متى سوف يظل الإنسان على حاله ومتى وكيف يراعى ويحاسب ضميره الإنسانى لخدمة نفسه ومجتمعه ووطنه؟ فالموت أهنأ لأصحاب النفوس الشريرة الذين يتبعون وساوس الشيطان فى ظل تفكيرهم وأفعالهم وحكمهم ومنطقهم الغبى، فأين هم من وحدة الوطن؟ فالمقبرة أهون على هؤلاء أصحاب النفوس السيئة الشريرة الذين يضرون الناس والمجتمع والوطن والمواطن. فلن يغفر الله والوطن لأى أحد تقاعس وخرب وأرهب وخان.
وقى الله مصرنا الحبيبة وأوطان الأمة كلها من الخائنين والمخربين والعملاء والإرهابيين من شرور هؤلاء وأولئك، وحمى الله مصرنا والأمة العربية وأعزها وأبقاها منارة مضيئة للخير والحق والتقدم بما ينفع الناس والعباد.
مظاهرة إخوانية - صورة أرشيفية
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة