أيقظته بحب وقبلات حانية على جبينه ثم سارعت إلى المطبخ وفى دقائق صار يتناول فطوره وسط ابتسامات باردة منه.
ومن خلال النظرة الأولى على منزلهما ترى زوجة تحاول فعل أى وكل شىء من أجل زوجها فى حين نلاحظ هدوء مختلط بتقبل من الزوج.. انهما آدم وشاهنده شابان فى عمرين متقاربين وكذا وسط اجتماعى واحد، آدم شاب فى منتهى الوسامة والأناقة تنجذب اليه الفتيات فى أى مكان يتواجد فيه، نفس الحال شاهنده امرأة رقيقة الملامح تحبها فور رؤيتها بل وقد تصل إلى حد العشق، من يرهما لأول مرة يشعر وكأن هناك شيئا ينقصهما لكن ما هو ؟
ظلت دائرة الأيام تدور بهم على هوادة حتى حلت تلك الليلة التى صدمها فيها آدم طالبا منها الانفصال عن بعضهما البعض دون حدوث أية مشكلات فتجمدت الدموع فى عينيها وحاولت أن تفهمه لكنه نأى بعيونه هاربا، سرعان ما مسحت دموعها وصدمته هى الآخرى برفضها الانفصال فتركها وخرج بينما ظلت شاهنده تفكر فى سبب واحد يجعله يبتعد عنها فلم تجد شيئا فمنذ زواجها الذى استمر لعامين كانت مثالا للحب والتفانى لأقصى درجة غير مستوعبة للحظة أن يكون لا يحبها فقد حاولت أن تقنع نفسها بأن تلك التصرفات هى طباعه وهى لابد أن تتقبلها وتتكيف معها تحت أى ظرف من الظروف.
أخذ آدم يجول الشوارع بسيارته وقلبه مطبق فى صدره وعيونه شاردة فهو لن يعود إلى المنزل فى تلك الليلة حتى تشعر بقوة قراره وتستجيب لطلبه بينما ظلت شاهنده تفكر فيما يجب أن تفعل فهى أحبته كما لم تحب من قبل وفى نفس الوقت لا تريد اقحام مشاعرها عليه فمن الوارد أن يكون على علاقة بأخرى، اختلطت الأوراق أمامها حتى وصلت إلى نقطة اللا نهاية فعادت الدموع مجددا تنساب بكثرة وهى غير قادرة على إيقافها وعلامات الخيبة على وجهها، مر يومان حاولت أن تحدثه تليفونياً لكن أغلق هاتفه مغلقا أمامها أى فرصة لاقصاءه عن قراره الصعب ومع ذلك كله فقد ارتسمت على وجهه علامات الحزن الشديدة فهو يشعر بظلم يوقعه عليها وهى لم تقدم له يوما سوى الحب لكنه بدأ يحاور نفسه ويعترف لها فهى المرة الأولى التى رأى فيها الحب من امرأة كانت شاهنده لكن والده أحب والدته مثلما تحبه شاهنده لكنها تركتهما وهو طفل رضيع من أجل الزواج بثرى ولم تكترث يوماً بولدها انعدمت مشاعر الحب بداخل والدته وهى نفسها تلك المشاعر التى لم يستطع والده أن يشعره بها حتى وفاته فصار قلبه جافاً صلبا، لا يوجد أى احساس يخرج من قلبه فقلبه مغلق من قدم عمره لكنه يعترف بظلمه لشاهنده فهى كانت تستحق الحب منه الا أنه لا يعرفه حتى يقدمه ورغم كل هذه الاعترافات اذا به يكمل أنه يخشى أن تتركه هى يوما كما فعلت والدته من قبل.
وبعد مرور عدة أيام تركت شاهندة المنزل بعدما فقدت الامل فى عودته وشعرت باهانته لكرامتها وفى غضون أيام كانت الانفصال قد تم وسط حزن شديد منهما ومن كل من يعرفهما غير مدركين أسباب لهذا الانفصال الصادم، عاد آدم إلى عمله لكن صورة شاهندة وهم يتممون اجراءات الانفصال ترتسم أمام عيونه تشعره بحجم ما فعله ،آدم انسان حنون لكنه غير محب، ظلت شاهنده حبيسة منزلها على الرغم من محاولات اصدقائها اخراجها الا أنها كانت على موعد مع نفسها لتتجسد حياتها مع آدم أمامها لتؤكد لنفسها أنه بالفعل لم يكن يحبها وتعجبت كم كانت عمياء فهو كان واضحاً فى كل تصرفاته، زادتها تلك الامور هما حتى دخلت فى نوبة اكتئاب شديدة امتنعت فيها عن كل شئ رافضة الحياة، وخلال سؤاله الدائم عنها عرف حالتها فحزن كثيراً عليها وظل يشعر بذنب فظيع حتى بات هذا الشعور يؤرقه فى كل لحظة وفى لحظة ما شعر أنه يحتاج لمساعد، لجأ إلى طبيب نفسى حتى يساعده فى الخروج من تلك الأزمة وأيضاً شاهنده أودعت داخل احدى المستشفيات النفسية لكنها ظلت رافضة حتى الطعام متخوف عليها فقد تنهى حياتها بأى لحظة.
حاول أن يخرج كل ما فى قلبه لطبيبه وبالفعل شعر بارتياح شديد عندما أخرج ما يأن به قلبه لكن صُدم فور ماأخبره الطبيب بأنه يحب ويحب طليقته كثيراً جداً لكنه يعاقبها متمثلة أمامه فى صورة والدته، حاول آدم أن يفهم أكثر لكن الطبيب نصحه بضرورة المسارعة لزوجته حتى لا يندم فيما بعد ورغم علامات الدهشة والتخوف ارتسمت ابتسامة خفيفة على وجهه كلما تذكر طبيبه وهو يقول له :أنت تحب زوجتك أنت تحب زوجتك.،سارع إلى المستشفى حيث توجد ووسط علامات الضيق من أهلها جلس إلى جوارها وعيونه غير مصدقة رؤيتها بهذا المنظر الا أن يدخل طبيبها قائلا له :زوجتك ترفض الحياة بدونك ،لم أر حب أقوى من هذا، هذه الحالة لا تعنى سوى شيئاً واحدة أنت تعنى لها الحياة وبدونك هى كما تراها الآن.
فاحتضنها بقوة فنظرت إلى وجهه لتسقط من عيونها دمعة ساخنة التقطتها أصابعه حانياً عليها مقبلاً رأسها كثيراً وظل محتضناً اياها حتى ارتسمت على وجهها ولأول مرة منذ أزمتها ابتسامة اارتفعت صوتها لتصل إلى ضحكة قوية فضحك كل من بالحجرة على فرحتها وتركوهما بالحجرة بمفردهما وظل كل منهما ينظر للآخر بشوق كبير وترقص كلمات الطبيب :أنت تحب زوجتك فى أذنه، وهى تخفى نفسها بين ذراعيه كم كنت متشوقة إليك حبيبى أحبك فوق أى تصور.
وعادا إلى منزلهما مجدداً مكملين ما كان ينقصهما بالسابق فالحب هذه المرة زين كل حياتهما.
فتاة حزينة - أرشيفية
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة