•• فاطمة منصور من سكان الدويقة: "عاوزين باب شقة يتقفل علينا ونشرب من الحنفية زى الناس"
•• شيماء هاشم: "الكهرباء بناخدها سرقة بس بتحرق التلفزيون والتلاجة وعاوزين ننقل من هنا عشان خاطر عيالنا"
•• عم محمود حنفى: "السيسى عاوز البلد ميه ميه ..ولو يقفوا معاه هتشتغل تمام"
وجوه بدت على ملامحها مظاهر الإعياء والتعب، أحرقتها الشمس بحرها اللافح، فى بنايات لا تنبت أسقفها ظلا أو سترا، بل خوفا من مجهول قادم، ومستقبل ينذر بمزيد من المعاناة والقسوة، وضيق العيش، وفقر على فقر.
أجساد أنهكها البرد القارس فى شتاء لا جدوى فيه لمن يلتحفون بالعراء ويسكنون بين جنبات الصخور والجبال، فى انتظار الموت بغتة، من لدغة عقرب أو ثعبان، أو انهيار صخرة عملاقة فوق منزلهم الهشة ليواروا الثرى كما جيرانهم القدامى الذين سقطت صخرة الدويقة أعلى رؤسهم وحصدت أرواحهم دون استئذان أو موعد سابق .
إنها "منشية ناصر" أو الدويقة بمناطقها وشوارعها المختلفة من الخزان والزرايب والمقدسة والحرفيين والزلزال، والشوارع المعلقة بين ثنايا الجبال، عشش امتد فيها سرطان العشوائية، وسكنها الفقر والمرض، وكثير من البلطجية وتجار المخدرات.
"اليوم السابع".. مرت على صخرة الدويقة، التى سيتم إخلاؤها قريبا، وتسكين أهلها فى منطقة المقطم بمدينة " تحيا مصر " حى الأسمرات بمراحله المختلفة، واستمعت لمطالب سكانها قبل أيام من نقلهم إلى مسكنهم الجديد.
فى البداية، يقول محمود حنفى – 57 عام – بائع حلويات: "أنا ساكن هنا من عشرين سنة أيام ما كان الجبل تعالب وديابة، وكان صحراء فاضية، وعشنا فيه وكنا راضيين وحالنا كويس، لغاية ما البلطجية دخلت المكان فى 2009، وبدأت المشاكل تكتر والخناقات تزيد والرزق يقل والمنطقة سمعتها تسوء".
ويضيف حنفى: "كنت بشترى جركن الميه بربع جنيه عشان أشرب أنا وعيالى ونستحمى ونغسل هدومنا، إنما دلوقت الجركن بقى تمنه جنيه، ومش بنلاقيه، وكل يوم بجيب أربع جراكن عشان أقدر أعيش، وجالى فيروس "سى" من التلوث اللى احنا عايشين فيه، وعشان نروح المستشفى مشوار كبير علينا".
ويستكمل حنفى: "فيه عقارب هنا وتعابين، وأطفال كتير بتموت بسبب الموضوع دا، وموضوع الإزالات هنا شغال من سنة 2008، وتوقف لفترة طويلة وبدأوا فيه تانى منذ فترة بسيطة، وفيه ناس راحت أكتوبر وناس تانية راحت النهضة، المكان فى أكتوبر ضيق ومافيش عيشه، إحنا مش عاوزين نروح أكتوبر، لأن المشوار بعيد ومافيش عيشه، أنا هنا لو جبتلى كيس مناديل هعيش منه، انما هنا هعيش منين".
ويضيف حنفى: "ياريت نروح المقطم والحى يدينا شقة هناك، أنا عندى 3 ولاد وبنت ومافيش حد فينا متعلم أو معاه شهادة، لأن مافيش مدارس غير بره فى منطقة المساككن، والحالة تعبانة وما تسمحش بالمصاريف على المدارس، أنا كل اللى بتمناه عيشة كريمة زى ما الدستور بيقول والريس بيقول، وصحيح أنا مش بعرف أقرأ أو أكتب، ولكن بقعد قدام التلفزيون وبنفهم السيسى لما بيتكلم، الراجل دا عاوز البلد ميه ميه ، ولو يقفوا معاه هتشتغل تمام".
شيماء هاشم – ربه منزل – 30 سنة، من أبناء الدويقة تقول: "أنا مولودة هنا ومتجوزة من 7 سنيين، وجوزى على باب الله، وساكنين فى شارع أمير المؤمنين، الميه مش موجودة، والكهرباء بناخدها سرقة بس بتحرق التلفزيون والتلاجة والأجهزة الكهربائية، واحنا عاوزين ننقل من المكان هنا فى أسرع وقت عشان خاطر عيالنا يتربوا فى مكان كويس، ويكون مستقبلهم أحسن مننا إن شاء الله".
وتضيف شيماء: "لو هيودونى السلوم هروح، عشان خاطر بناتى، وأنا إن شاء الله هعلمهم بعيد عن الجو دا نهائى، بس كمان احنا خايفين نتظلم وما نخدش شقق لأن فيه ناس مولوده هنا لكن مافيش لهم شهادات ميلاد على الشارع، لأن الشارع الموظفين بيرفضوا يطلعوا شهادات ميلاد عليه، عشان كدا بنكتب عناوين قديمة".
وفى ردها على سؤال متى تنتقلون إلى الشقق الجديدة أجابت شيماء: "الحكومة مش بتدى سرها لحد، ومش عارفين الشارع اللى احنا ساكنين فيه هيطلع فى الإزالة ولا لاء ؟".
ومن بين أطفال كثيرين فى الدويقة ظهرت الطفلة "رحمة"، التى لم تتجاوز عامها الخامس لتقول: "مش لاقيين ولا نقطة ميه، الشمس هنا بياكلنا، إنما فى المقطم مافيش شمس، الشقة الجديدة هتبقى حلوة وفيها "بوهية" حلوة كدا، الطوب هنا بيتحدف من العيال واحنا هنا بنات ما ينفعش كدا، زهقنا من الجبل ونفسنا نمشى".
فيما تقول فاطمة منصور – 30 سنة – متزوجة فى الدويقة: "أنا مولودة فى منشية ناصر، واتجوزت هنا، طبعا المنشية أحسن كتير من هنا، وناسها حلوها عن هنا، وجوزى بيشتغل عامل باليومية فى الأسمنت والطوب بخمسين جنيه فى اليوم، البيوت مشققة علينا ولافيه ميه كويسة، وعندنا 3 عيال بيروحوا المدرسة، والصغيرة فى الحضانة، عشان تتعلم أى حاجة فى الحضانة بدل ما تتعلم الشتيمة وقلة الأدب هنا".
وتضيف فاطمة: "المفروض إن شارع أمير المؤمنين، يطلع فى الإزالات، واحنا عاوزين ننقل من هنا فى أسرع وقت لأن الحياة مش حلوة، ومحتاجين عيالنا تطلع فى بيئة حلوة، واحنا مستعدين نمشى، وعاوزين باب شقة يتقفل علينا، و نشرب من الحنفية زى الناس، ونقفل شباكنا لو دخل الهواء".
بينما تقول أنصاف سيد: "كنت ساكنه فى الجمالية، لما اتطلقت من جوزى الأول سكنت فى الدويقة، عشان مش لاقيين، وحالتنا صعبة، ولادى بيروحوا المدرسة، بس مش عايشين معايا، أنا سايباهم عند عماتهم لأن هنا مافيش دخل عندى ومشوار عليهم لغاية المكان بره".
وتضيف أنصاف: "قدمت على معاش المطلقات، ومعرفتش أعمله بسب إن مافيش عندى وصل كهرباء أو تليفون، وياريت نمشى من هنا ونترحم من القرف اللى احنا فيه دا، وأى مكان أحسن من وضعنا دلوقت، إحنا فى الشتاء المطرة بتنزل علنا وبتعمل ماس كهربائى فى البيوت".
موضوعات متعلقة..
- الرئيس يفتتح المرحلتين الأولى والثانية من مشروع "الأسمرات" بالمقطم اليوم
- السيسي يصل المقطم لافتتاح المرحلتين الأولى والثانية من مشروع "الأسمرات"
- شريف إسماعيل: الرئيس السيسي كلف بتطوير العشوائيات المهددة لحياة المواطنين
- وزير الإسكان من "الأسمرات": نقضى على العشوائيات فى غضون عامين
- وزير الإسكان: نعمل على تطوير الإنسان تزامنا مع تطوير المكان
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة