ومع مرور الوقت وعرض عدة أجزاء حتى بدء الموسم السادس، بات المسلسل اليوم يشكل ظاهرة تستحق الدراسة، فعدد المقالات التى كتبت عنه كبير جدا، وهوس العالم به واقتباسهم له بات أمرًا يلاحظ بسهولة، حتى أن الصحف الأجنبية وصفته بأنه المسلسل الأكثر إثارة للنقاش والحديث والنقد أبدا، وتكفى متابعة ردود الأفعال على مواقع التواصل لنعرف حجم مشاهدة المسلسل.
وفى وجهة نظرى أجد أن هذا النجاح غير العادى يرجع إلى عدة عوامل من بينها حجم الإنفاق الذى جعل من المسلسل يخرج بهذه الجودة، وبراعة الكاتب الذى خلق عوالم رائعة ومثيرة فى ذات الوقت، القصص العديدة التى يضمها المسلسل من عائلات خيالية وعالم مختلق، وتنانين، وأموات أحياء يخشاهم العالم، إضافة إلى القدرة على التشويق، ومع ذلك أرى أن الأمر أكثر تعقيدا من هذا، وأن سبب القبول المختلف الذى لقيه هذا المسلسل يعود إلى طبيعته المختلفة، ومنها الواقعية الشديدة التى تتضمنها أحداثه التى ربما تكون مغامرة غير محمودة العواقب، خاصة أن غالبية أبطال العمل الذين قدموا شخصيات مثالية طغى عليها الخير تم خيانتهم وقتلهم بطرق بشعة تفنن بها أصحاب العمل، وذلك على خلاف الكثير من الأعمال الأدبية الأخرى كان هو البطل الحقيقى للنص، إضافة إلى الحملات الدعائية الكبيرة التى حظى بها المسلسل، جعلت الكاتب قريبًا من جمهوره، بحيث باتوا يوجهون له مناشدات، حقيقية فى كثير من الوقت، ألّا يقتل أبطالهم.
وفى النهاية أرى أن صناع العمل تمكنوا من جعل المشاهد يرى العالم على حقيقته الفعلية، وأنه مكان غاية فى التعقيد، والخير والشر فيه نسبى جدًا، وأن أغلب البشر يبحثون عن المجد الشخصى حتى لو تكلف ذلك ارتكاب أبشع الجرائم وأقذرها، وأننا أيضا نعيش بداخل «Game of Thrones».
اخبار متعلقة:
بالفيديو.. نشطاء يتداولون مقطع إعداد "تورتة" على هيئة عرش "Game of Thrones"
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة