الإعلام الإيرانى: طهران منقسمة حول "ترامب" و "كلينتون"

الثلاثاء، 10 مايو 2016 09:11 م
الإعلام الإيرانى: طهران منقسمة حول "ترامب" و "كلينتون" ترامب وكلينتون
كتبت إسراء أحمد فؤاد

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
تعاملت الأوساط السياسية فى إيران خلال متابعة الانتخابات الرئاسة الأمريكية بمعايير، أولها تقبل المرشح المحتمل من الأحزاب المختلفة للاتفاق النووى، والثانى هو فكرة لعب إيران دور إقليمى فى المنطقة أو الاعتراف بدور إيرانى فى الإقليم الذى منحها إياه الرئيس الأمريكى باراك أوباما.

وبشكل أو بآخر ترى الدوائر السياسية الإيرانية نفسها مؤثرة فى سباق الانتخابات الأمريكية هذه المرة، إذ يشكل الاتفاق النووى المبرم مع إيران يوليو العام الماضى، أكبر الملفات التى يقدم فيها كل مرشح وجهة نظره تجاه هذا البلد، مع الأخذ فى الاعتبار الضغوط التى مارسها الحزب الجمهورى لمنع تمريره فى الكونجرس، وهو ما يذكرنا بتأثير أزمة الرهائن الأمريكيين فى إيران 1979 التى أطاحت بالرئيس جيمى كارتر وحرمته من ولاية ثانية.

اللافت فى الداخل الإيرانى دخول سباق الرئاسة الأمريكى لحلبة الصراع بين التيارات السياسية الإصلاحى المعتدل والأصولى المتشدد، إذ انقسمت إيران بتياراتها السياسية بين المرشحين دونالد ترامب الأبرز فى الحزب الجمهورى وهيلارى كلينتون الأبرز فى الحزب الديمقراطى.

المتشددين يفضلون ترامب رغم معاداته للمسلمين


ولأول مرة يتفق التيار المتشدد ويمكن إطلاق عليه المتطرف أيضا فى إيران مع المتطرفين الأمريكيين فى دعم ترامب، إذ فاجأ الجميع مدير تحرير صحيفة كيهان المتشددة ونائب الزعيم الإيرانى على خامنئى حسين شريعتمدارى، باصطفافه إلى جانب متطرفى أمريكا بدعم ترامب.

ويمكن القول إن معارضة المتشددين فى إيران للاتفاق النووى جعلتهم يدعمون ترامب رغم معاداته للمسلمين فقط لأنه وعد بتمزيق ذلك الاتفاق حال فوزه، وقال شريعتمدارى"إنّ أذكى خطّة لدونالد ترامب المجنون هى إفساد الصفقة النووية"، معتبرا أنها "وثيقة ذهبية" للولايات المتحدة لم تتسبب إلا بـ"الأضرار والمهانة والخداع" لبلاده.

ويؤكد أستاذ العلاقات الدولية فى إيران ناصر هاديان، على أن فوز المرشح الجمهورى المحتمل لسباق انتخابات الرئاسة الأمريكية دونالد ترامب سيصب فى صالح إيران، وسيكون من الأيسر أن تتعامل إيران مع ترامب لأن ترامب يفتقر إلى المصداقية بين الحلفاء الأوروبيين للولايات المتحدة.

وعلى جانب آخر يرى عدد المحللين أن ترامب لن يتمكن من تنفيذ وعده بتمزيق الاتفاق، لأنه اتفاق دولى، وفى هذا الصدد قال الدبلوماسى الإيرانى سيد على خرم أن الاتفاق النووى يتمتع بدعم الأمم المتحدة وفقا لقرار 2231، ولن يتمكن أى شخص بانتهاكه، مؤكدا أن ترامب لن يكون لديه التعاطى الإيجابى وحسن النوايا التى كانت لدى أوباما ووزير خارجيته جون كيرى بشأن إيران والاتفاق النووى، متوقعا حال فوزه أن تزداد المواجهة بين البلدين.

كلينتون أفضل من ترامب


بينما يرى فريق آخر أن كلينتون هى الأفضل من ناحية التعامل مع الاتفاق النووى، وأغلبهم من الإصلاحيين، الذين يرغبون فى الحفاظ على إحدى مكتسبات حكومة الرئيس المعتدل روحانى أمام هجمات المتشددين، ويظهر ذلك فى تناول الإعلام والصحف المنتمية لهذا التيار لسباق الرئاسة الأمريكى.

واجتمع المحللون فى آرائهم بالصحف الإصلاحية على أن كلينتون لا تشكل خطرا على الاتفاق النووى، وتاريخ حزبها الديمقراطى يشير إلى علاقات جيدة مع إيران، وقد ورجح خبير العلاقات الدولية يوسف مولايى، فوز هيلارى كلينتون لأنه يصب فى صالح إيران قائلا، إن السياسة الخارجية فى برنامج مرشحة الحزب الديمقراطى المحتملة واضحة وتسير على خطى الرئيس الأمريكى باراك أوباما، مشيرا إلى أن الأخير خلال السنتين أو الـ 3 الأخيرة كان لديه معرفة بالمنطقة، واعترف بإيران كلاعب وقوة إقليمية.

ولفت الخبير الإيرانى إلى أن ترامب غير معروف ولا يمتلك برنامجا واضحا للسياسة الخارجية، مضيفا أنه يسعى لجذب الأصوات الانتخابية عبر الشو التليفزيونى، وتصريحاته لاذعة ولا يمكن تقييمه، كما اعتبرخبير العلاقات الروسية الأمريكية حسن بهشتى بور، أن فوز كلينتون يصب فى صالح إيران، لأن فى تلك الحالة سيستمر الاتفاق النووى، مشيرا إلى أن ترامب هو الآخر مجبر على مواصلة الاتفاق لأنه اتفاق دولى، وانتهاكه سيشوه صورة الولايات المتحدة الأمريكية أمام العالم، مشيرا إلى أن كلينتون مقارنة بترامب هى الخيار الأفضل والأنسب لإيران.

ويرى مهدى تقوى خبير الاقتصاد الدولى، أن كلينتون لديها شعبية أكثر من ترامب، وشغلت منصب وزيرة الخارجية وضمن البروقراطيين الأمريكين، فى حين ترامب لم يحصل على مناصب، وآراء كلينتون هى الأقرب لأوباما، لكن الخبير الإيرانى رجح أن يكون ترامب وزيرا للتجارة لدى كلينتون، قائلا "سأدعى من أجل الإيرانيين والأمريكيين أيضا ألا يصبح ترامب رئيسا لأمريكا، وفى النهاية قال: أعتقد أن الحزب الديمقراطى أفضل بالنسبة لإيران عن الجمهوريين".

فى حين قال محمد شورى خبير القضايا الدولية، أن المرشحين كلينتون وترامب تشكلان خطورة على إيران، لكن الخيار السىء أفضل من الأسوأ، فى إشارة إلى مرشحة الحزب الديمقراطى المحتملة.

وقال جهانجير كرمى خبير السياسة الخارجية أن كلينتون هى الأفضل، لأن الديمقراطيين مواقفهم أكثر عقلانية، لافتا إلى أنه فى حال فوز ترامب لا ينبعى أن نتخيل أن كل شىء سيتفكك، فى إشارة إلى الاتفاق النووى.


موضوعات متعلقة..



- إيران تفضل فوز "كلينتون" للحفاظ على مصالحها فى الاتفاق النووى

- كاتب إيرانى: فوز ترامب يعزز العلاقات بين طهران وواشنطن









مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة