وتعتبر قضية مقتل الشاب "ريجينى" أحد أبرز المعارك التى بدأت المعارضة فى الحشد لها لإسقاط الحكومة الإيطالية التى تحاول احتواء المعارضة التى تقدمت بمذكرة، السبت الماضى، لحجب الثقة عن حكومة ماتيو رينزى، وذلك بعد يومين على استقالة وزيرة بشبهة استغلال السلطة.
وانضم حزب يمين الوسط "فورتزا إيطاليا" بزعامة رئيس الوزراء الأسبق سيلفيو برلوسكونى إلى حزب "رابطة الشمال" المناهض للمهاجرين، فى تقديم مذكرة حجب الثقة عن حكومة "رينزى" إلى البرلمان بمجلسيه، وتسبب هذا التحرك فى هزة داخل الحكومة الإيطالية التى بدأت تعمل بسياسة رد الفعل على حملات المعارضة وهو ما يفسر استدعاء روما لسفيرها بالقاهرة على خلفية مقتل "ريجينى" وتحركها نحو دعم حكومة الوفاق الوطنى الليبية قبل تمريرها بشكل شرعى من تحت قبة مجلس النواب الليبى.
وتشير تقارير إعلامية إيطالية إلى أن "حركة النجوم الخمس" تحضر من جهتها لتقديم مذكرة أخرى لحجب الثقة عن الحكومة، وتقود الحركة حملة فى وسائل الإعلام الإيطالية ضد حكومة "رينزى" بسبب تردى الوضع الاقتصادى والهجوم على الحكومة بسبب قضية مقتل الشاب "ريجينى" والتى تصر المعارضة على أن الحادث ليس فرديًا، إضافة لفشل روما فى التعامل مع الملف الليبى ما أدى لتردى الأوضاع هناك.
وقد تصدرت قضية "ريجينى" بورصة الصراعات والمزايدات السياسية بين المعارضة الإيطالية وحكومة "ماتيو رينزى" عقب الإعلان عن قتلة الشاب الإيطالى، ووظّفت المعارضة الإيطالية حادث مقتل "ريجينى" من جنائى إلى قضية سياسية لابتزاز الحكومة الإيطالية التى بدأت تنصاع لهجوم المعارضة وأعلنت استدعاء سفير بالقاهرة للتشاور.
وتحاول المعارضة الإيطالية توظيف قضية "ريجينى" سياسيا لصالحها فى المعارك السياسية بين اليمين المتطرف وتيار الوسط الذى يمثله رئيس الحكومة الإيطالية "رينزى".
فيما شارك رئيس وزراء إيطاليا السابق "إنريكو ليتا" فى المزايدات السياسية وطالب بإعلان الحقيقة حول مقتل الشاب الإيطالى، ويشن "ليتا" حملة هجوم واسعة على "رينزى" حيث فشل الأول خلال فترة توليه للحكومة الإيطالية لمدة 10 أشهر فى تحسين الأوضاع الاقتصادية فى إيطاليا، وارتفعت نسبة البطالة إلى أعلى مستوياتها خلال أربعين عاما، وهو ما يفسر دخوله لساحة المزايدات السياسية وانتقاد رئيس الوزراء الإيطالى السابق لحكومة "رينزى" فى قضية مقتل الشاب الإيطالى.
من جانبه لجأ أمين سر تحالف الديمقراطيين المسيحيين وديمقراطيى يسار الوسط، لورينتزو تشيزا، إلى الدعاية لمرشحى تيار الوسط للانتخابات البلدية عبر المزايدة بقضية الشاب "ريجينى" وشن هجوما شرسا على حكومة "رينزى"، داعيا لاتخاذ موقف حازم للغاية من مصر والحكومة الإيطالية على خلفية مقتل الباحث الإيطالى وهى التصريحات التى لاقت انتشارا واسعا فى وسائل الإعلام الإيطالية.
ودعا السياسى الإيطالى المعارض، اليوم الجمعة، لتحرك السلطات الاوروبية بكل قوة ضد مصر، مضيفا "لا يمكن السماح بأن تبقى الأوضاع بهذا الغموض"، فـ"نحن نحتاج إلى الوضوح ونريد الحقيقة حول ما حدث لريجينى"، زاعما أن حالات كثيرة لأشخاص اختفوا فى الآونة الأخيرة فى مصر.
وكان الطرف الايطالى قد عرض على الوفد المصرى فى لقاء أمس بمقر الأكاديمية العليا للشرطة فى روما، نتائج تشريح الجثة والتحليلات على الكمبيوتر الشخصى للطالب الايطالى"، الذى اختفى بمصر فى الاسبوع الاخير من شهر يناير الماضى وتم العثور على جثته وعليها آثار تعذيب.
بدوره وصف المتحدث باسم وزارة الخارجية المصرية المستشار أحمد أبوزيد، تصريحات وزير الخارجية الإيطالى الأخيرة بشأن قضية مقتل الباحث الإيطالى جوليو ريجينى فى مصر، بـ”غير الموفقة”، لافتًا إلى أن العلاقات بين القاهرة وروما أكبر من أى حوادث فردية.
وأضاف أبوزيد، فى تصريحات تليفزيونية، الأربعاء الماضى، أن الخارجية المصرية لن تعقب على تصريحات إيطاليا التى تزيد تعقيد الموقف، مشيراً إلى أن مصر تتفهم موقف الحكومة الإيطالية أمام الرأى العام الإيطالى وخاصة فى ظل هجوم المعارضة الإيطالية على الحكومة هناك.
موضوعات متعلقة
الخارجية: لم نبلغ رسميا باستدعاء السفير الإيطالى وننتظر وصول الوفد المصرى
وكالة إيطالية: "روما" تقطع تعاونها مع فريق التحقيق القضائى المصرى
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة