ولم ترغب الشركة الإسرائيلية فى التعليق على مدى صحة هذا التقرير ولم يجب مكتب التحقيقات الفيدرالى على الأسئلة التى وجهت له بشأن تعاونه مع إسرائيل لفك تشفير هواتف آيفون، لكن أكد Achiam Alter مدير الأمن السيبرانى فى معهد إسرائيل للتصدير والتعاون الدولى المستقل فى تصريحات لصحيفة اندبندنت أنه يعتقد أن هذه التقارير صحيحة، مما يعنى اعتماد الحكومية الأمريكية على إسرائيل فى مجال الأمن السيبرانى ويظهر نقص الخبراء الأمنيين الأمريكيين فى هذا القطاع المزدهر.
ورغم تضارب التقارير إلا أنها تظهر الاهتمام على قطاع الأمن السيبرانى الإسرائيلى الذى يعتمد على القوى العاملة من الموهوبين خاصة قدامى المحاربين بالجيش، إذ تخطط إسرائيل أن تصبح رائدة فى هذا المجال على مستوى العالم خلال السنوات القليلة القادمة، فوفقا للأرقام الحكومية سجل قطاع الأمن السيبرانى فى العام الماضى رقما قياسيا فى الصادرات وصل إلى 3.5 مليار دولار، فهناك اتجاه قوى فى السنوات الأخيرة لعدد من الشركات الأجنبية بما فى ذلك شركات بريطانية لشراء الشركات الإسرائيلية وبناء مراكز فى إسرائيل، إذ يشهد هذا القطاع نموا كبيرا فى إسرائيل أدى إلى توسع شركة Cellebrite الإسرائيلية التى ساعدت مكتب التحقيقات الفيدرالى وإضافة سبعين عاملا جديدا لفريقها فى العام الماضى.
ووفقا لـThe maker الإصدار الاقتصادى من هاآرتس طورت شركة Cellebrite من قدراتها حتى أصبحت قادرة ليس فقط على استخراج الصور والأسماء والرسائل النصية من الهواتف الذكية لكن أيضا معلومات حول مواقع GPS وحتى المعلومات التى حذفها المستخدم من هاتفه بشكل تام، فالشركة الإسرائيلية لديها التكنولوجيا التى تمكنها من استعادة المعلومات من الهواتف التى تم تدميرها بالكامل أو حتى تم إحراقها أو ألقيت فى الماء.
فالجانب العسكرى يعد أمرا حيويا لفهم قدرة صناعة الأمن السيبرانى الإسرائيلى وشركات مثل Cellebrite فعلى الرغم من الدعم الحكومى والدور الكبير الذى تلعبه الجامعات، إلا أن هناك وحدات للجيش التكنولوجى التى تجند الشباب الإسرائيليين وتوفر لهم الخبرة الإلكترونية من سن 15 سنة أى قبل سن التجنيد الفعلى بثلاث سنوات، إذ قال "جادى تيروش" المدير المشارك فى شركة Jerusalem Venture Partners المتخصصة فى مجال الأمن السيبرانى "أن الفرق بين إسرائيل والولايات المتحدة هو أن لدينا خدمة عسكرية إلزامية، وهذا يعنى أن الجيش لديه حق الوصول إلى أفضل المواهب، فلدينا وحدات فنية تتضمن الأفضل من حيث الخبرة والتعليم ليتدرب الشاب على وظيفته".
وركزت Cellebrite أثناء بحثها عن موظفين جدد عن المجندين الصغار من وحدة 8200 العسكرية التى تجمع البيانات الخاصة بأعداء إسرائيل وعلى الأرجح أصدقائها وتشارك فى الحرب السيبرانية، إذ عينت الشركة الإسرائيلية قبل ثلاث سنوات "لأمير لاهار" الذى يعد من قدامى المحاربين فى الوحدة 8200 فى منصب نائب المدير العام بعد أن ساعدها فى عدد من المشاريع، كما يعد Gil Shwed أحد مجندين وحدة 8200 الرئيس التنفيذى لشركة "تشك بوينت" التى تتخذ من تل أبيب مقراً لها والتى طورت Fire-Wall-1 واحد من حلول الحماية الأولى لأجهزة الكمبيوتر المتصلة بالإنترنت.
فوفقا لـ"تيروش" تعد إسرائيل فى الخط الأمامى لحرب الفضاء الإلكترونى، وعندما تكون فى الخط الأمامى تحصل على معرفة لا بأس بها، إذ تعرضت للهجوم من قبل جميع أنواع الدول القومية، وتشارك دول مثل إيران بنشاط فى مهاجمة إسرائيل من خلال الحرب السيبرانية، لذا فالقدرة على الكشف عن هذه الهجمات ومقاومتها والدفاع عن نفسك يضعك فى طليعة عالم التكنولوجيا".
وأضاف "جوناثان ميدفيد" الرئيس التنفيذى لشركة OurCrowd التى تدعم الشركات الناشئة فى جمع الأموال من المستثمرين '' خلاصة القول أن للجيش الإسرائيلى يحمل عبئا كبيرا فى القيام بعمل هائل تحت ضغوط كبيرة مع أوقات تسليم قصيرة، فالفشل سيشكل خطرا حقيقيا، لذا فالوجود فى هذه البيئة هو تدريب إيجابى جدا للخوض فى عالم التجارة إذ تحتاج دائما إلى العمل بسرعة والحصول على منتجات أثناء وجود مخاطر كبيرة، لذا هل تفضل الاعتماد فى حماية الفضاء الإلكترونى الخاص بك على أى شخص من هذه الوحدة أو مجرد شخص تخرج من الجامعة؟.
موضوعات متعلقة..
- اندبندنت: حرب أبل وFBI عكست قوة الشركات الإسرائيلية فى فك تشفير الهواتف
- مفاجأة.. أبل تستعين بشركة إسرائيلية لجأ إليها الـFBI
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة