يحظى المسلسل بصدى عالمى واسع ليس فقط بسبب الفكرة التى قد تبدو للبعض أنها مستهلكة فى العديد من المسلسلات والأفلام من خلال فكرة تصارع الممالك القديمة من أجل الحصول على العرش ولكن "جيم اوف ثرونز" أخذ مكانته الخاصة من خلال روعة الاهتمام بكل التفاصيل بداية من أزياء الممثلين وأدائهم البارع حتى اللغة "الدوثروكى" التى تم تأليفها خصيصًا لهذا المسلسل وانتهاءً بالإخراج الذى يضع كل هذا فى قالب إبداعى خاص.
وفى النظر للمحاولات المصرية لإنتاج أى عمل تاريخى فسوف نجد أن المحاولة الأهم فى الفترة الأخيرة كانت مسلسل "ألف ليلة وليلة" الذى تم إنتاجه عام 2015 حيث جاء بتكلفة إنتاجية ضخمة وحاول على قدر الإمكان محاكاة الإنتاج والتمثيل الأوروبى ولكن إلى ماذا وصلنا؟
1مدى الاهتمام بالأزياء فى الدراما المصرية مقارنة بالعالمية
حتى بكل هذه التكلفة الإنتاجية لم يهتم صانعو العمل بملابس النساء فجاءت "نيكول سابا" بفساتين يبدو عليها رداءة الصنع وعدم الاهتمام بالتفاصيل مقارنة بملابس الأميرات فى "جيم أوف ثرونز" نقف عاجزين فلا يوجد فى الأساس مجال للمقارنة.
التكلفة الإنتاجية الكبيرة فى مصر تضع إكسسوارات الممثلين خارج الحسابات
حتى فى أبسط الاكسسوارات داخل العمل والتى تساعد بشكل كبير جدًا على نجاحه إذا نظرنا إلى التاج الذى يرتديه "شريف منير" فى ألف ليلة وليلة مقارنة بتاج الملك فى جيم أوف ثرونز سوف تتساءل فى حيرة أين التكلفة الإنتاجية المرتفعة التى يتحدثون عنها؟.
أشهر من مثل أدوار الشر فى الدراما التاريخية المصرية
وإذا كان هذا حال التكلفة الإنتاجية المرتفعة فما حال التكلفة البسيطة كيف كانت تظهر أفلامنا التاريخية القديمة كان هناك تقريبًا ممثل وحيد بوجه يظهر عليه علامات الشر يظهر فى كل الأفلام. لا أحد يتذكر اسمه ولا يتذكر أى عمل آخر له سوى أنه الممثل الشرير الذى يظهر عادة من كفار قريش فى الأفلام الإسلامية التاريخية.
الأفلام التاريخية الإسلامية التى صنعت من عقود ومازالت تعرض حتى الآن
الحروب فى الأفلام التاريخية المصرية عبارة مجموعة من الأحصنة التى تجرى بدون هدف مع بعض التمثيل المبالغ فيه حيث لم تظهر الدراما المصرية أبدًا قدرتها على إنتاج فيلم أو مسلسل تاريخى ذى إخراج وتمثيل جيد وحتى الآن فى كل المناسبات التاريخية تعاد نفس الأفلام التى صنعت من عقود بدون أى تجديد.
أين ذهبت روح الإبداع المصرى
أما المحزن أنه عندما نحاول أن نجارى الصناعات العالمية فى الجزء التاريخى فإننا دائمًا ما نلجأ للتقليد على الرغم من وجود الكثير من الكتاب والمبدعين فى عالمنا العربى فـبالنظر إلى مسلسل ألف ليلة وليلة على الرغم من اختلاف القصة إلا أن هناك مشاهد للممثل المصرى "أمير كرارة" بمشاهد تشبه تماما مشاهد "جون سنو" حتى مظهر نيكول سابا يحاكى "كاليسى" ولكن بالروح العربية.
الدراما المصرية فى مواجهة الدراما العالمية
لا نقصد هنا المقارنة فلا يوجد أصلا وجه لها ولا حتى السخرية بقدر الوقوف على مكاننا من خريطة الإنتاج التاريخى فى الأفلام والمسلسلات، حيث أصبح من المقرر علينا أن نشاهد الأفلام التاريخية القديمة فى كل المناسبات بدون وجود أى بديل محترم أو ذى قيمة ففى الوقت الذى يتحدث فيه العالم عن "جيم أوف ثرونز" أضخم إنتاج وصلنا له كان "ألف ليلة وليلة".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة