ورفعت الكنائس صلوات البصخة المقدسة منذ الصباح ثم صلاة اللقان فى ذكرى أسبوع الآلام، حيث علقت الكنائس الأستار السوداء، ورفعت صلوات "البصخة المقدسة" والبصخة تعنى باللغة القبطية «العبور»، وتوافق ذكرى عبور النبى موسى لليهود من البحر الأحمر هربًا من عبودية فرعون، ويشير الكاتب القبطى سليمان شفيق فى تصريح خاص إلى أن الستائر السوداء التى توضع فى الكنيسة، هى ليست دلالة على إعلان حداد أو حزن عام على السيد المسيح، لكن الحزن على الخطية التى سببت للمسيح كل هذه الآلام، وكذلك هى تعبير عن حزن التلاميذ حينما سمعوا حديث المسيح عن آلامه وموته والتلاميذ رمز للكنيسة.
ويقول القس سارافيم كاهن كنيسة العذراء بجاردن سيتى لـ"اليوم السابع" إن يوم الخميس الذى يوافق الثامن والعشرين من أبريل هذا العام، المعروف باسم خميس العهد، يحتفل المسيحيون فيه باجتماع «السيد المسيح» مع تلاميذه لتناول العشاء الأخير، حيث قام عن المائدة وغسل لهم أرجلهم بمن فيهم «يهوذا» الذى سلمه لجماعة اليهود تمهيدًا لصلبه، وقال لهم السيد المسيح علانية «واحد منكم سيسلمنى». وطبقًا لهذا التقليد رتبت الكنائس تقليد الصلاة على مياه تُسمى «صلاة اللقان»، وبعد الصلاة يقوم الآباء الكهنة والأساقفة بغسل أرجل جميع الشعب.
وعن تقاليد خميس العهد يؤكد الدكتور مينا بديع عبد الملاك لـ"اليوم السابع" أن المصريين يطبخون العدس بدلاً من «اللحم»، ويمتنع الأقباط عن المصافحة باليد أو بالقبلات لأن يهوذا الخائن سلم سيده ومعلمه بالمصافحة والقبلة الغاشة، إذ قال لجماعة اليهود: «الذى أقبله هو هو فأمسكوه». وعندما تم هذا قال له السيد المسيح: "أبقبلة تُسلم ابن الإنسان؟".
ويضيف: غدًا الجمعة هو الجمعة العظيمة أو جمعة الآلام أو "جمعة الصلبوت" ووفقًا للعقيدة المسيحية فإن هذا اليوم هو يوم صلب المسيح وتبدأ صلوات الكنائس من السادسة صباحًا حتى السادسة مساءً بلا توقف، ويرتدى الشمامسة الزى الحزين وهم يرددون الألحان الحزينة التى لها أصول مصرية قديمة. وبعد الصلوات يعود الأقباط إلى منازلهم للراحة، وبعضهم يصوم عن الطعام طوال اليوم إلى نهاية صلوات ليلة العيد.
ويعود البابا تواضروس الثانى من الإسكندرية مساء اليوم ليرأس قداس جمعة الآلام غدًا بالكنيسة المرقصية بكلوت بك ويشاركه فى الصلاة الأنبا رافائيل أسقف كنائس وسط البلد وعدد من الآباء الأساقفة.
ويعتبر خميس العهد من الأعياد السيدية الصغرى فى الكنيسة القبطية ولكنه يمثل أهمية كبيرة لأنه اليوم الذى تحتفل فيه الكنيسة بتذكار استلامها ذبيحة العهد الجديد، وهو ضمن أسبوع الآلام الذى يمتاز بطقسه الروحانى الذى يخترق النفس والروح بألحانه المؤثرة، فلهذا يصلى قداس خميس العهد بطقس خاص لارتباطه بأسبوع الآلام.
موضوعات متعلقة:
الكاتدرائية تستعد لزيارات العيد.. شيخ الأزهر يقود وفد الأئمة لتهنئة البابا تواضروس صباح غد.. وملك البحرين يصل ظهرًا.. والبابا يغادر القاهرة ليلًا ليرأس قداس خميس العهد بالإسكندرية
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة