الخلاف الأرمينى الإذرى يتحول لصراع لإعادة تقسيم النفوذ بين القوى الدولية

الأربعاء، 13 أبريل 2016 09:24 م
الخلاف الأرمينى الإذرى يتحول لصراع لإعادة تقسيم النفوذ بين القوى الدولية أضرار الضربات العسكرية فى أقليم كاراباخ - أرشيفية
كتب عمر عبد العليم

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
بات الصراع الذى يشغل منطقة القوقاز بين أرمينيا وأذربيجان محل اهتمام لكثيرين من القوى الدولية والإقليمية لإعادة توزيع وتقسيم مناطق النفوذ والقوى، فضلاً عن المطامع الاقتصادية وأخرى عسكرية، فهناك فاعلين دوليين ينطلقون فى تورطهم فى تلك القضية من أجندات خاصة بكل منهم على حدا، بما يسمح بخدمة أهداف هؤلاء الفاعلين فى هذه المنطقة التى هى محط الاهتمام، ومحور جذب عالمى.

ويجد الفاعليين الدوليين مبررات تورطهم فى هذه المسألة فى الثروة النفطية، وتوسيع مناطق النفوذ العالمى، والسيطرة على خطوط التجارة والنفط بين أسيا واوروبا، ويلعب الفاعليين الدوليين فى الساحة الكاراباخية فرادى كالولايات المتحدة وروسيا وتركيا وإيران، أو جماعات عبر عمل دولى مشترك كمجموعة منسيك والتى يتناوب أعضاءها فى رئاستها (والتى تتكون من الولايات المتحدة الأمريكية وفرنسا وروسيا)، وهى المجموعة المنبثقة عن منظمة الأمن والتعاون فى أوروبا تحت مظلة للاتحاد الأوربى لحل المشكلة، والتى تسعى للعب دور الوسيط لحل الصراع حول كاراباخ.

كما تلعب تركيا دوراً مؤثراً فى محاولات حل الصراع حول كاراباخ، فانطلاقا من حق أذربيجان فى كاراباخ والذى يلتقى مع وحدة اللغة والديانة بين تركيا واذربيجان، يتضح حجم الدور التركى الساعى لحل القضية إن لم يكن فى صالح أذربيجان فعلى الاقل ليس مكلفاً لها، خاصة مع كونها أحد دول الجوار المحورية فى المنطقة، ومن تجليات الدور التركى فى أزمة كاراباخ ما أصاب العلاقات التركية الفرنيسة من تدهور ملحوظ أبان تأكيد جهات قضائية فرنسية على إبادة الترك للأرمن ومن ثم من غير المتصور استثناء تركيا من أى حل مستقبلى لأزمة كاراباخ، وذلك دون الخروج عن مساحات الحركة المتاحة لكل من الاطراف الاقليمية عبر معادلة توازن المنطقة ففى مقابل عمق العلاقات السياسية والاقتصادية التركية الإذرابيجانية وأخر تجلياتها مد خط الانابيب من باكو إلى ميناء جيهان التركى على البحر المتوسط، وهو المشروع الذى يسد نقص الطاقة لدى الجانب التركي، فإنه على الطرف النقيض من المعادلة يقبع الجانب الروسى بدوره الملحوظ فى مساندة أرمينيا، وهو بالأساس المورد الرئيس للنفط والغاز لتركيا.

أما أحد الفاعليين الدوليين الاكثر حضوراً على الساحة السياسية فى الصراع حول كاراباخ يتمثل فى روسيا التى تمارس دوراً غير يسير فى مقدرات الازمة الكاراباخية، فبالإضافة الى حقيقة التحالف الروسى الأرمنى التاريخى والسياسى والعسكرى، حيث كثيراً ما مثلت أرمينيا موقع يعتد به فى تحالفات منطقة القوقاز التى تساهم روسيا القيصرية او السوفيتية او الاتحادية فى تشكيلها، وأحد أهم تجليات تلك العلاقة على الصعيد الاقتصادى يتمثل فى اتفاقية الشراكة المبرمة بين البلدين فى عام 1997 برأس مال 30 مليون دولار والمستهدفة ضمان تدفق النفط والغاز إلى أرمينيا، أما على الصعيد العسكرى فتتمثل فى اتفاقية مارس 1995 الاساس الذى استند اليه فى انشاء مجموعة من القواعد العسكرية الروسية على الأراضى الارمينية، والحماية المشتركة لحدودها مع تركيا، وهى الاتفاقية سارية المفعول حتى عام 2020م، ناهيك عن الدعم التسليحى للجيش الارمينى الذى يتجاوز حسب مصادر روسية المليار دولار.

الفاعل الأول، فهو يتمثل فى الدولة الإيرانية والتى تحرص دوماً على إثارة القلاقل إقليميا فى منطقة القوقاز ودولياً فى الشرق الأوسط وغيرها من المناطق، وذلك من خلال دبلوماسيتها التى لا تحترم ذكاء الآخرين، فهى تتنافس بشكل ملحوظ على إيجاد نفوذ لها فى منطقة القوقاز وخاصة داخل أذربيجان من خلال إحداث بعض الفتن بين الحين والآخر داخل أذربيجان كالذى حدث أثناء مسابقة اليوروفيجن قبل أعوام، فضلاً عن حرص إيران لإدخال نفسها عنوة فى كافة المشاريع الاستراتيجية التى تعلن عنها الحكومة الأذربيجانية وذلك للتحكم او على الاقل المشاركة فى التحكم فى كل مايخص الشأن الداخلى لأذربيجان. وأهم ,اخطر النقاط هى مسألة الدعم المستمر لأارمينيا أثناء النزاع المسلح بمنطقة ناجورنو كاراباخ.

ويرجع ذلك لعدة أسباب منها محاولة طهران لتوجيه المنطقة نحو نمط مذهبى واحد، ثانياً التواجد البين للقومية الاذرية فى شمال إيران والتى تتجواز عشرات الملايين – والتى تعتبرها إيران أحد المهددات لأمنها الديموغرافى والقومى، ثالثاً وجود مطامع اقتصادية لدى طهران وهى أن أرمينيا تحتاج النفط الإيرانى، فى حين أن اذربيجان تتنافس مع ايران فى بيع النفط، حيث ان كلاهما مورد رئيس له، أضف الى ذلك وجود مخاوف إيرانية من عمق التحالف السياسى والعسكرى والايديولوجى بين أذربيجان و تركيا فى مطلع التسعينات خاصة ما برز حينها من الترويج لإحياء فكرة الجامعة التركية فى 1992-1993 المُهددة للنفوذ الإيرانى فى القوقاز.

ومن ثم يتبين مدى غلبة اجندة المصالح الاقتصادية على نظيرتها الإيديولجية والسياسية فى تشكيل مواقف الفاعليين الدوليين، وليس أبلغ شاهد عليه من الموقف المتناقض للجمهورية الاسلامية الايرانية التى تتبنى ازدواجية فى المعايير فضلاً عن التدخل السافر فى الشئون الداخلية لدى بعض الدول ومنها أذربيجان.

من التحليل السابق يتضح مدى تعقد شبكة المصالح والعلاقات المحددة لمواقف ومواقع الفاعليين الدوليين العالمى منها والاقليمى فى مسارات الصراح حول كاراباخ وبالتالى انعكاساتها على إمكانات تسويته المستقبلية.


موضوعات متعلقة :


الرئيس الأذرى: أرمينيا لا تريد السلام وتسعى لإحباط مساعى التسوية

لليوم الثانى على التوالى.. اشتعال الحرب بين أذربيجان وأرمينيا فى كاراباخ.. سقوط قذائف هاون فى إيران وحرس الحدود يتدخل.. ومساعد الرئيس الأذربيجانى يؤكد: نسعى لتحرير الأراضى الأذربيجانية المحتلة









مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة