الأدب مظهر من مظاهر التعبير عند الإنسان ينبع من عواطف جياشة وخواطر وهواجس- وانفعالات فينعكس ذلك عل صفحات الكتابة بأساليب جيدة ومنتقاة من حصيلة مفردات وتراكمات ثقافية تولدت عن طريق الاطلاع والمشاهدة والعلاقات والبيئات المختلفة.
وفى العصور القديمة كان هناك أدب وأدباء وقد عبروا عما يجول فى خواطرهم إما تصريحا أو تلميحا فقد كان هناك حظر على النشر وبطش من ذوى الشأن على أصحاب الأقلام من الكتاب والأدباء وقد رأينا ملامح ذلك فى أدب الهند القديمة وبلاد فارس وبلاد الواق واق حيث كانوا يكتبون معبرين عن العصر والمرحلة بما يشبه الرمز.
والقارئ لقصص كليلة ودمنة التى جاءت على لسان الحيوان والطير يدرك أنها ليست لحيوان أو لطير أو عن حيوان أو طير إنما كتبت خصيصا لبنى الإنسان وعن أخطاء بنى الإنسان فى حق بنى الإنسان.
وحكايات كليلة ودمنة كتبت فى الهند وترجمت إلى الفارسية ثم العربية وكان لها صدى واسع فى بلاد العرب وقد صنفت فى بلادنا ضمن أدب الاطفال وما كان لها ان تصنف كذلك وانما هى لأصحاب العقول الناضجة الذين يتدبرون ما يقرؤون.
فلا ضير أن نتدارس هذا الأدب وتقتبس منه ونكتب على غراره بعد عجزنا عن التعبير عما يجول فى خواطرنا عن المرحلة بحلوها ومرها وما سبقها من مراحل إلا قليل القليل تاركين ذلك للتاريخ، والمصادر زاخرة من مخطوطات وكتب صفراء لم تمتد اليها يد التحقيق بعد.
إن التاريخ لا يعالج داء قد سرى واستشرى وفنيت من جرائه أجسادا وأنهكت إلا العبرة والعظة لأجيال قادمة وهذا هو الفرق بين الكاتب والمؤرخ الكاتب طبيب يعالج الداء فور حدوثه فهو يستطيع أن يتغلب عليه بوسائله الخاصة قبل أن يستفحل أما المؤرخ فيترك الأمر وينظر إليه نظر المتفرج إلى أن يحين الحين فتكون الطامة الكبرى قد وقعت وهنا يبكى الناس على اللبن المسكوب !
صورة أرشيفية
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة