محمد أبو هرجة يكتب: الرصاصة الوحيدة

السبت، 26 مارس 2016 08:23 ص
محمد أبو هرجة يكتب: الرصاصة الوحيدة الرصاصة

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
بعد عمل يوم شاق عاد سليم من عمله فى إحدى شركات المقاولات حيث يعمل مهندسا مدنيا وهو متزوج ولديه 3 أبناء ولد وبنتان وانتقل حديثا إلى المعيشة فى شقة والده بعد أن توفى ولحق بوالدته التى توفت قبله بعام واحد فقط وسليم الابن الوحيد وبالتالى أصبحت الشقة الآن ملكا له وعملا بوصية والده ان يفعل ما يريد بالشقة بعد وفاته ما عدا هذا المكتب الأثرى والذى ورثه والده عن جده ويحتفظ فيه بأغلى وأهم الذكريات وعملا بالوصية ورغم ان والده توفى منذ عام تقريبا الا انه لم يفتحه حتى الآن وذلك بسبب انشغاله بتجهيز الشقة وحرصا عليه فقد نقله لشقته اثناء تجهيز شقة والده حتى لا تدمره التجهيزات وأعاده مرة أخرى إلى نفس المكان.

فى هذه الليلة قرر فتح المكتب الذى لم يرى ما بداخله طوال عمره فوالده كان شديد التعلق به وأيضا الخصوصية التى كانت تحيط بهذا المكتب. وبعد اتمام النقل والاستقرار فى شقة والده بعد تجديدها قرر فتحه ليلا بعد ان يخلد الجميع إلى النوم ويستمتع وحيدا بهذه الذكريات القديمة. وبدأ بفتح الدرج الأوسط بالمفتاح الخاص الذى لم يكن يفارق والده. ووجد شيئا غريبا. وجد مسدس وبجواره ظرف مكتوب عليه رسالة هامة وقال لنفسه: مسدس ليه ده الحاج مكنش ليه أعداء وبعدين ايه الرسالة دى وقام بفتحها وجاء مضمون الرسالة كالآتى: كنت اعلم أنك ستقرأ هذه الرسالة فى يوم من الأيام وبجوار الرسالة هذا المسدس ومن المؤكد انك تشعر بالدهشة الآن فأنت تعرف أنه لم يكن لى أعداء ولم أصرح لك بوجود هذا المسدس أبدا ولا أحد يعرف عنه شيئا فقد ورثته عن والدى والذى أوصانى به وتركه لى بنفس الطريقة وترك لى نفس السؤال الذى سوف أتركه لك. عندما تضع ورقة أمامك وتكتب قائمة بأسماء اعداءك ستجد عدوا واحدا فقط هو من يفسد عليك حياتك ولو أطلقت عليه هذه الطلقة الوحيدة ستعيش سعيدا ولكن احذر فهو أقرب اليك مما تتخيل فلا تؤذى أحدا ولا تظلم أحدا ولا تحمل معك هذا المسدس ولكن المسدس رمز لصراعك مع هذا العدو الذى اريدك ان تصل اليه وتعرفه ؟

انتهت الرسالة التى لم يذق سليم بسببها طعما للنوم من شدة التفكير مسدس وطلقة واحدة وعدو واحد لماذا كل هذه الالغاز والحيرة ومن هم اعدائى صحيح يوجد لدى خلافات بسيطة فى العمل واحيانا مع الجيران ولكن لا ترقى هذه الخلافات إلى حد اطلاق النار والقتل ولكن والدى ايضا طلب منى ان لا احمل هذا المسدس ومن هذا العدو الذى يعتبر أقرب إلى مما اتخيل وما هو الرمز والصراع.

فى الأيام التالية أصبح سليم يرى كل شخص أمامه ويقوم بتقييمه كما قال له والده ووضع قائمة لمن يعتبرهم أعداءه وأمعن التفكير فيهم ولكن أيضا لم يصل لحل اللغز وهداه تفكيره إلى الذهاب إلى احد اصدقاء والده الحاج اسماعيل حيث كان من اشد المقربين لوالده لعل من الحديث معه يجد حلا لهذا اللغز ووصل إلى منزله فى احدى الشوارع الضيقة المتفرعه من احد الاحياء الشعبية فى القاهرة وعندما وصل إلى المنزل وصعد إلى شقته وضرب الجرس ففتح له الحاج اسماعيل الباب ودار حوارا كلآتى

الحاج اسماعيل: ايه ده سليم ابن الحاج ابراهيم الله يرحمه صديقى اتفضل يا سليم ادخل.

يدخل سليم إلى داخل الشقة ويجلس إلى الانترية البسيط الارابيسك ويجلس بجواره الحاج اسماعيل
سليم: ازيك يا حاج والله وحشتنى وانت عارف بابا كان بيحبك قد ايه

الحاج اسماعيل: الله يرحمه كان من اعز اصدقائى وبنبره حزينة ده مات وأخد الضحكة معاه مكنش بيخلينى احس بهموم الدنيا ابدا هو اللى كان مصبرنى على بلاويها

سليم: ربنا يروق بالك يا حاج ويصبرك يارب مفيش حاجة مستاهلة موش ديما كان بابا يقول كدة
الحاج اسماعيل: اه والله فكرتنى بالغالى وكانه قاعد قدامى نفس الطريقة والأسلوب.

سليم: كنت جاى اسألك عن حاجة كدة هو بابا كان بيتكلم معاك عن حد مضايقه وصل لمرحلة انه يخلص منه أو يقتله مثلا؟

الحاج اسماعيل: يخلص من مين ويقتل مين ابوك يا ابنى ميقدرش يقتل عصفورة. ده يخاف من ربنا وليه السؤال الغريب ده من الأساس

سليم: لا لا مجرد سؤال متحطش فى بالك انا بس عايز اعرف حاجات جديدة عن شخصية والدى واكيد انتوا كنتوا اصحاب وسره معاك وتعرف حاجات ممكن معرفهاش.

الحاج اسماعيل: شوف يا سليم ابوك كان فيلسوف كبير كانت دماغه دى مليانة قصص وحكاوى من الماضى وقصص عاشها بنفسه وناس تانية عاشتها وتجارب كتير استفاد منها وكان دايما بيقول أن العدو الوحيد اللى ممكن يخلص عليك هو نفسك هو شيطانك هو فكرك اللى ممكن يقتلك. هو اللى بيخوفك من المستقبل. وبيوصلك للصراع بين اللى نفسك فيه واللى تقدر عليه. بين الخير والشر اللى جواك. وازاى تغلب نفسك عشان تقرب بيها من الخير وتبعد بيها عن الشر. حاول تعيش حياتك زى ما تحب بس اوعى تاخدك الدنيا بعيد عن ربنا عشان كل ما هتبعد عن ربنا هتلاقى الدنيا الواسعه دى هتضيق عليك اوى وهتخقنك لحد ما تخلص عليك

سليم: يااااه فعلا فيلسوف دلوقت بس عرفت حل اللغز ولو مكنتش جيت عندك النهاردة كنت هتعب كتير بصراحة

الحاج اسماعيل مندهشا: لغز ايه يا ابنى.

سليم: لا مفيش متحطش فى بالك يا حاج هستأذن انا ولازم تيجى تزورنى فى الشقة القديمة بتاع الوالد اللى كنتوا ديما بتسهروا فى البلكونة بتاعها

الحاج اسماعيل: لازم اجيلك المكان ده له ذكريات معايا عمرى ما هنساها وانت دلوقت حسستنى ان ابوك لسة عايش روح يا ابنى ربنا يوفقك وخد بالك من نفسك.











مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة