أزمة الـ"تاكسى"
ومن أهم الأحداث التى شهدتها فرنسا مؤخراً هو خروج عدد كبير للغاية من سائقى سيارات الأجرة "التاكسى" للتظاهر فى مختلف أنحاء البلاد، وذلك للمطالبة بتحسين أحوالهم المعيشية ورفع الأجرة للتمكن من تلبية حاجاتهم المعيشية، وأيضاً للمطالبة بحظر سيارات النقل السياحى (فى تى سى) التى تؤثر على نشاطهم، وتتعدى على خطوط سيرهم، وقد قطع السائقون العديد من الطرق الرئيسية والفرعية فى أماكن متفرقة.
وأجمع السائقون المحتجون على أن الحكومة الفرنسية لا تعطيهم الاهتمام المناسب، وإنها تهتم فقط ببعض سيارات الأجرة الباريسية الخاصة، وطالبوا وزير الاقتصاد الفرنسى إيمانويل ماكرون بضرورة تلبية طلباتهم التى على رأسها تنظيم سير سيارات النقل السياحى (فى تى سى)، وإجبارهم على العمل وفقا لتطبيقهم الخاص بهم.
سائقو "فى تى سى" يحجتجون على تدابير رئيس الحكومة
ومن ناحية أخرى خرج سائقو السيارات السياحية "أوبر، وسناب كار، وفى تى سى" اعتراضا على الإجراءات التى اتخذها رئيس الوزراء الفرنسى فى محاولته لاحتواء أزمة الـ"تاكسى"، والتى من شأنها أن تقيد مسار سيارات النقل "فى تى سى" وإلزامهم بخطوط سير محددة حتى لا تتعدى على الطرق التى تسير فيها سيارات الأجرة، مما أشعرهم بالغضب وتحيز رئيس الحكومة لصالح "التاكسى".
وبعد عدم تجاوب الحكومة معهم بدأوا فى غلق العديد من الطرق الرئيسية فى العاصمة باريس، والتى من أهمها الطريق المؤدى إلى مطار رواسى شارل دى يجول، وجاءت هذه الخطوة بعد اشتباكات عنيفة مع خصومهم "سائقى الأجرة" فى بورت مايوه، كما هددوا بالتصعيد واللجوء إلى العنف وإضرام النيران والتظاهرت أمام المؤسسات الحيوية فى الدولة.
احتجاج المزارعين على أسعار منتجاتهم
وعلى صعيد آخر تظاهر أيضا عدد كبير من مزارعى ومنتجى اللحوم فى فرنسا، فى جميع أنحاء فرنسا، احتجاجاً منهم على أحوالهم المعيشية وعلى تدنى أسعار منتجاتهم إضافة إلى ارتفاع الأعباء الضريبية، وشهدت فرنسا توترا بسبب هذه التظاهرات، حيث استخدم المزارعون الجرارات لقطع الطرق ومحاصرة مقار المحافظات والمواقع الصناعية فى عدة مدن، كما أضرموا النيران فى الطرق الرئيسة غرب فرنسا، كما وقعت اشتباكات فى منطقة نورماندى شمال البلاد مع قوات الأمن التى استخدمت الغاز المسيل للدموع للتمكن من فتح أكثر من 40 طريقا.
الفرنسيون ينددون بمد الطوارئ
أما عن قانون الطوارئ، فقد خرج الآلاف من الفرنسيين للتنديد به والاعتراض على القانون الذى جعلهم يشعرون بالكبت والتقييد، وأنه يعد انتهاكا واضحا لحقوق الإنسان، حيث خرجت الحشود فى باريس ومدن فرنسية أخرى للتنديد بمشروع تمديد حالة الطوارئ قبل نظر البرلمان فيه، وقد دعا لهذه المظاهرة ائتلاف جمعيات بينها رابطة حقوق الإنسان ونقابات تطالب بالرفع الفورى لحالة الطوارئ، وأيضا التخلى عن مشروع قانون لإسقاط الجنسية عن مزدوجى الجنسية المدانين فى أنشطة إرهابية.
تظاهرات معادية لللاجئين
وعن ظاهرة معاداة الأجانب فى فرنسا وبشكل خاص المهاجرين واللاجئين فقد اندلعت أمس اشتباكات شديدة بين قوات الشرطة الفرنسية ومتظاهرين معادين للمهاجرين شاركوا فى مسيرة دعت إليها حركة "بيجيدا" المناهضة للإسلام فى مدينة كاليه التى تعد ملجأ لللاجئين، وذلك بالرغم من حظر هذه المظاهرة من قبل وزارة الداخلية، وقامت الشرطة باعتقال نحو عشرين شخصا بعد أن استخدمت الغاز المسيل للدموع لتفريق المتظاهرين الذين تجمعوا أمام محطة القطار الواقعة بوسط المدينة، ورددوا هتافات معادية للمهاجرين.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة