نقلا عن اليومى..
قال وزير الإعلام الليبى، خالد نجم، إن مصر منذ بداية التاريخ تحمل على عاتقها قيادة الأمتين العربية والإسلامية، مؤكدًا أن مصر مؤهلة لقيادة المرحلة عربيًا، داعيًا إياها للالتفاف حول ليبيا واليمن وسوريا لتخفيف وطأة الصراعات الدائرة على أراضيها.
وأكد لـ«اليوم السابع» أن المعركة ضد التشرذم هى معركة المنطقة والوطن العربى بالكامل، مشددًا على أن التصدى لها يوجب الاتحاد حتى لا تسقط الدول العربية دولة تلو الأخرى كقطع الشطرنج أو «الدومينو»، مطالبًا القاهرة بتقديم مساعدات على الصعيد العسكرى للجيش الليبى القادر على مواجهة المتطرفين.. وإلى نص الحوار.
فى رأيك.. هل يوجد الآن بديل للفريق «حفتر»؟
- فى رأيى أنه ليس هناك بديل لـ«حفتر» فى هذه المرحلة، ليس لقلة الكوادر فى الجيش الليبى، لكنه شخصية «كاريزمية» يتفق عليها كل الجيش، ويلتف حولها، وكخبرة عسكرية قد يوجد كثيرون مؤهلون لهذا المنصب، ولكن كل الضباط اتفقوا على شخصية «حفتر» ودعموه.
ما الدور الواجب القيام به لحل الأزمة الليبية بالتعاون مع دول الجوار، لاسيما مصر؟
- المعركة ضد التشرذم هى معركة المنطقة والوطن العربى بالكامل، لذا فالتصدى لها يستوجب الاتحاد، حتى لا نسقط دولة تلو الأخرى كقطعة الشطرنج أو «الدومينو»، وأدعو القاهرة إلى تقديم مساعدات على الصعيد العسكرى للجيش الليبى القادر على المواجهة، فالمعركة معركة وجود، وربما نشهد بعد فترة تفتيت الوطن العربى إلى عدة أقسام على أساس طائفى ومذهبى، بحيث تكون هناك دولة سنية، ودولة شيعية، ودولة أمازيغية، ودولة درزية.
نحتاج للاتفاق على سياسة واحدة ومنهج إعلامى واحد، بالإضافة إلى محاربة الفصائل الإلكترونية التى تستقطب الشباب لتشغلهم بعمليات منظمة من «غسيل أدمغة»، بالإضافة لوضع استراتيجية لوسائل الإعلام.
وإذا لم نضع علاجًا وقائيًا ليغير العقلية والثقافة والدين والفقه لعودة الإسلام الوسطى سينتشر التطرف، فليبيا يفترض أنها دولة إسلامية وسطية على المذهب المالكى، لكن فيها نبرات متطرفة الآن.
هل لعب الإعلام دورًا فى تعزيز هذه الثقافة التكفيرية؟
- «داعش» ينفذ أعمالًا «هوليوودية» وأتقنوا عملية «الفبركة الإعلامية»، بالرغم من أننى لا أعتقد أنهم قادرون على القيام بهذه الأعمال بمفردهم بهذه التقنية وهذه الجودة، فهم يتفننون فى أشكال القتل والتعذيب، لأنهم يعلمون أن ذلك سيجذب الإعلام إليهم.. ونحن فى مدينة بنغازى رأينا هذه التجربة، فقد لمسنا أن «داعش» ليس بهذه القوة، فقد تمكن مجموعة من الشباب فى النهار من دحرهم.
هل فكرتم فى تشكيل لجنة تنطلق إلى المناطق التى يسيطر عليها الجيش الليبى لنشر التوعية الدينية؟
- هذا التفكير وارد، وتواصلنا مع جامعة «محمد السنوسى» المختصة بدراسة الشريعة، وربما يتواصلون مع الأزهر لعمل برنامج عمل كامل، وسنقوم كحكومة بدعمه بهدف توضيح أصول الدين.
الإعلام الغربى يرسخ لفكرة تدخل الغرب عسكريًا، والناتو دمر قدرات الجيش الليبى وفرض حظر التسليح.. هل ترى أن ليبيا بحاجة لتدخل عسكرى؟
- لم أطالب أبدًا بالتدخل العسكرى بالرغم من أننى من الثوريين، وفى 2011 رفضت التدخل العسكرى، وكنت أتمنى لو وضع القذافى حلولًا ومشاورات لهذه الأزمة، وأنا أعتبر أن الثورة انتهت يوم 19 فبراير، يوم تدخل الناتو.
لجنة استرداد أموال القذافى.. ما الذى وصلت له؟ ولماذا لم نسمع عن رد أى أموال حتى الآن؟
- استعادة أموال القذافى شابها الكثير من الفساد، ولكن أعتقد أن هناك جزءًا كبيرًا تم تجميده من قبل الدول الغربية، وأتمنى أن يكون هذا الجزء محافظًا عليه فعلاً وليس عملية نصب واحتيال أوروبية للاستيلاء على أموال الشعب الليبى، لأن هذا هو قوت الشعب الذى عانى الويلات فى فترة السنوات الأربع، وهناك عدة لجان ذهبت فعلًا، منها الشرعى ومنها من عمل لمصلحته الشخصية.
هل هناك تقدير لهذا المبلغ فى الخارج؟
- المبلغ التقديرى لثروة «القذافى» ما بين 80 و120 مليار دولار، ولكن الثابت لدينا الآن 80 مليار دولار، وحتى بعد ردها سيكون أمام الشعب الليبى تحد كبير لأن «القذافى» عودهم على الاقتصاد الريعى، أى أن تأتى بعض الأموال من النفط فينفقونها دون عمل، كما أن طبيعة الشعب الليبى طبيعة استهلاكية، وهذا ما رباه عليه نظام «القذافى»، فلم نتمتع بفوائد هذه الأموال على أصعدة مشروعات التنمية أو البنية التحتية.
الآن الشعب الليبى أمام مفترق طرق، وعليه استغلال بواقى هذه الثروات فى عملية التنمية والبناء الحقيقى، بالإضافة إلى الاستعانة بالثروات الطبيعية الأخرى كموقع ليبيا الاستراتيجى الذى يمكن تحويله إلى منطقة حرة بالكامل، فأكبر ثروات ليبيا هو موقعها الاستراتيجى، فهى بوابة أفريقيا، وهى أصل الصراع على القارة السمراء بين القوى الثلاثة الكبرى «أمريكا- الاتحاد الأوروبى- الصين وروسيا».
من أين يأتى التمويل لـ«داعش»؟ وهل يتم التأسيس لقاعدة إرهابية فى ليبيا تنطلق منها إلى أفريقيا؟
- التمويل والدعم اللوجستى الذى يحصل عليه «داعش» علامة استفهام كبيرة، المخابرات الغربية تعلم بشكل واضح من يمول «داعش»، ومن يدعمها فى تحركاتها، وتعرف بالضبط أين توجد هذه العصابات، والمنطق يقول إن من يعرف مكان «داعش» يشارك فى تمويله.
ما دور حكومة الوفاق التى تم طرحها كحكومة مصغرة.. وهل ترى أن حكومة الأزمة هى الحل الأمثل للوضع فى ليبيا الآن؟
- المطلوب من هذه الحكومة هو التهدئة بشكل أساسى، وإعادة لملمة ليبيا تحت مظلة واحدة، وتوفير الاحتياجات الأساسية للمواطن الليبى كخطوة أولى، حتى لو بقيت لـ6 أشهر فقط، باعتبار أن المشهد الليبى الآن يعانى من أزمة محروقات وبنزين وسيولة ودقيق، فلو تم الاتفاق مع هذه الحكومة واعتُمدت، يجب أن يتم الاهتمام بالمواطن بالدرجة الأولى.
فى رأيك هل يمكن جمع السلاح المنتشر فى ليبيا الآن؟
- لا يمكن جمع السلاح المنتشر فى ليبيا الآن إلا بعد هدوء الوضع، وانتهاء الحالة الثورية التى نعيش فيها، حينها فقط يمكن أن نقول أعطونا السلاح الموجود معكم.
ما تعليقك على لقاء اللواء حفتر بفايز السراج، خاصة فى ظل تعليق بعض أعضاء المجلس الرئاسى عضويتهم؟، وهل سيخلق ذلك نوعًا من الاستقطاب، أم أنه ذكاء من السراج؟
- هذا هو دور حكومة الوفاق ورئيسها، أن يتصل بالجميع لتذليل كل الصعوبات والتوصل إلى حل، فحتى لو اختلفت مع «حفتر» فهو جزء أساسى، وهو القائد العام للجيش الليبى الذى يحارب الإرهاب، ومشهود له بالمهنية، لكن أن تلغيه بشكل جذرى فهذا غير منطقى، خاصة أننا نرفع شعار الوفاق، وبالنسبة لأحمد معيتيق أو «العامرى» إذا كانا يستطيعان الذهاب لمجلس شورى الثوار و«داعش» فليذهبا، ويقوما بهذه المهمة ويتفاوضا معهم، وليتركا «السراج» يذهب إلى طرف، وليذهبا هما للطرف الثانى.
هل تعرف كواليس زيارة «حفتر» الأخيرة التى جاءت بشكل مفاجئ للقاهرة؟
- ليس لدى تفاصيل مع من التقى الفريق «حفتر»، لكننى أستطيع أن أجزم بشكل كبير أن الزيارة أتت للوساطة بينه وبين «السراج»، بدليل ما رأيناه بعدها بأيام من لقائهما، وفى أغلب الظن أن لقاء «السراج» و«حفتر» تم بوساطة مصرية.
هل هناك أطراف تسعى لاستبعاد «حفتر» من المشهد السياسى فى ليبيا؟
- بالتأكيد، فبعض الفصائل تشترط لبدء التفاوض أن يتم استبعاد «حفتر»، وإذا كانت المصلحة العامة تصب فى ناحية استبعاد «حفتر»، فأنا متأكد أنه سيقوم بذلك بنفسه.
أخيرًا.. ما رسالتك الأخيرة لمصر قيادة وشعبًا؟
- أعتقد أن مهمة مصر الكبرى تتمثل فى إعادة ترتيب المنطقة، فهى منذ بداية التاريخ تحمل على عاتقها قيادة الأمتين العربية والإسلامية، ولا نستطيع إنكار هذه المهمة التاريخية، ونعول على مصر لقيادة المرحلة بشكل فعلى ومباشر، فقوة مصر من قوتنا، وندعو مصر للالتفاف حول ليبيا، والدول المستهدفة إعادة تشكيلها، منها اليمن وسوريا وليبيا لتخفيف وطأة الصراعات فيها.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة