تعيش منطقة الشرق الأوسط صراعا مسلحا بين عدد من الدول العربية المؤثرة مع تنظيمات إرهابية وفصائل مسلحة تدعمها إمارة قطر ماليا وسياسيا وإعلاميا مستغلة حالة الاحتقان التى عمت الشارع العربى عام 2011 ضد عدد من الحكام العرب، وبدأت فى تنفيذ أجندتها بدعم فصائل مسلحة تعمل ضد مصالح الدول العربية ولاسيما فى مصر وسوريا وليبيا والعراق.
وتتغاضى المنظمات الحقوقية والدولية عن توفير قطر الدعم الكامل للتنظيمات الإرهابية فى سوريا والعراق، وسعيها المستمر لإجهاض أى محاولات إنتقالات ديمقراطى سلمى فى الشعوب العربية فالدول العشائرية المستبدة تسعى دائما لتأجيج الحساسيات العرقية والدينية ودعم التطرف إعلاميا وسياسيا وفتوائياً ببوق فتنتها القرضاوى ومادياً لتفجير الأوضاع داخل الدول وتفتيها لدويلات صغيرة.
دعم قطر للإرهابيين والمتطرفين فى مصر
وتقدم قطر دعما ماليا وسياسيا وإعلاميا للإرهابيين الذين يستهدفون مصر ومؤسساتها الأمنية عبر التحريض من جيوشها الإعلامية والإلكترونية وعلى رأسها فضائية الجزيرة وتليفزيون العربى "الذى يمتلكه عزمى بشارة ويبث من لندن" للنيل من الدولة المصرية عبر التحريض على القتل وبث الفتنة والشائعات الكاذبة حول حقيقة الأوضاع فى مصر على المستوى الاقتصادى والاجتماعى والأمنى.
وتحرص قناة الجزيرة القطرية على تغطية النشاطات التى تقوم بها الجماعات الإرهابية المتمركزة فى سيناء ومحاولة لنقل صورة مغايرة لما يجرى فى أرض الفيروز عبر بثها معلومات مغلوطة ومفبركة تخالف الواقع، ويمثل الشق الإعلامى أحد أبرز رؤوس الحربة التى تستخدمها الدوحة فى حربها المعلوماتية ضد ما يجرى فى مصر وأبرزها نقل مقاطع مصورة بشكل حصرى حول التحرك الأشرس الذى قادته التنظيمات الإرهابية للسيطرة على مدينة الشيخ زويد منتصف يوليو 2015.
دعم المتطرفين فى ليبيا
منذ اليوم الأول لخروج الليبيين للتظاهر 17 فبراير 2011 ركزت قطر بشكل كبير على تقديم أكبر دعم من المال والسلاح للتيارات الإسلامية والعناصر المتطرفة وعلى رأسهم عبد الحكيم بلحاج زعيم الجماعة الليبية المقاتلة "تنظيم القاعدة"، وعلى الصلابى، صلاح بادى، وغيرهم من الشخصيات التى تقود صراع الميليشيات فى ليبيا حاليا.
البداية كانت مع رفض أمير قطر حمد بن خليفة حل التنظيمات والتشكيلات المسلحة البالغ عددهم 18 فصيل مسلح عقب سقوط نظام العقيد معمر القذافى وقتله، ولم يفهم أعضاء المجلس الإنتقالى الليبى سبب رفض الدوحة لحل التشكيلات المسلحة ومعارضتها لبناء جيش وطنى فى ليبيا، واقترحت قطر تشكيل حرس رئاسى ليبى مهمته حماية مؤسسات الدولة والحدود بديلا لتشكيل جيش ليبى.
عززت قطر تواجدها فى المدن الليبية ولاسيما فى مدن بنغازى وطرابلس ومصراتة عبر دعمها لتيار متطرفة مثل أنصار الشريعة والجماعة الليبية المقاتلة وكتائب مسلحة تبيع سلاحها لمن يدفع أكثر، وبدأت ليبيا تعانى من فترة عصيبة مع استمرار الاغتيالات فى صفوف عناصر الشرطة والجيش الليبى ولاسيما فى مدينة بنغازى حتى عام 2013، وقد دعمت الدوحة حكمت الميليشيات الإرهابية والمتطرفة فى العديد من مدن ليبيا لتنفيذ مخططها فى عدم بناء جيش ليبى والتأثير على إنتاج النفط والغاز فى ليبيا التى تعتبر الدول الأبرز على مستوى العالم فى المجال النفطى.
وبدأت قطر فى الدعم الإعلامى والسياسى للتشكيلات المسلحة فى الغرب الليبى وتوفير الأسلحة للمعدات للكتائب التى ترفض الحكم المؤسساتى فى البلاد ولإحداث خلل على الحدود المصرية – الليبية التى تمتد لمسافات كبيرة وفتح منفذ على الحدود الغربية لتهريب المتطرفين والأسلحة إلى داخل مصر وتقديم الدعم للجماعات المسلحة فى سيناء.
وكشف أمير قطر تميم بن حمد عن رفضه للجيش الوطنى الليبى الذى يقوده المشير خليفة حفتر لمحاربة الإرهابيين فى ليبيا، داعيا لما وصفه بـ"حل سياسى" مع القوى السياسية المتواجدة فى ليبيا متجاهلا دعم بلاده لتيارات سياسية متطرفة فى البلاد استنزف مواردها المالية والاقتصادية.
دعم قطر للإرهابيين فى سوريا
ووجهت الولايات المتحدة وروسيا اتهامات مباشرة لقطر لدعمها الإرهابيين فى سوريا وعلى رأسها تنظيم جبهة النصرة، وتجاوز الدعم الإعلامى والمالى القطرى للإرهابيين فى سوريا إلى الدعم الميدانى عبر الدفع بعناصر على الأرض تساعد الميليشيات المسلحة فى تصنيع الصواريخ والعبوات الناسفة لاستهداف الجيش السورى فى مختلف الأحياء والمدن المختلفة فى الداخل السورى.
وشكل تحالف الدم بين قطر وتركيا دافعا قويا للدولتين الداعمتين للإرهاب فى توفير الدعم المالى لجماعة متشددة أمثال "لواء التوحيد" و "أحرار الشام" و"جيش الإسلام"، حيث ترتبط جميعها بصلات قوية بجبهة النصرة الإرهابية التى يظهر قائدها بشكل حصرى على شبكة قنوات الجزيرة القطرية للحديث عن عمليات الميليشيا الإرهابية فى سوريا.
واتهم خوان زاراتى مستشار سابق فى إدارة الرئيس الأمريكى جورج بوش الابن قطر بأنها فى صدارة الدول التى تدعم المتطرفين والإرهابيين، موضحا أن الدوحة مركز لكل ما يحدث فهى تدعم تنظيم القاعدة والجماعات المرتبطة بها.
وكشف تنظيم داعش الإرهابى علاقة قطر بالتنظيم من خلال نشر صور وأسماء مواطنين قطريين كانوا مقيمين فى الدوحة وانضموا للتنظيم المتطرف، إضافة لحشد أكبر عدد ممكن من الشباب المسلم للقتال فى سوريا بزعم دعم الثورة السورية فى التحرير من حكم بشار الأسد، إضافة لمتاجرة الدوحة بالدم السورى فى المحافل الدولية من خلال دعمها للتنظيمات المتطرفة فى سوريا سياسيا وعسكريا ومحاولة إلقاء التهم على دمشق لرفض الأسد التنحى عن الحكم.
التورط القطرى فى سوريا وصل إلى ذروته مع بدء الدوحة تشكيل كيانات مسلحة تشمل التنظيمات المتطرفة فى ثوب جديد لتضليل المجتمع الدولى فى دورها الداعم للإرهاب، ومحاولتها عرقلة أى حل سياسى للأزمة السورية والدفع نحو الحسم العسكرى فى سوريا وهو ما ثبت فشله.
وردا على تقرير أعدته قناة سى ان ان الإخبارية الأمريكية حول دعم الدوحة للإرهابيين، قال أمير قطر تميم بن حمد، إلى أنه يعرف الإرهابيين، ومن هم المتطرفين، موضحًا أنه لا يمول الإرهابيين، موضحا ان بلاده تفتخر بعلاقاتها مع أمريكا ودعم المتطرفين.
ونشرت فصائل إرهابية تقاتل فى سوريا عدد من المقاطع المصورة التى توجهوه خلالها بالشكر إلى قطر لدعمها لهم بالمال والسلاح، كما توجه المتطرفون المقاتلون فى سوريا بالشكر لقطر على دعمها الدائم لهم بالسلاح.
فيما أكد رئيس لجنة العلاقات الخارجية فى مجلس الدوما الروسى، ألكسي بوشكوف، فى تصريحات صحفية أن التدخل الخارجي فيما يجري في سوريا جرى عبر إرسال وتسليح وتمويل الإرهابيين والمرتزقة من قبل قطر وخاصة أن ذلك لم يكن من أجل تحقيق الديمقراطية بل جراء موقف حاقد على سوريا.
وقد نددت وزارة الخارجية السورية، خلال السنوات الأخيرة باستمرار تقديم قطر دعم للإرهابيين فى سوريا للإطاحة بالرئيس السورى بشار الأسد، وقال بيان الخارجية السورية: "مرة جديدة يفضح أزلام مشيخة دويلة قطر علاقتهم العضوية بالعصابات الإرهابية المسلحة فى سوريا من خلال تقديم كل أشكال الدعم العسكرى والمالى والسياسى لهذه العصابات الأمر الذى جعل من النظام القطرى أحد خزانات التطرف والإرهاب والفكر التكفيرى".
وروجت قطر من خلال وسائل إعلامها المسموعة والمقروءة والمكتوبة لمصطلح "المعارضة المسلحة المعتدلة" بغية ترسيخه فى محاولة لاستنساخ حالة متفردة فى معارضة الأنظمة الحاكمة برفع السلاح على مؤسسات الدولة ومواجهتها بالحرق والهدم بزعم الثورة ضد النظام وربطها بمعارضة الأنظمة.
وقد أكد وزير الخارجية القطرى، الشيخ محمد عبد الرحمن آل ثان، استمرار دعم الدوحة للتنظيمات التى تقاتل فى سوريا عبر تزويدها بالسلاح حتى لو أوقف الرئيس الأمريكى المنتخب دونالد ترامب دعم واشنطن للجماعات المقاتلة ضد بشار الأسد.
المال القطرى يعزز الفتنة فى العراق
"سقوط العاصمة العراقية بغداد فى يد القوات الأمريكية" هكذا بثت قناة الجزيرة القطرية خبرا كاذبا فى بداية الغزو الأمريكى للعراق للتأثير على الروح المعنوية للجيش العراقى وأبناء الشعب والترويج لسقوط بغداد والرئيس الراحل صدام حسين أمام الأمريكان.
كذبة دمرت وطن روجت لها شاشة قناة الجزيرة ودعمت غزو الولايات المتحدة للعراق وسعت خلال السنوات التالية للغزو لتبنى أنشطة وفعاليات ومصطلحات إعلامية تدعم التيار الإرهابية فى العراق، وتجاهلت ملفات مكافحة التطرف والطائفية فى العراق بل عززتها عبر وسائل إعلامها التى لعبت على وتر الصراع السنى – الشيعى.
واتهم رئيس الوزراء العراقى السابق نورى المالكى خلال توليه لرئاسة الحكومة العراقية قطر بدعم الإرهاب وتحفيز التنظميات الإرهابية فى المنطقة والعالم والترويج لها إعلاميا وسياسيا، مؤكدا ان قطر الداعم الأول للتنظيمات الإرهابية عبر إيواء إرهابيين وتكفيريين من تنظيمات متطرفة على رأسها تنظيم القاعدة وتوفير لهم الدعم المالى والعسكرى لتنفيذ مخططات وصفها بـ"أحقاد سياسية وطائفية" بحق العراق.
وأكد صحيفة وول ستريت جورنال أن وزارة الخزانة الأمريكية تتبعت مبالغ كبيرة من تمويلات خاصة بمؤسسات خيرية ومواقع للتواصل الاجتماعى فى قطر، لدعم متطرفين فى العراق وسوريا.
وبالرغم من حالة السخط والغضب الشعبى العربى من موقف الدوحة التى اختارت الإنحياز للباطل على حساب الحق، والانحياز للمتطرفين والإرهابيين على حساب إرادة الشعوب إلا أن ثلاثى الشر الإرهابى القطرى الإخوانى لم ينجح فى فرض أجندته فى المنطقة العربية بعض رفض غالبية الشعوب العربية لتيار الإسلامى السياسى الذى لجأ للتطرف لترسيخ قواعده فى الدول وتفتيت مؤسساتها الحاكمة وهو ما ترفض مصر ودول شعوب المنطقة التى سالت دماءها على عباءة إمارة قطر التى يصفها المواطن العربى بـ"إمارة الدجال".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة