لا تزال أصداء فضيحة الفساد التى تواطأت فيها رئيسة كوريا الجنوبية، بارك كيون هيه، تعرقل الحياة السياسية بسول بل وتلقى بظلالها على الوضع الاقتصادى الذى شهد هبوط حاد فى مؤشرات البورصة، فى الوقت الذى تدخل فيه المظاهرات "المليونية" أسبوعها السادس للمطالبة بإقالة الرئيسة الفورية.
مظاهرة حاشدة فى سول للمطالبة باستقالة رئيسة كوريا الجنوبية
ورغم أن بارك وضعت مصيرها فى أيدى البرلمان، إلا أن الأحزاب المعارضة الرئيسية الثلاثة قدمت مذكرة لإقالتها الفورية، وستصوت عليها الجمعية الوطنية 9 ديسمبر الجارى. ووقع على هذه المذكرة التى تتهم الرئيسة بأنها خرقت الدستور، 171 نائبا من أصل 300 فى البرلمان، بحسب ما أفادت وكالة يونهاب للأنباء. وستحال مذكرة الإقالة، إذا تبناها النواب، إلى المحكمة الدستورية للموافقة عليها، وهو إجراء يمكن أن يستغرق ستة أشهر.
وكانت بارك المتهمة بالتواطؤ مع صديقة قديمة لها أوقفت مطلع نوفمبر فى قضايا احتيال واستغلال للسلطة، وأعلنت استعدادها لمغادرة منصبها قبل انتهاء ولايتها فى 2018 وقالت إنها تترك الأمر للبرلمان. لكن المعارضة رأت أنها مناورة لكسب الوقت وتجنب إقالتها بشكل مهين.
مظاهرة فى سول للمطالبة باستقالة رئيسة كوريا الجنوبية
وتتمتع المعارضة والمستقلون بغالبية فى البرلمان ـ 171 من أصل 300 مقعد ـ لكن لكى يتم إقرارها، يفترض أن تحصل مذكرة الإقالة على تأييد ثلثى النواب، وهذا يعنى أن المعارضة تحتاج لدعم حوالى ثلاثين من أعضاء الحزب الحاكم. وكان الحزب الحاكم فى كوريا الجنوبية طلب من الرئيسة أن توافق على التنحى فى أبريل المقبل تمهيدا لإجراء انتخابات مبكرة فى يونيو. ووافق النواب الـ128 لحزب "ساينورى" الذى تنتمى إليه الرئيسة بالإجماع على فكرة منحها أسبوعا واحدا لتقبل هذا العرض وإلا ستخضع لإجراءات إقالة مهينة. وأمهل النواب الرئيسة حتى الخميس المقبل لإعطاء ردها.
جانب من المظاهرات فى سول للمطالبة باستقالة رئيسة كوريا الجنوبية
وتقول مجلة "فوربس" الأمريكية أن هناك ثلاثة سيناريوهات صعبة للخروج من هذه الأزمة، أولها:
بارك تترك البيت الأزرق دون شروط
تضيف المجلة أن المعارضة والعديد من الكوريين يطالبون الرئيسة بارك بأن تتخذ هذا القرار، ولكنه سيجعلها عرضة للإدانة بتهمة الرشوة واستغلال السلطة، حسبما يقول ستيفن كيم، الباحث بمعهد آسيا بجامعة "تشنجشى". ويحذر الباحث من أن هذا قد يسفر عن موجة من عدم الاستقرار والفراغ السياسى لعدم وجود خليفة واضح لها. وأوضح الباحث أن الحكومة ستسير أعمال البلاد قبل إجراء انتخابات رئاسية فى غضون 60 يوما، وهى المدة القليلة نوعا ما لتفرز أسماء قادرة على تولى الرئاسة، إلا أن هذا الخيار سيلقى ترحيبا من قبل العموم الغاضبة التى ترغب فى أن تترك الرئيسة مكانها فى أقرب وقت. واعتبر كيم أن هذا الاختيار سيساهم فى جعل الرؤساء المقبلين أكثر أمانة.
مظاهرة حاشدة فى سول للمطالبة باستقالة رئيسة كوريا الجنوبية
بارك تترك منصبها بعد 3-6 شهور
الرئيسة بارك تفضل أن تنسحب بعد رسم خارطة طريق حول مستقبل الحكومة، إلا أن الأحزاب المعارضة الرئيسية الثلاثة ترفض هذه الفكرة. ويرى الباحث كيم أن وضع خارطة الطريق قد يعنى حصانتها من توجيه الاتهام لها.
مظاهرة حاشدة فى سول للمطالبة باستقالة رئيسة كوريا الجنوبية
ورغم أن أحزاب المعارضة ستصوت على إقالتها الجمعة، إلا أنهم فى حاجة لأصوات الحزب الحاكم كذلك الذى يسيطر على 129 مقعد فى الجمعية المكونة من 300 معقد. وتأتى دعوة الحزب الحاكم لمغادرة بارك منصبها فى أبريل المقبل، حتى يكون هناك وقت كاف لنقل السلطة بشكل سلمى مع الحفاظ على استقرار البلاد، لاسيما وإن "بيئة متخبطة" ستبطئ الناتج الإجمالى المحلى الكورى الجنوبى إلى 2.5% العام الجارى و2.4% العام المقبل، فضلا عن تأثير ذلك على العملة الكورية أمام الدولار.
مظاهرة حاشدة فى سول للمطالبة باستقالة رئيسة كوريا الجنوبية
استكمال ولاية بارك القانونية حتى فبراير 2018
إذا فشلت المعارضة فى الحصول على ثلثى التصويت لإقالة بارك الفورية، ووقف حزبها إلى جوارها بعدم التصويت لتنحيها، ستظل بارك فى البيت الأزرق حتى انتهاء مدتها، وستعمل على وضع خارجة الطريق. وبالطبع وجودها 14 شهرا إضافيا فى الرئاسة سيساعدها على الحصول على الحصانة الرئاسية لتجنب الإدانة. وخلال الـ14 شهرا أيضا يمكن لمرشحى الرئاسة التجهيز لانتخابات 2017. ورغم أن الدولة يمكن أن تظل مستقرة، إلا أن أصداء الفضيحة ربما تعرقل المبادرات السياسية الداخلية والدبلوماسية حال بقاءها.
مظاهرة حاشدة فى سول للمطالبة باستقالة رئيسة كوريا الجنوبية
مظاهرة حاشدة فى سول للمطالبة باستقالة رئيسة كوريا الجنوبية
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة