محمود حمدون يكتب : الزبون والشحاذ والجنيه المعدنى

السبت، 31 ديسمبر 2016 10:00 م
محمود حمدون يكتب : الزبون والشحاذ والجنيه المعدنى شحات

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لله يا بيه .
على الله، 
يابيه بقولك حاجة لله .. ايه مفيش رحمة ؟!
مندهشا : قلت لك على الله، ربنا يسهل لك.
يسهل لى ؟ وعلى الله ؟ تكونش فاكرنى بشحت منك ؟ أنا بعمل فيك ثواب كبير.
هنا ترك الزبون فنجان قهوته على الطاولة الصفيح الصدئة الموضوعة أمامه، ونحّى جريدته جانبا، مستفسرا : بتعمل فيا ثواب ؟ نهار باينه مش فايت ؟ 
آه فعلا بعمل فيك ثواب، يمكن شايفنى فى نظرك شحاذ لكن الحسنة اللى هاتديهانى هاتخد بيها ثواب كبير ويمكن يكون سبب دخولك الجنة. 
المنطق كان قويا، وذكّره بذنوب كبيرة وكثيرة ارتكبها ولا يزال بحياته، فوضع يده فى جيبه ونفحه جنيها معدنيا كاملا : وهو يقول لنفسه لعلها المرة الأولى التى يمنح فيها شحاذا مبلغا من المال، ثم تكدّر قليلا وهو يتذكر أن الحياة فانية وينبغى أن يعمل صالحات كثيرة هذه الأيام .
مدّ الزبون يده للشحاذ بالجنيه المعدنى، الذى رفض بدوره أن يأخذه، مستنكرا بشدة حقارة المبلغ مقابل الثواب، و علا صوته : بقولك بعمل فيك معروف يدخلك الجنة، تدينى جنيه ملوش أى ستين لازمة، حتى الجنة عايزين تدخلوها بلوّشى ؟! 
جنيه قليل ؟ طيب عايز كام ؟
صياح الشحاذ جذب أنظار وأفئدة وأسماع الزبائن والمارة، فأسرعوا لمتابعة الحدث الجارى وبعضهم قام بوازع من ضمير وأخلا بتأنيب الزبون، مستنكرا ومستحقرا أن يمنح الشحاذ جنيها فقط : 
اتقى الله يا أخى، وبعدين يجيب إيه الجنيه دلوقت يبشمهندس ؟! ثم الراجل بيقولك بيعمل فيك معروف وبسببه ممكن تدخل الجنة، سبحان الله فعلا خيرا تعمل .









مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة