على مدى فترات طويلة، اعتمدت إدارات الأهلى المتعاقبة على الأجانب فى منصب المدير الفنى للفريق الأول لكرة القدم بالنادى، لأسباب عديدة أبرزها الاستفادة من خبراتهم الدولية لتطوير الكرة محلياً، وقدرتهم على التعامل مع الضغوط الجماهيرية والإعلامية، وكأنه توجه عام وبصرف النظر عن نجاح أو فشل البعض فى تجاربهم.
فى بداية التسعينات تواجد أسماء مثل مايكل ايفرت وألان هاريس وهولمان وتسوبيل، مروراً بـ ديكسى وبونفرير ووتونى اوليفيرا ومانويل جوزيه فى بداية الألفية الحالية، نهاية بـ جاريدو وبيسيرو ومارتن يول فى العقد الحالى.
وخلال الـ25 سنة الأخيرة، عمل العديد من أبناء الأهلى مثل شوقى عبد الشافى وأنور سلامة وأحمد ماهر وعبد العزيز عبد الشافى وفتحى مبروك كمديرين فنيين مؤقتين لإنقاذ الفريق بعد أى إخفاق للمدرب الأجنبى، ولم تسند المهمة فى موسم كامل لـ مصرى سوى حسام البدرى فى ولايته الأولى بعد رحيل مانويل جوزيه، أثناء فترة مجلس إدارة حسن حمدى.
وبعد اهتزاز نتائج الأهلى فى آخر الموسم السابق، نال البدرى ثقة الإدارة مجدداً لتصحيح مسار الفريق، وعاد لتدريب الأهلى من خلال بوابة مجلس محمود طاهر.
وفى التقرير التالى نسلط الضوء على عدة مشاهد فى ولايات البدرى الثلاثة، أظهرت شخصيته التدريبية، واستحق معها لقب مدرب كسر عقدة الخواجة فى قلعة الجزيرة.
الولاية الأولى وتغيير طريقة اللعب
بعد العديد من الإنجازات للأهلى فى عهد مانويل جوزيه، معتمداً على طريقة اللعب بـ"ليبرو" 3/4/3، قام حسام البدرى فى بداية ولايته الأولى بالاستغناء عن مركز الـ"ليبيرو"، والاعتماد على طريقة 4/4/2 بمشتقاتها، فى وقت كان الاستغناء عن هذا المركز بمثابة الفزاعة لأغلبية مدربى الكرة المصرية.
ونجح البدرى فى تحقيق لقب الدورى بالطريقة الرقمية الجديدة.
الولاية الثانية ونهائى رادس 2012
أظهر البدرى شخصيته التدريبية بقوة أمام الترجى التونسى، فى نهائى دورى أبطال أفريقيا 2012، ففى الوقت الذى توقع العديد من الخبراء وقتها اعتماده على نفس أسلوب اللعب، الذى انتهجه جوزيه فى مباراة أشبه بنفس الظروف ونتيجة لقاء الذهاب 1/1 وهى الصفاقسى نهائى أفريقيا 2006، بالتأمين الدفاعى والمرتدات فى الشوط الأول، ثم المغامرة الهجومية آخر اللقاء.
فاجئ البدرى وقتها الترجى التونسى بالهجوم الضاغط من أول دقيقة، وانتزع فوزاً غالياً 2/1 فى رادس 2012، وأضاع لاعبو الأهلى يومها حفنة من الأهداف وركلة جزاء، كانت كفيلة على الأقل بمضاعفة النتيجة، فى مباراة تعد الأفضل كإدارة فنية فى تاريخ حسام البدرى التدريبى حتى الآن.
الولاية الثالثة وتعديل مسار الفريق
تصدر الأهلى للدورى حتى الآن، والفوز على المنافس التقليدى الزمالك فى آخر لقاء، بمثابة تتويج لجهود البدرى فى تطوير الفريق بعد تراجع نتائج الفريق بشكل واضح آخر الموسم السابق المتمثلة فى الخروج الأفريقى وخسارة كأس مصر.
تجنب البدرى أخطاء الهولندى مارتن يول فى اعتماده على مجموعة لاعبين محدودة، وقام بتطبيق سياسة التدوير وتجهيز كثير من اللاعبين، وأعاد الثقة لحارس مرماه شريف إكرامى، ومنح الفرصة لعدد غير محدود من العناصر البعيدة عن المشاركة، أصبحت بمثابة احتياطى استراتيجى للفريق عند إصابة الأساسيين، إضافة للتوفيق فى إدارة أغلبية مباريات الأحمر داخل الملعب هذا الموسم، ولم يشعر الجميع بأزمة النقص فى قائمة الـ29 المسجلة أيام الجهاز الفنى السابق، والتى ترددت كثيراً فى أول الموسم.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة