على مدى العام المنصرم برز أسم المهندس طارق الملا، وزير البترول والثروة المعدنية، فى العديد من المناسبات حيث نجح فى تأمين إمدادات الوقود لمصر بعد القرار المفاجئ لشركة أرامكو الحكومية السعودية، بالتوقف عن إمداد مصر بالمواد البترولية، قبل يوم واحد من الشحن، فحول البوصلة المتجهة إلى المملكة العربية السعودية فقط وشركتها أرامكو، إلى الكويت من خلال التعاقد لثلاث سنوات مقبلة مع مؤسسة النفط الكويتية ليتم إمداد هيئة البترول بـ2 مليون برميل شهريًا، وأيضا إلى بغداد من خلال الاتفاق مع وزير البترول العراقى على إمداد مصر مباشرة بمليون إلى مليونى طن شهريا، والأمر لم يتوقف عند هذا الحد فللرجل اتفاقات سابقة فى أعقاب الأزمة مباشرة، حيث نجح فى التعاقد مع شركة سوكار الحكومية الأذربيجانية.
على الرغم من أن مصر تستورد نحو %35 من حاجتها من الوقود والمواد البترولية، إلا أن وزير البترول أعلن عن وضع مصر قدمها الأولى على طريق الاكتفاء الذاتى من الغاز قبل عام 2020، مع الإعلان عن اكتشاف حقل ظهر الأكبر والأعظم فى المنطقة، بحسب وصف وزير البترول، فحقل ظهر يصل حجم الاحتياطيات المتوقعة منه إلى نحو 30 تريليون قدم مكعب من الغاز، وتعادل 5.5 مليار برميل مكافئ من النفط، حيث سيتم بدء الإنتاج المبكر فى ديسمبر 2017 بمتوسط إنتاج مليار قدم مكعب يتزايد تدريجياً ليصل إلى 2.7 مليار قدم مكعب يومياً فى عام 2019 يتم توجيه كل الكميات المنتجة للسوق المحلى، وهو الأمر الذى سيساعد فى تحقيق الاكتفاء الذاتى لمصر من الوقود.
الأمر لا يتوقف فقط على حقل ظهر ولكنه يضم عددا آخر من حقول الغاز، منها كشف الغاز الطبيعى بمنطقة جنوب غرب بلطيم البحرية فى دلتا النيل الذى يعد إضافة جديدة إلى اكتشافات الغاز الواعدة بالبحر المتوسط، والكشفين «شمال نيدوكو- 1» و«غرب نيدوكو- 2» بمنطقة نورس واللذين أسهما فى الوصول إلى مستويات إنتاج مرتفعة بحقل نيدوكو بالدلتا بلغت 870 مليون قدم مكعب غاز، كما شهدت منطقة الصحراء الغربية اكتشافات مهمة من الغاز فى حقول بدر الدين على رأسها الكشف المتحقق بمنطقة علم الشاويش بالصحراء الغربية فى البئر «BTE - 2» باحتياطيات أولية تقدر بحوالى نصف تريليون قدم مكعب غاز قابلة للزيادة، هذا إلى جانب الكشف «Bed2sw» الذى تم وضعه على خريطة الإنتاج بمعدلات تبلغ نحو 12 مليون قدم مكعب غاز يوميا، هذا إلى جانب الاكتشافات الجديدة للزيت الخام.
الاهتمام لا يتوقف فقط على اكتشافات جديدة من الغاز الطبيعى أو الزيت الخام، لكن وزير البترول أبدى اهتماما خاصا بصناعة البتروكيماويات التى شهدت خلال عام 2016 نهضة شاملة من خلال الانتهاء من مشروعى موبكو لإنتاج الأسمدة، ومجمع إنتاج الإيثيلين ومشتقاته بإجمالى استثمارات حوالى 4 مليارات دولار ضمن المرحلة الثانية من الخطة القومية للبتروكيماويات لتعظيم القيمة المضافة من الثروات البترولية لتوفير المنتجات البتروكيماوية للسوق المحلى التى تقوم عليها العديد من الصناعات التكميلية الصغيرة والمتوسطة، فضلاً عن تخفيف عبء الاستيراد من الخارج وترشيد العملة الصعبة وإيجاد مصدر دولارى، من خلال تصدير جانب من هذه المنتجات لتسهم مساهمة إيجابية فى دعم الاقتصاد المصرى.
الغاز الطبيعى بـ21 مدينة فى الصعيد
يهتم وزير البترول بالأشراف على خطط توصيل الغاز الطبيعى إلى المناطق المحرومة، حيث بدأت الوزارة فى تنفيذ خطة توصيل الغاز لمليون وحدة سكنية، اعتبارا من يوليه 2016 وحتى يونيو 2017، وتتضمن توصيل الغاز لأول مرة إلى 21 مدينة فى صعيد مصر لزيادة معدلات التنمية وتحسين الخدمات وتحقيق العدالة الاجتماعية، وشهد عام 2016 التوصيل إلى عدد من المدن بالصعيد التى يدخلها الغاز لأول مرة مثل ديروط فى أسيوط والفشن ببنى سويف وطما بسوهاج ومطاى بالمنيا، كما تم إطلاق أول شعلة غاز طبيعى بمنطقة شرق الأقصر إيذانا بوصول الغاز لأول مرة إلى هذه المنطقة الحيوية بمحافظة الأقصر، هذا بالإضافة إلى مدينة إدكو بالبحيرة، كما شهدت منطقة القناة إطلاق مشروع توصيل الغاز إلى منازل مدينة القنطرة غرب بمحافظة الإسماعيلية، بعد أن تم إنجاز مشروعات لتوصيل الغاز بالقنطرة شرق ومدينة الإسماعيلية الجديدة، كما تم توصيل الغاز الطبيعى إلى منازل محافظة مرسى مطروح لأول مرة خلال ديسمبر 2016.
ويملك الملا حلما لتحويل مصر إلى مركز إقليمى لتداول الطاقة من خلال إطلاق تنفيذ مشروع تحديث وتطوير قطاع البترول، الذى يهدف إلى الارتقاء بكفاءة عمل القطاع، من خلال برامج عمل واضحة لتطوير العمل البترولى والكوادر البشرية.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة