قبل أسابيع من دخول الرئيس الأمريكى المنتخب دونالد ترامب، البيت الأبيض، وتسلم مهامه رسميًّا فى العشرين من يناير المقبل، خلفًا للرئيس المنتهية ولايته باراك أوباما، ما زالت أزمة الاختراق الروسى للانتخابات الأمريكية الأخيرة، ومزاعم عدد من من رموز إدارة "أوباما" والحزب الديمقراطى، وأيضًا بعض السياسين البارزين فى الحزب الجمهورى المنتمى إليه "ترامب" بوجود تدخل عبر القراصنة الروس للتأثير على نتائج الانتخابات، حاضرة بقوة، فى وقت تتزايد فيه المطالب برد حاسم على هذا التدخل.
وبعدما أكد مسؤولون أمريكيون اعتزام إدارة الرئيس المنتهية ولايته باراك أوباما الإعلان عن إجراءات عقابية، ردًّا على الاختراق الروسى للمؤسسات السياسية الأمريكية، وتلاعبها فى نتائج الانتخابات، يقدم "اليوم السابع" لقرائه فى السطور التالية كل ما يريدون معرفته عن تلك الأزمة، بشكل شامل وموجز عبر أسئلة وإجابات بسيطة.
ـ كيف بدأت القرصنة الروسية؟
بدأت أزمة القرصنة عندما حدث اختراق لشبكات الكمبيوتر الداخلية باللجنة الوطنية للحزب الديمقراطى، فى أثناء حملة الانتخابات الرئاسية الأمريكية فى العام الماضى، وتكرر الأمر هذا العام، إذ تم اختراق الحساب الشخصى لبعض أقرب مساعدى المرشحة الديمقراطية هيلارى كلينتون، ومنهم جون بوديستا، رئيس الحملة الانتخابية لها، وتم تسريب العشرات من الرسائل الخاصة من بريدها الإلكترونى فيما بعد عبر موقع "ويكيليكس"، وتحديدا فى شهر يوليو وقبل موعد الانتخابات بأربعة شهور تقريبًا، الأمر الذى مثل أزمة كبيرة لهيلارى كلينتون خلال حملتها الانتخابية وسباق البيت الأبيض.
ـ ما دور روسيا فى القرصنة؟
بعد انتهاء الانتخابات مباشرة وتعبير كثيرين من الأمريكيين عن صدمتهم، سرعان ما أشارت أصابع الاتهام الأمريكية إلى روسيا، إذ اعتقدت أجهزة الاستخبارات الأمريكية، أن موسكو تحاول زعزعة ثقة الأمريكيين فى حكومتهم ومؤسساتهم، عبر شن هجوم إلكترونى، لكنها توصلت بعد ذلك إلى أن الهدف كان محاولة ترجيح كفة المرشح الجمهورى دونالد ترامب على حساب منافسته الديمقراطية هيلارى كلينتون، التى يوجد بينها وبين الرئيس الروسى فلاديمير بوتين عداء غير خفى منذ توليها حقيبة الخارجية الأمريكية.
وفى مطلع ديسمبر الماضى، نشرت صحيفة "نيويورك تايمز" تقريرًا قالت فيه إن وكالات استخباراتية أمريكية خلصت بثقة عالية إلى أن روسيا عملت سرًّا فى المراحل الأخيرة من الانتخابات الأمريكية، لتضر بفرص "كلينتون"، وتعزّز فرص "ترامب"، بعد أن اخترقت كلا الحزبين، وتحدثت عن تحديد هوية مسؤولين روس متورطين فى الأمر، فيما ألمح البعض إلى أن الكرملين نفسه هو من فوض بهذه القرصنة.
ـ ما هو موقف دونالد ترامب؟
رفض الرئيس المنتخب دونالد ترامب، تقييم الاستخبارات الأمريكية عن دور روسيا، وسخر منها قائلا: "هذه الاستخبارات نفسها من قالت إن صدام حسين كان يمتلك أسلحة دمار شامل".
ـ ما هو موقف روسيا؟
نفت روسيا أى صلة لها باختراق شبكات الكمبيوتر الخاصة بالحزب الديمقراطى، دون أن تعطى للأمر أهمية كبيرة أو تزيد من تصريحاتها وحديثها حول هذا الأمر.
ـ هل تستطيع الولايات المتحدة الوصول إلى القراصنة الروس؟
تقول صحيفة "نيويورك تايمز"، إن الولايات المتحدة الأمريكية تواجه صعوبات كبرى فى القبض على القراصنة الروس أو ردعهم، مشيرة إلى أن واشنطن لا تملك خيارات كثيرة فى الرد على مثل هذه الهجمات الإلكترونية التى يقومون بها.
وأشارت الصحيفة فى تقرير لها، إلى أن روسيا لا تسلم مواطنيها، وأثبتت أنها لا يمكن ردعها بسهولة من خلال التوبيخ العام، وفى بعض الأحيان، أعدت السلطات الأمريكية قوائم لمسؤولى الشرطة المحلية للقبض على المشتبه بهم عند مغادرتهم روسيا لقضاء إجازة فى جزر المالديف على سبيل المثال، ولكن فى أغلب الأحيان تحقق المباحث الفيدرالية الأمريكية "إف بى آى"، ووزارة العدل، فى اتهامات وأدلة ضد أشخاص لن يكونوا موجودين أبدًا لمحاكمتهم.
ـ ما هو الرد الأمريكى المحتمل على الاختراق الروسى؟
خلال ديسمبر الجارى، تعهد الرئيس باراك أوباما بالانتقام من التدخل الروسى فى الانتخابات الأمريكية، وهو ما عكس تصديقه لتقييم الاستخبارات والأجهزة الأمنية الأمريكية بشأن مسار الانتخابات والتلاعب بها، وقال "أوباما" إنه سيرد خلال الفترة القليلة المتبقية له فى البيت الأبيض، مشيرًا إلى أن الرد سيكون بإجراءات معلنة وغير ذلك.
وفى 27 ديسمبر، أعلن مسؤولون أمريكيون أن الإدارة ستعلن عن إجراءات عقابية على التدخل الروسى، تشمل عقوبات اقتصادية وتوبيخًا دبلوماسيًّا، ونقلت الصحيفة عن مسؤولين أمريكيين قولهم، إن الإدارة ستنتهى خلال الفترة الحالية من التفاصيل الخاصة بالأمر، والإعلان عن الإجراءات، المتوقع أن تشمل عملا سريًّا، سيشمل على الأرجح عمليات إلكترونية مضادة، وربما يتم الإعلان عن الرد الأمريكى خلال الأيام القليلة المقبلة.
ـ ما هى خيارات أمريكا فى الرد على القرصنة الروسية؟
هناك عدة خيارات متاحة أمام واشنطن للرد على التدخل الروسى، فربما يتم شن هجوم إلكترونى مضاد، خاصة أن "أوباما" سبق وأن تعهد بالرد بشكل منهجى وبطريقة مدروسة، بآليات بعضها معلن والآخر ليس كذلك، وعن احتمال الرد العسكرى تقول وكالة "بلومبرج" إن الرئيس المنتهية ولايته باراك أوباما لو انحاز للخيار العسكرى، فإن هذا سيوكل إلى القيادة الأمريكية الإلكترونية، وهى وكالة حديثة نسبيًّا، يرأسها الأدميرال مايكل روجرز، الذى يقود أيضًا وكالة الأمن القومى، ويتطلب هذا الخيار تحديد هدف عسكرى، وتشمل الخيارات الممكنة توجيه ضربة إلكترونية ضد أجهزة الاستخبارات الروسية، أو شن هجوم إلكترونى أو التلاعب ببياناتها.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة