على مدار الشهور القليلة الماضية ، لم تكن الأمور فى حزب المصريين الأحرار على ما يُرام، شباب يستقيلون وقيادات ترحل، دون معلومات واضحة، صحيح أنه من الطبيعى إن يشهد هذا الحزب الليبرالى صاحب الأكثرية البرلمانية بين الأحزاب خلافات فى الرؤى، لكن ما هو غير طبيعى أن يصل الخلاف حول أداء الحزب فى مجلس النواب وفى تنسيق الحزب الداخلى إلى ما يشبه الصدام أو الخلاف العميق بين مؤسس الحزب ورئيسه، أى بين أكبر رأسين فى حزب الأكثرية.
متى ظهر الخلاف بين نجيب ساويرس وعصام خليل للنور؟
ظهور الخلاف داخل المصريين الأحرار ،بدأ بدعوة الدكتور عصام خليل رئيس حزب المصريين الأحرار، فى 9 ديسمبر الماضى، لعقد المؤتمر العام للحزب للانعقاد في دور انعقاد غير عادي يوم الجمعة 30 ديسمبر بأحد الفنادق، لمناقشة إقرار أو تعديل أو رفض التعديلات المقترحة علي لائحة النظام الأساسي للحزب، ومر الأمر بهدوء، حتى فجر مجلس أمناء الحزب مفاجأة فى بيان له أمس، أى قبل عقد المؤتمر بـ 48 ساعة.
المفاجأة تمثلت فى مخاطبة مجلس الأمناء بالحزب عقب اجتماع له، لرئيس الحزب الدكتور عصام خليل، بتأجيل عقد المؤتمر العام، اعتراضاً على عدم عرض التعديلات المقترحة على اللائحة على مجلس الأمناء قبل طرحها للتصويت فى المؤتمر العام، وإن ذلك يأتى مخالفاً لنص المادة ٥٩ من لائحة النظام الأساسى، والتى تنص على عدم تعديل اللائحة إلا بموافقة مجلس الأمناء، حسب ما جاء فى البيان.
وبالإطلاع على اللائحة، تبين إن المادة 59 من لائحة الحزب تنص على إنه يجوز لأعضاء مجلس الأمناء حضور اجتماعات المستويات التنظيمية واقتراح بنود للمناقشة على جدول الأعمال ويكون حضورهم كمراقبين دون أن يكون لهم صوت معدود، ولا يتم تعديل اللائحة إلا بموافقة مجلس الأمناء.
الحزب يتمسك بموقفه من المؤتمر العام..وقياداته تهاجم مجلس الأمناء
فى المقابل تمسك الحزب بموقفه، فى تعارض صريح لموقف مجلس الأمناء، من خلال تصريح للمتحدث باسمه المهندس شهاب وجيه أمس الأربعاء، والذى أكد فيه إن المؤتمر فى موعده غداً الجمعة، بل إن نصر القفاص عضو المكتب السياسي لحزب "المصريين الأحرار" وأمين لجنة الإعلام، أصدر بيانا هو الآخر هاجم خلاله مجلس الأمناء، بقوله "فيما يبدو إن مجلس الأمناء اعتبر نفسه وصياً على الحزب " مضيفا ، "إن مؤامرة ضد الحزب تدور فى الخفاء، وإن رئيس الحزب هو وحده دون غيره هو صاحب الحق في دعوة المؤتمر العام للانعقاد، وإن الحزب تجاهل محاولات افتعال أزمات من جانب بعض من يعتقدون أن الاحزاب شركات يديرها من يملك أعلى حصة من الأسهم "
نجيب ساويرس يتضامن مع مجلس الأمناء..ويحذر رئيس الحزب من مخالفة اللائحة
مراقبو المشهد السياسى، انتظروا موقف نجيب ساويرس من الجدل الدائر بين مجلس الأمناء والمكتب السياسى للحزب، وبالفعل أدلى "ساويرس" بتصريح لـ "اليوم السابع"، عبر فيه عن تضامنه مع موقف مجلس الأمناء، ما يؤكد إننا أمام فريقين، نجيب ساويرس ومعه مجلس الأمناء، وعصام خليل ومعه عدد من قيادات الحزب .
"ساويرس" قال إن عدم إرسال التعديلات لمجلس الأمناء يُعرضها لشبهة غير قانونية، مشدداً، : " الالتزام باللائحة وحماية النظام المؤسسى للحزب، هو شعار الحزب منذ تأسيسه، ولن نسمح بأى تجاوز أو تعدى على ذلك حتى لو كان من رئيس الحزب ذاته"، وتابع : " مجلس الأمناء لن يدخل فى مهاترات، وأدعو الجميع لأن يكون على قدر المسئولية".
من ناحية أخرى أعلن 30 عضوا من الأمانة العامة لحزب المصريين الأحرار فى بيان اليوم ،عن رفضهم للقرارات الاخيرة الصادرة عن رئيس الحزب وعلى رأسها قرار الدعوة لمؤتمر عام لتمرير تعديل وصفوه بـ " مشوه " في اللائحة والنظام الاساسي للحزب ومخالف للمادة (59) من اللائحة الداخلية.
وتابع اعضاء الامانة العامة فى فى بيانهم " في محاولة لترسيخ المزيد من الديكتاتورية التي يمارسها رئيس الحزب ، وفي تجاوز سافر لاختصاصات مجلس الامناء الذي اعلن في بيانه مساء الاربعاء ، لذا طالبت الأمانة العامة رئيس الحزب بتأجيل الدعوة لانعقاد المؤتمر العام لحين انتهاء اللجنة من أعمالها وعرض النص المقترح على مجلس الأمناء للموافقة عليه قبل عرضه على المؤتمر العام للتصويت إعمالاً لنص المادة ٥٩ من اللائحة .
عصام خليل يرد:كل شئ تم وفقاً للائحة
وبإتصال "اليوم السابع" بالدكتور عصام خليل رئيس الحزب، لمعرفة موقفه من الخلافات المعلنة حول أداء الحزب فى البرلمان وكذا حول عقد المؤتمر العام ومدى الالتزام بلائحة الحزب ، أكد خليل إن كل الإجراءات والترتيبات الخاصة لعقد المؤتمر العام، تمت وفقاً لما جاء باللائحة والنظام الأساسى للحزب ، وشدد : " نحن نعرف اللائحة جيداً، ونحترمه .
ودعا رئيس الحزب إلى انتظار ما يمكن أن يسفر عنه المؤتمر العام للحزب غدا ، فيما يبدو أن الخلاف بين مؤيدى عقد المؤتمر والمطالبين بتأجيله سيستمر ويتطور إلى قدر من عدم الاعتراف بما يسفر عنه من نتائج
وفى سياق تأييد موقف عصام خليل رئيس الحزب ، أكد النائب سلامة الجوهرى نائب رئيس الهيئة البرلمانية للحزب على حضوره المؤتمر العام للحزب غدا الجمعة ، مشيرا في بيان له على صفحته بمواقع التواصل الاجتماعي إلى تأييده التام لرئيس الحزب الدكتور ، كما أعلن موافقته علي التعديلات واللائحة الجديدة من أجل الاستقرار ومن أجل المصلحة العامة ومن أجل مصر، حسب قوله
كما أعلن جمال عباس نائب حزب المصريين الأحرار عن دائرة أسيوط، فى بيان له عن تأييده للدكتور عصام خليل ، مؤكدا على ثقته فى الخطوات التى يتخذها لصالح الحزب ، مؤكدا على نجاح المؤتمر العام للحزب وان كل النتائج ستكون فى صالح الأهداف التى بنى عليها المصريين الأحرار
وبدوره أعلن النائب هشام الشعينى، نائب حزب المصريين الأحرار بنجع حمادى، ورئيس لجنة الزراعة بالبرلمان، تأييده للدكتور عصام خليل رئيس حزب المصريين الأحرار.
أسباب أخرى للصدام بين نجيب ساويرس ورئيس الحزب
وبتعقب الكواليس داخل الحزب، قالت مصادر مسئولة به، إن العلاقة قد توترت بين مؤسس الحزب ورئيسه منذ شهور، لعدة أسباب أبرزها الاختلاف على أسلوب إدارة الحزب والتنسيق الداخلى بين القيادات وأسلوب التعامل مع الحكومة من ناحية والتنسيق مع ائتلاف الأغلبية ، ومع تراكم الخلافات بين مؤسس الحزب ورئيسه ، أصبح هناك طرفان ولكل طرف مؤيدوه الذين يدافعون عن رؤيته .
وتقول مصادر مقربة من فريق مؤسس الحزب، إن الدكتور عصام خليل رئيس الحزب إتخذ قرارات دون عرضها على المؤسس ، وهو ما اعتبره نجيب ساويرس استئثارا بجميع القرارات داخل الحزب، إضافة إلى شكاوى وصلت لساويرس من البعض، حول ما اعتبروه منح صلاحيات كبيرة لبعض القيادات والنواب على حساب آخرين، من قبل "خليل".
" وتناثرت معلومات فى هذا الشأن، إن نجيب ساويرس" أبلغ رئيس الحزب منذ فترة بإنه لن يتمكن من الاستمرار فى تمويل الحزب كما فى السابق، وإن عصام خليل فوجئ بخطاب من مؤسس الحزب، يطالبه بتسليم مقر الحزب الكائن فى شارع محمد محمود بجوار وزارة الداخلية، وإنه "خليل" بالفعل قرر تحمل كافة النفقات، حتى إنه استأجر فيلا بشارع العروبة لتكون مقراً للحزب بديلاً عن قصر "ساويرس"
هل يلجأ مجلس الأمناء للقضاء حال إقرار تعديلات اللائحة بالمؤتمر العام غدا؟
أشارت معلومات، إلى إن مؤسس الحزب ومعه مجلس الأمناء لديهم إتجاه للجوء للقضاء حال إقرار التعديلات غداً فى المؤتمر العام، لكن مصادر مقربة من رئيس الحزب، تقول إن الدكتور عصام خليل رئيس الحزب جاهز بكل الردود، وإن مجلس الأمناء فى المؤتمر العام الماضى، للحزب فوضوا رئيس الحزب بتشكيل لجنة لإجراء التعديلات المقترحة.
وقالت مصادر بالحزب إنه تم الاتفاق على التشكيل الذى ضم إثنين من مجلس الأمناء، الذان حضرا اجتماعات إعداد التعديلات، بل وإنهما وافقا عليها.
وبالرجوع لصلاح فضل رئيس مجلس الأمناء، للتأكد من صحة تلك المعلومات، قال إنه بالفعل حضر تلك الاجتماعات، لكنه كان من المفترض أن يرسل رئيس الحزب تلك التعديلات لمجلس الأمناء مرة اخرى وفق ما اتفقوا عليه، مشيراً إلى إن رئيس الحزب ارتكب مخالفة قانونية تهدد مصير القرارات مستقبلاً، موجههاً رسالة لرئيس الحزب، : " ليس من مصلحة أحد شق صف الحزب".
وأضاف صلاح فضل إنه لن يتمكن من حضور الحزب مستقبلاً، متابعاً فى سؤاله عن موقف مجلس الأمناء بعد إقرار التعديلات على اللائحة، إنه ضد التصعيد لكن لكل حادث حديث، وتابع : " أدعو جميع الأطراف للحفاظ على هذا الحزب الكبير الذى يقوم بدور وطنى كبير".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة