شهدت أسواق الذهب "محليًا وعالميًا" حالة من عدم الاستقرار خلال عام 2016، واتسمت بموجة ارتفاعات وصلت مع نهاية العام لـ142% بسبب اضطراب أسعار صرف الجنيه أمام الدولار الذى وصل لـ18 جنيهاً قبل اتخاذ قرار التعويم فى 3 نوفمبر.
رواج سوق الذهب بداية العام
وكانت أسعار الذهب فى مصر مع بداية العام تقف عند 256 جنيهًا لعيار 21، وهو العيار الأكثر طلبًا فى مصر، وكان هذا السعر مدعومًا بالوضع العالمى، سواء للبترول أو لسعر الأوقية، حيث كان سعر برميل النفط فى هذا التوقيت 34 دولارًا للبرميل، وكان سعر الأوقية حينها 1113 دولارًا، فى الوقت الذى سجل فيه عيار 24 مبلغ 303 جنيهات، وعيار 18 سجل 227 جنيهًا، وكانت الارتفاعات والانخفاضات غير ملحوظة بالمرة.
30
جنيهًا ارتفاعًا للذهب فى مصر مع نهاية تعاملات فبرايرومع زيادة الطلب على المعدن الأصفر خلال فبراير، لأنه الملاذ الآمن للمستثمرين، ارتفعت الأوقية العالمية لتسجل 1190 دولارًا بزيادة كبيرة عن شهر فبراير، الأمر الذى رفع سعر الذهب المحلى فى مصر قرابة 30 جنيهًا فى كل جرام، ليقفز عيار 21 عند 295 جنيهًا، وترتفع باقى الأعيرة بنسب متفاوتة، ليصل الذهب عيار 18 عند 252.85 جنيه، وعيار 24 يقف عند 337.14 جنيه.
الذهب يركب القطار السريع للارتفاع مع نهاية مارس
ولأول مرة فى تاريخ المعدن الأصفر بمصر، يقفز الذهب محليًا ليسجل عيار 21 مع نهاية شهر مارس 320 جنيهًا، ولأول مرة يتخطى العيار الأكثر تداولاً فى مصر حاجز الـ300 جنيه بزيادة 25 جنيهًا، مع حدوث ارتفاعات كبيرة فى سعر الأوقية العالمية لتتخطى حاجز 1230 دولارًا، ولأول مرة ينصح تجار الذهب المستهلك بالاتجاه للبيع بدلاً من الشراء لتحقيق مكاسب، نظرًا لأن موجة الارتفاع تعد الأولى منذ سنوات عديدة.
السوق السوداء للدولار يضرب الذهب فى مقتل
لم تكن المفاجأة التى تعرض لها تجار الذهب والمستهلكون، نهاية شهر مارس من عام 2016، بتخطى سعر جرام 21 مبلغ 300 جنيه ليسجل 325 جنيهًا لأول مرة فى تاريخ أسعار الذهب بمصر، هى الأخيرة، ولكن حدثت ارتفاعات كبيرة للمعدن الأصفر فى مصر، بالتزامن مع ارتفاع سعر صرف الدولار بالسوق السوداء، الأمر الذى جعل سعر عيار 21 يسجل فى نهاية أبريل الماضى 360 جنيهًا لأول مرة، بعد أن كان يتراوح الجرام بمنتصف الشهر ما بين 335 إلى 340 جنيهًا.
"
مايو" شاهد على الارتفاع التاريخى للذهب فى مصر
شهد شهر مايو الماضى موجة صعود للمعدن الأصفر، وارتفع سعر عيار 21 لمبلغ 365 جنيهًا، وظل سعر الذهب محليًا يزداد وينخفض بنسب بسيطة، لا تتعدى الجنيهين أو الثلاثة، سواء للارتفاع أو الهبوط، وبحسب العرض والطلب، إلى جانب سعر صرف العملة الأمريكية فى السوق الموازية، والذى ارتفع لمستوى تاريخى ليسجل 11.50 جنيه، ليتبعها موجة ارتفاعات أخرى تدفع الذهب فى مصر للصعود لمستويات تاريخية ضربت السوق فى مقتل.
توقعات رفع سعر الفائدة تفشل فى خفض سعر الذهب فى يونيو
وفى نهاية مايو ومع بدايات يونيو، وتزايد التكهنات حول رفع سعر الفائدة فى البنك الفيدرالى الأمريكى، الأمر الذى كان من شأنه خفض أسعار الذهب عالمياً ودفعها للأسعار المحلية لتراجع طفيف، إلا أن التراجع فى أسعار المعدن الأصفر لم يكن على قدر المستوى المنتظر، بعد أن انخفض الذهب 5 جنيهات فقط ليسجل 365 جنيها، بعد أن ارتفع سعر جرام الذهب لعيار 21 ليسجل مبلغ 370 جنيهًا، الوضع لم يستقر عند حد 370 جنيهًا للجرام، إلا أنه مع ارتفاع السعر العالمى للأوقية لتسجل 1262 دولارًا، ارتفع الذهب محليًا ليسجل 375 جنيهًا .
خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبى يهز المعدن الأصفر
وتوالت ارتفاعات أسعار الذهب خلال يوليو بنسب ملحوظة ليسجل عيار 21 مبلغ 386 خلال منتصف الشهر، وكانت الارتفاعات ما بين 6 إلى 8 جنيهات، وخلال نفس الشهر خرجت بريطانيا من الاتحاد الأوروبى، وهو ما أثر على وضع الذهب عالمياً وأدى إلى ارتفاع سعره مدعوماً بتراجع العملة الأوروبية الموحدة "اليورو"، ويواصل الذهب الارتفاع ليسجل 400 جنيه يوم 1-7-2016 ليبدأ المعدن الأصفر مرحلة جديدة من الارتفاعات فوق الـ400 جنيه، ليحقق زيادة طوال الشهر من 5 إلى 25 جنيهاً، تزامناً مع ارتفاع الدولار فى السوق الموازية ليسجل 12.70 جنيه لأول مرة، ليغلق سعر الذهب هذا الشهر عند 450 جنيه تزامناً مع تحرك سعر الأوقية العالمية لتسجل 1352 دولاراً.
أغسطس وبداية الركود لأسواق الذهب
وواصل الذهب تحقيق ارتفاعات كبيرة فى مصر، بالتزامن مع تراجع الذهب عالمياً، ليسجل عيار 21 مبلغ 468 جنيها، بالتزامن مع استمرار صعود الدولار فى السوق السوداء.
وقال إيهاب واصف، عضو مجلس إدارة غرفة القاهرة التجارية، لـ"اليوم السابع" حينها، إن معدل تراجع المبيعات ونسبة الركود قاربت كسر حاجز الـ60% نتيجة الوضع الاقتصادى العام وارتفاع الأسعار.
وكان شهر سبتمبر هو الأقل من حيث استقرار الأسعار، وتراوحت الزيادة والانخفاض فى سعر الذهب ما بين 10 إلى 15 جنيهاً لينتهى هذا الشهر عند سعر 485 جنيهاً بالتزامن مع حدوث بعض التراجع فى الأسعار العالمية.
أكتوبر يحطم رقما قياسيا للذهب
مع بداية التعاملات فى سوق الذهب بمصر خلال شهر أكتوبر 2016، سجل الذهب يوم 3 أكتوبر 492 جنيهاً لعيار 21 لأول مرة، وبعد يومين فقط يحقق الذهب فى مصر رقم قياسى ويسجل 500 جنيه لأول مرة فى مصر، وتتوالى الارتفاعات الكبيرة مع استمرار تحرك الدولار ليسجل 15 جنيهاً فى السوق السوداء، ليدفع الذهب للارتفاع الكبير بقيمة تخطت الـ20 جنيهاً فى أكثر من مرة لينتهى سعر الذهب فى هذا الشهر عند رقم قياسى ليسجل عيار 630 جنيهاً.
تراجع الدولار فى نوفمبر يدفع الذهب للتراجع لـ110 جنيهات
بدأ شهر نوفمبر على تراجع بلغت قيمته عشرة جنيهات، ثم 60 جنيهاً كتراجع لكل جرام فى ثانى أيام شهر نوفمبر بالتزامن مع مبادرة اتحاد الغرف التجارية بالتوقف عن شراء الدولار لمدة أسبوعين، الأمر الذى سبب تراجع سعر الدولار بأكثر من ستة جنيهات فى السوق السوداء ليصل الدولار لـ12 جنيهاً بعد أن سجل 18 جنيهاً، قبل يوم واحد فقط من قرار التعويم، ثم تراجع جديد بقيمة 50 جنيهاً ليستقر الذهب عند 550 جنيهاً قبل قرار التعويم، ويعاود الذهب التراجع ليسجل 515 جنيهاً يوم تعويم الجنيه، ثم يعاود الذهب الارتفاع ليستقر عند 600 جنيه بعد يوم من تعويم الجنيه فور حدوث تحرك للدولار نحو الارتفاع لينتهى سعر الذهب 594 جنيهاً.
ديسمبر وركود سوق الذهب
وشهد الشهر الجارى حالة من الركود بالتزامن مع استقرار سعر الذهب عند 585 جنيهاً، ويشهد ارتفاعاً وانخفاضاً منذ بداية الشهر ليسجل، وفق آخر تحديث، 613 جنيهاً، ولكن رفع سعر الفائدة ربع نقطة لدى البنك الفيدرالى الأمريكى هز عرش المعدن الأصفر عالمياً، لكنه لم يؤثر بصورة واضحة على المعدن الأصفر فى مصر بسبب ارتفاع سعر الدولار البنكى.
وكشف إيهاب واصف، عضو مجلس إدارة شعبة الذهب فى غرفة القاهرة التجارية، إن نتائج اجتماعات شعبة الذهب تؤكد انخفاض إنتاج الذهب فى المصانع الكبرى بنسب تتراوح بين ٦٠ إلى ٧٠٪ خلال ٢٠١٦.
وأضاف عضو مجلس إدارة شعبة الذهب فى غرفة القاهرة التجارية، لـ"اليوم السابع"، أنه لم يتم حصر نسب الورش الصغيره وحجم إنتاجها هذا العام، لافتاً إلى أنها ستكون متأثرة جراء نسبة الركود التى ضربت السوق هذا العام نتيجة ارتفاع أسعار المعدن الأصفر فى مصر.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة