قال الأب عيسى الياس مصلح المتحدث الرسمى باسم بطريركية الروم الأرثوذكس بالقدس المحتلة، إن التاريخ سيشهد للرئيس عبد الفتاح السيسى لمواقفه الداعمة للأقباط ، مضيفا أنه باسم الكنيسة يستنكر ويشجب هذا العمل الإرهابى الجبان الذى استهدف الأقباط وهم يؤدون الصلوات بالكنيسة "البطرسية"، مضيفا أن مثل هذه الأفعال تمارسها إسرائيل بحق الفلسطينيين مسلمين ومسيحيين فى الأراضى المقدسة، حيث يتم السماح للمستوطنين باقتحام المسجد الأقصى المبارك والاعتداء عليه.
وأضاف أن الاعتداء على المسجد الأقصى هو اعتداء على كنيسة المهد لأن المسيحيين والمسلمين فى مدينة القدس يعيشون فى خندق واحد، مؤكدا أن الاسلام برىء من الأفكار المتطرفة التى يتبناها تنظيم "داعش" الإرهابى الذى يقتل النساء والأطفال والشيوخ العزل.
وفيما يلى نص حوار اليوم السابع مع الأب عيسى الياس مصلح المتحدث الرسمى باسم بطريركية الروم الأرثوذكس بالقدس المحتلة:
-فى البداية ما هدف الزيارة لمصر؟
جئت برفقة وفد مقدسى فلسطينى ، بتكليف من الرئيس الفلسطينى محمود عباس"أبو مازن" لتقديم واجب العزاء فى ضحايا التفجير الإرهابى الذى استهدف كنيسة "البطرسية" بالعباسية ، للشعب المصرى وللرئيس عبد الفتاح السيسى وللبابا تواضروس بطريرك الكرازة المرقصية وللإمام الأكبر شيخ الأزهر د. أحمد الطيب ولشجب هذا العمل الإرهابى، وكذلك نقل عزاء البطريرك كيرس الثالث بطريرك المدينة المقدسة وعماد فلسطين والأردن للشعب المصرى وللرئيس السيسى.
-كيف تصفون هذا العمل الإرهابى الذى استهدف الكنيسة؟
يعجز الكلام عن وصف هذا العمل الإرهابى البشع والجبان الذى استهدف جموع المصلين يوم الاحد بالكنيسة "البطرسية" بالعباسية ، و الذى أدى لقتل العشرات من المصلين ، ونحن نعيش هذا الوضع فى الأراضى المحتلة من حيث اعتداء إسرائيل على المسجد الأقصى المبارك من عمليات اقتحام للمستوطنين وانتهاكات، ونشعر بالحزن والأسى لما حدث للكنيسة داخل مصر الحبيبة التى نكن لها كل الود والاحترام لما تقدمه من دعم للقضية الفلسطينية حيث أنه على الرغم من مشاغلها ومحاربتها للإرهاب إلا أن مصر لازالت معنية بالقضية الفلسطينية وبهموم الفلسطينيين.
-كيف رأيتم مواقف الرئيس السيسى الداعمة للأقباط كترميم الكنائس وغيرها؟
الرئيس السيسى رئيس مخضرم له تاريخ نضالى كبير ونحن كمسيحيين ارثوذكس لا نستغرب مواقفه الداعمة للأقباط و وباسم الكنيسة نتقدم له بالشكر على مبادرته واهتمامه بإعادة ترميم الكنائس المصرية ، وتعجز العبارات والجمل عن شكره ليس فقط لقيامه بعملية الترميم وإنما لمواقفه الرامية للوئام بين أبناء شعبه، ونقول لسيادته أدماكم الله فخر وسند لمصر وللأمة العربية ولن ننسى الدور الكبير لمصر فى دعم القضية الفلسطينية والدماء المصرية الذكية التى سالت من أجل الفلسطينيين عبر التاريخ ، كما أن الكنيسة الأرثوذكسية فى القدس لن تنسى موقفه التاريخى فى حضور تشييع جثامين شهداء الكنيسة البطرسية ووقوفه بجوار البابا تواضروس وهى رسالة للإرهابيين مفادها أنكم لن تستطيعوا نيل أهدافكم من مصر العظيمة الأبية بشعبها وبتاريخها وبزعمائها.
-ما موقفكم من المضايقات التى تتعرضون لها من قبل الاحتلال فى القدس؟
رغم المضايقات والانتهاكات التى تمارسها سلطات الاحتلال الإسرائيلى لدور العبادة المسيحية والإسلامية فى مدينة القدس على حد سواء إلا أننا كمسلمين ومسيحيين لن نرحل عن هذه المدينة المقدسة ونترك الكنائس لهؤلاء اليهود ، وندعو العالم الإسلامى والمسيحى والدول العربية لدعم القضية الفلسطينية من أجل اقامة دولة فلسطينية عاصمتها القدس الشريف وهى حقوق مشروعة و عادلة ، ويجب هنا الإشادة بالوصاية الأردنية الهاشمية على الأماكن المقدسة سواء إسلامية ومسيحية فى مدينة القدس ، حيث أن هذه الوصية تمت بالاتفاق بين الرئيس الفلسطينى محمود عباس والعاهل الاردنى الملك عبد الله الثانى بن الحسين من أجل تحصين دور العبادة فى مدينة القدس من انتهاكات المستوطنين الإسرائيليين المدعومين من الحكومة الإسرائيلية للعبث بالأماكن المقدسة .
-ما تعليقكم على قانون حظر رفع الاذان فى مدينة القدس المحتلة؟
الكنيست الإسرائيلى حاول تمرير مشروع قانون يمت بمقتضاه حظر رفع الأذان بمدينة القدس الشريف ، لكن فى المقابل هب المسيحيون والمسلمون فى الأراضى الفلسطينية ضد هذا المشروع وعبرنا نحن كمسيحيين عن رفضنا لهذا المشروع ، وتحركنا وأرسلنا رسائل لجميع زعماء دول العالم لشرح مدى خطورة هذا القانون، ونجحنا فى وقفه حيث لم يصوت الكنيست عليه ليكون قانونا ملزما للمسلمين، واعتبرنا أن القانون مسىء للمسلمين أخواننا فى المدينة المقدسة حيث أنه يحظر رفع الأذان بينما يسمح لليهود باستخدام "البوق" الذى يعلن دخول حرمة يوم السبت المقدس لدى اليهود والهدف من القانون هو تهويد المدينة من جميع النواحى التاريخية والجغرافية والتراثية والدينية ، حتى أن مناهج التعليم لم تخلو من عمليات التهويد من خلال حذف آيات قرأنية من مناهج التعليم الفلسطينى، لذا نطالب بتدخل العالم الاسلامى والمسيحى بالتدخل لوقف عمليات تهويد للقدس الشريف.
-ما مدى التكاتف بين المسلمين والمسيحين فى القدس ضد عمليات التهويد؟
مع كل واقعة اقتحام من قبل المستوطنين للمسجد الأقصى نقوم بزيارة رسمية لهذا المسجد المبارك ونعبر عن احتجاجنا ونقيم مؤتمرا صحفياً للإعلان عن تضامنا مع الأخوة المسلمين فى المسجد ورفضنا لهذه الاقتحامات والانتهاكات، ونخرج ببيان للعالم للتأكيد على وحدة المسلمين والمسيحيين فى القدس ضد هذه الانتهاكات الإسرائيلية للمقدسات ، ونعلنها صراحة أى اعتداء على المسجد الأقصى هو اعتداء على كنيسة القيامة التى تعرضت للعنصرية هى الأخرى من خلال رغبة سلطات الاحتلال فى تحصيل فواتير المياه منها ولم يحدث هذا عبر التاريخ ، وخضنا معارك مع سلطات الاحتلال من أجل منع هذا القرار المجحف وانتهت بدفع 80 شيكيل للاحتلال دفعت من قبل الرئيس الفلسطينى محمود عباس، إلى ذلك قام المستوطنون بحرق كنيسة بمنطقة التابغة فى الناصرة بشمال إسرائيل ، حيث حرقت عن بكرة أبيها والتى كان لها قدسية خاصة إذ يرجع تاريخها إلى 1400 عام تقريبا فالمسلمون والمسيحيون فى الأراضى المحتلة يعيشون فى خندق واحد.
-فى رأيكم ما دور الكنيسة فى محاربة الأفكار المتطرفة التى تسىء للإسلام؟
دون شك الإسلام الحقيقى هو دين محبة وعمار وتعاون وحفاظ على الجار، لكن الفكر المتطرف الذى يتبناه تنظيم" داعش" الإرهابى أساء كثيرا للإسلام لكونه يدعو للخراب والدمار والقتل ،ويجب قبل محاربة داعش محاربة الفكر المتطرف أولا ، ونحن فى الكنيسة نصلى من أجل أن يعود هؤلاء المتطرفين إلى حظيرة الإسلام الصحيح الذى نعتز ونفتخر به كديانة سماوية ، الدين الاسلامى الذى عرفنه هو العهدة العمرية وكيف عاش المسيحيون فى كنف المسلمين فى عصر الفاروق عمر بن الخطاب رضى الله عنه ، فبماذا استفاد هؤلاء الإرهابيون من قتل الأطفال والنساء والشيوخ العزل، ونؤكد هنا أننا كمسيحين ومسلمين نتصدى لهذه الأفكار ونرسل رسائل لكثير من الدول أن هؤلاء المتطرفين لا يمثلون الاسلام
- ما رايكم فى زيارة الأخوة الأقباط لمدينة القدس فى عيد القيامة؟
نحن مع زيارة الاقباط لمدينة القدس ولسبب بسيط وهو أن زيارة المسجون ليس تطبيعا مع السجان بل هو مساندة للسجين ودعم له ورؤية ما يجرى على أرض الواقع ما تتعرض له الاراضى المحتلة من عمليات انتهاك لذا أدعو العالم الإسلامى والمسيحى للقيام بزيارات متتابعة للقدس المحتلة من أجل تحقيق الآمال والطموحات لإقامة دولة فلسطينية عاصمتها القدس الشريف ، بل نقولها بصراحة إذا لم تدعمنا الدول العربية والإسلامية فسوف ننقرض حيث أن نسبة المسيحيين فى الأراضى المحتلة حوالى 1% وهناك 35 الف مسيحى فى الضفة الغربية و10 ألف فى القدس مما يدفع الشباب للهجرة إلى الخارج وترك فلسطين للإسرائيليين.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة