"ممر التنمية وازدهار الاقتصاد المصرى".. فاروق الباز لطلاب جامعة القاهرة: مصر قادرة على تصدير الكهرباء لأوروبا.. الحكومة لو اشتغلت فى المشروع هيفشل وهنشوف كوارث.. والوظائف الحكومية "مش هتنفعكم"

أكد العالم الكبير الدكتور فاروق الباز، خلال لقائه المفتوح بطلاب جامعة القاهرة، بقاعة الاحتفالات الكبرى، اليوم الثلاثاء، أن الشعب المصرى قادر على صنع المعجزات، وستشهد طفرة اقتصادية كبيرة خلال الفترة المقبلة، موجهًا رسالة لطلاب الجامعات بالاتجاه للعمل غير الحكومى، والبحث عن العمل غير التقليدى.

وقال  الباز، إن تاريخ الحضارات يؤكد أن هناك مقومات لإقامة حضارة بأى دولة، أولها، إنتاج الفائض من الغذاء و تقسيم العمل بين أفراد المجتمع والحياة الكريمة فى المدن، مشيرًا إلى أنه لابد من تطبيق تلك المقومات للتقدم والنهوض، كما أن منطقة غرب النيل والدلتا ثروة كبيرة ومناسبة لإنتاج الكهرباء من الطاقة الشمسة، و تتيح التصدير الكهرباء لدول أوروبا وكذلك تكفى للاستهلاك المحلى.

وأضاف الباز، خلال محاضرته، تحت عنوان "كيف يكون ممر التنمية وسيلة لازدهار الاقتصاد فى مصر؟"،  أنه تم عمل محاولات عديدة فى عهد الرئيس الراحل أنور السادات فى الصحراء الغربية ولكن لم تتم لأن المصريين مرتبطون بالنيل، مشددا على أنه لابد من استغلال البشر للعمل بالصحراء الغربية، وليكن 40 مليونا مع تعدادنا السكانى الذى يتخطى 90 مليونا علما بأن مصر ستكون فى عام 2050 بها 240 مليون نسمة.

وأكد الباز، أنه لابد من تهيئة الحياة الكريمة، فى مساحة بعيدة عن النيل، مؤكدا ضرورة توسيع مكان المعيشة وخاصة غرب الدلتا وغرب النيل بأكمله.

وأوضح العالم الكبير، أن هناك ضرورة لفتح مجال للأراضى الزراعية والاستفادة منها، وعدم البناء عليها، وكذلك الاهتمام بالخطوط العرضية للدولة ولابد من ربط الطرق ببعضها.

وأشار  الباز، إلى أنه لا يحبذ تنفيذ الحكومة لمشروع ممر التنمية فى مصر، موضحا أنه يتمنى أن ينفذ هذا المشروع من قبل استثمارات رأس مالية وأجنبية، مستطردا:" الحكومة لو دخلت فى المشروع ده هيبوظ وهيحصل كوارث".

وأردف الباز، إنه يتمنى مشاركة فعالة من قبل الشباب فى بناء ممر التنمية للشعب المصرى، مشيرا إلى أنه لا يحبذ البيروقراطية التى تتعامل بها الحكومة.

وأشار العالم الكبير، إلى أن المشروع يحتاج 10 سنوات ويقترحه للتنمية من خلال ربط الممر بالمدن النيلية، بجانب بناء مجتمعات عمرانية ومشروعات صناعية فى المحيط.

وتوقع الدكتور فاروق الباز أن تحدث فى مصر طفرة فى القطاع الاقتصادى خلال الأيام المقبلة، مشيرا إلى أن الدولة تحتاج للتكاتف من أجل السير نحو التطور وتخطى الأزمات.

وأضاف الباز، أن هضبة الوادى الغربى لمحافظة الأقصر تعد منطقة مناسبة لبناء أنشطة سياحة جديدة، موضحا أنها تصلح لأن تتفوق على مدينة دبى الإمارتية، مؤكدا أن تلك المنطقة تحيط بها معابد وآثار محافظة الأقصر وتطل على النيل.

وأكد العالم الكبير أن منطقة جنوب أسوان غرب مدينة كوم أمبو تعد ثروة زراعية هائلة وبها تربة ممتازة شهد بها الرئيس السيسي وتطورها، ودعا لحفر الآبار المائية بها.

وأشار الباز إلى أنه لابد من التوسع فى المناطق التى تنتج الغذاء، مستعرضا خريطة مناطق الزراعة فى مصر، موضحا أن هناك مساعى  بذلت لجذب المصريين إلى سيناء أو الصحراء الغربية وباءت بالفشل لارتباط المصريين بالنيل وصعوبة بعدهم وانفاصلهم عنه، مطالبا بضرورة صناعة أماكن بها حياة الناس كريمة بعيدة عن النيل لنقل المصريين إليها، كما أن نقاط البناء على الأراضى الزراعية على خريطة مصر مرعبة.

وطالب الباز بإنشاء 8 خطوط للنقل وقطار للنقل العام وللبضاعة وأنبوبة مياه كبيرة وخط كهرباء كامل ومحطات بنزين لشمال الفيوم، من أجل تعمريها، مؤكدا أن تلك المنطقة من أكبر مناطق العالم تجمعا للطاقة الشمسية ويمكن من خلالها تصدير الطاقة المتجددة، قائلا: "القاهرة دلوقتى مخنوقة، والشباب لازم يشوف شغل غير بتاع الحكومة، مش هينفعهم، الشغل غير التقليدى هو اللى هينهض بمصر".

من جانبه قال الدكتور جابر نصار رئيس جامعة القاهرة، إن الثقافة والفنون والآداب تمثل عمقاً للعملية التعليمية، مشيراً إلى أنه كلما زادت ثقافة الإنسان فى الحياة  كان أكثر انفتاحاً وإفادة واستفادة للمجتمع.

وأضاف نصار، أن الدكتور فاروق الباز يحمل هم وطنه وهو إنسان مصرى بسيط من طين هذا الشعب الذى يجسد عبقرية فى البساطة، موضحا أنه نفع العالم بعلمه وصال وجال فى أنحاء العالم ويعبر عن الإنسان المصرى البسيط".

وأشار رئيس جامعة القاهرة، إلى أن الباز قيمة كبير، مضيفاً أنه يبادر دائما للاطمئنان على الجامعة وأحوالها، لافتا إلى أنه فى عام 2013 أتى للجامعة بغير موعد فى بساطة شديدة وشد من أزر الجامعة وبكل ما يملك من علم ومن تأثير معنوى فى ظل الأحداث التى شهدتها الجامعة فى هذه الآونة.

وأوضح نصار، أن الموسم الثقافى فى جامعة القاهرة، أصبح علامة، مشددًا على أن طلاب الجامعة هم نجوم الموسم الثقافى فى ظل حرصهم على حضور الحفلات الثقافية رغم الانشغال الكبير بموسم الامتحانات.