يبدو أن مهرجان طيبة الدولى للفنون التلقائية ومسرح الطفل بأسون، تحول إلى مظاهرة فى حب مصر، حيث شهد تأكيدًا من الوفد العربية المشاركة على دعم القاهرة فى حربها ضد الإرهاب، فضلاً عن رفع الوفد السعودى لافتة "مصر فى قلب السعودية".
وصدر اليوم السبت البيان الختامى للمهرجان فى دورته الثالثة التى اختتمت فعاليته بمدينة أسوان بنهاية الأسبوع الماضى، بالتزامن مع مغادرة الوفود المشاركة من السعودية والإمارات والمغرب ولبنان والكويت والسودان وبوروندى والأردن والعراق للعاصمة المصرية القاهرة، فى طريق عودتهم لبلدانهم، بعد قيامهم بجولة بين مقاصد مصر السياحية، عدا الوفد المغربى، الذى سيغادر القاهرة غدًا الأحد.
وشدد البيان على الوقوف بجانب مصر فى حربها ضد الإرهاب، وطالب بموقف عربى موحد فى الحرب على قوى التطرف، وتفعيل اتفاقية الدفاع العربى المشترك، والإسراع فى تنفيذ ما صدر من بيانات من الجامعة العربية بشأن تشكيل قوة عسكرية عربية مشتركة.
وتضمن البيان الختامى الذى أعلنته الدكتورة هنا مكرم رئيسة المهرجان، تسجيلاً لبعض الكلمات من رؤساء الوفود، حيث أكد محمد العتيبى، رئيس الوفد السعودى أن مصر فى قلب السعودية، فيما قال الفنان على فرحات، رئيس الوفد اللبنانى، إن الإرهاب اللئيم يشوه صورة الإسلام.
بينما قال عبد العظيم أحمد عبد القادر، رئيس وفد السودان: "إننا نعزى مصر فى كل مصاب تتعرض له جراء حربها ضد قوى الشر والظلام"، فيما قال الفنان العراقى مصطفى دى زئيه، إن مصر أكبر من أى إرهاب، وقادرة على مواجهة كل الصعاب وستنتصر بعون الله على كل الأعداء.
بينما قال الفنان العراقى عقيل حجار: "إن مصر انتصرت على الإرهاب، ونجحت فى تقويض خططه التخريبية، فلجأ الإرهابيون للهجوم على دور العبادة، بعد شعورهم بتضييق الخناق عليهم".
وخلال مشاركته فى المهرجان، قال الكاتب الصحفى المصرى، أبو العباس محمد، إن المهرجان تحول بالفعل إلى تظاهرة عربية وإفريقية ضد الإرهاب، وتحولت فعالياته إلى قوافل تنويرية لحماية الأجيال الجديدة فى مدينة أسوان من شرور الفكر المتطرف.
وفى سياق متصل، قال الدكتور محمد جمال عمرو، رئيس وفد الأردن: "إننا عربًا ومصريين لن نقف عاجزين وسنكون أقوى من الإرهاب وسنحاربه حتى النهاية وسننتصر عليه بعون الله".
ووفى الأثناء، أكد عماد عبدالله، رئيس جمعية الأصيل للتراث اللبنانى، أن كل العرب باتوا محاطين بالإرهاب فى ظل مخطط يستهدف النيل من قوتهم، مضيفًا أن ما تمر به المنطقة العربية الآن، هو أكبر دافع على الإسراع فى تحقيق الوحدة العربية.
بينما أوضحت الفنانة التشكيلية الأردنية، نعمت الناصر، بأن مصر هى قلب العروبة النابض، وستظل نابضة برجولة ووفاء أهلها وقوة جيشها، وأن شعوب العرب جميعًا يقفون بجانب مصر.
وأكد البيان الختامى للمهرجان على دعم الفنانين والمثقفين العرب لمرشحة مصر لمنصب المدير العام لمنظمة اليونسكو السفيرة مشيرة خطاب.
وأشار البيان إلى أنه بات من الضرورى تفعيل الاتفاقيات الخاصة بتشجيع السياحة البينية العربية، وفتح الحدود لمواطنى الوطن العربى، لزيارة بلدان وطنهم العربى الكبير، وتيسير الانتقال بين البلدان العربية، وفتح طرق جديدة لتسهيل التبادل السياحى، على غرار ما بات يربط من طرق برية بين مصر والسودان.
وأوضح أن السياحة باتت ورقة ضغط تستخدمها دول بعينها ضد مصر وغيرها من البلدان العربية، وأن تفعيل اتفاقيات السياحة البينية العربية، وتعظيم دور منظمة السياحة العربية، كفيلان بإنعاش السياحة فى مصر والبلدان العربية.
وذكر البيان الختامى للدورة الثالثة لمهرجان طيبة الدولى، أن المهرجان شهد عدة فعاليات وعروض، بينها معرض للفنانة التشكيلية الأردنية، نعمت الناصر، وورش عمل لصقل مهارات ومواهب الطلبة وتلاميذ المدارس، لكل من الفنانة نعمت الناصر، والفنان العراقى مصطفى ديزئى، والذى قدم عرضا خاص لنتاج ورشته مع تلاميذ مدرسة المستقبل بأسوان، ومعرض للمنتجات التراثية والشعبية فى السودان الشقيق، بجانب القيام بقوافل تنويرية لعدد من المدارس، جرى خلالها تعريف الجمهور من التلاميذ والطلاب بمخاطر الإرهاب، ومخاطر تبادل نشر الشائعات، وغيرها من الأمور، عبر عروض هادفة على خشبة المسرح التعليمى المدرسى، بجانب تقديم فقرات ساخرة وناقدة لبعض المواقف اليومية، والقضايا الاجتماعية، والتى قدمها الفنان التلقائى المصرى الحاج الضوى وفريقه التمثيليى.
كما قدمت جمعية الأصيل اللبنانية للتراث، بعض الفقرات التراثية اللبنانية، وقدمت فرقة المسرح اللبنانى للأطفال، مسرحية "حلاق الأمير"، وقدمت فرقة زها المسرحية بالأردن، مسرحية العرائس "نجيبة والسوسة العجيبة"، وقدمت فرقة بريدة المسرحية بالمملكة العربية السعودية، مسرحية "سند فى الغابة المهجورة"، ووقدمت فرقة الشروق المغربية، مسرحية "البلدة المهجورة"، وقدمت فرقة السودان مسرحية "عروس الجرة"، وقدمت فرقة بوروندى، مجموعة من الاستعراضات والفقرات الموجهة للأطفال، بحضور السفير البوروندى بمصر، الحاج سليمان موسى.
وسجل البيان الختامى بعض اللقطات اللافتة التى شهدها المهرجان، أبرزها رفع الوفود السعودى لافتة كبيرة كتب عليها "مصر فى القلب" حين صعد إلى خشبة مسرح الافتتاح، الأمر الذى لفت انظار جمهور حفل الافتتاح، وحاز على تصفيق متواصل من قبل الحضور.
وقال محمد العتيبى، رئيس الوفد، إن اللافتة مقصودة، وتحمل رسالة تؤكد لإخوتنا المصريين أننا بجانبهم، كما أنهم بجانبنا، وأن العلاقات بين الشعبين لن تتأثر بما تروج له وسائل الإعلام من وجود خلافات فى وجهات النظر بين البلدين، وأن مصر والسعودية سيبقيان يدا واحدة على الدوام.
وفى الأثناء، حرص الموسيقار المصرى المعروف، هانى شنودة، ضيف شرف المهرجان، والذى قدم مجموعة المقطوعات الموسيقية، لجمهور حفل الإفتتاح، على أن يقدم إحدى معزوفاته التى تغنى فيها برسول الإسلام محمد صلى الله عليه وسلم، وذلك عشية المولد النبوى الشريف، وقبيل ساعات من وقوع الحادث الغادر بالكنيسة البطرسية بالعباسية.
وحرص محافظ أسوان اللواء مجدى حجازى، على حضور فعاليات حفل الافتتاح كاملة، ورحب كثيرا بالوفود المشاركة، وقام بالمشاركة فى تكريمهم، ثم حرص على الالتقاء بهم ثانية بمقر إقامتهم، وسط إشادة بالغة من قبل رؤساء وأعضاء الوفود على ما لمسوه من مودة وتقدير وكرم ضيافة، من قبل محافظ أسوان، وأهل المدينة التاريخية الخالدة.
المشاركون فى المهرجان يقفون دقيقة حدادًا على أرواح الشهداء
الوفد السعودى المشارك فى المهرجان يرفع لافتة مصر فى القلب
الوفد المغربى بافتتاح مهرجان طيبة
الوفود المشاركة فى المهرجان
جانب من الوفود التى شاركت فى المهرجان
محافظ أسوان ورئيسة المهرجان مع أطفال المدارس
معارض على هامش المهرجان
وفد لبنان خلال زيارته لأسوان
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة