بالصور.. كارثة صحية تهدد حياة 15ألف نسمة ببنى سويف

الجمعة، 16 ديسمبر 2016 08:47 م

قرية بنى حدير تسبح فوق المياه الجوفية

بنى سويف - هانى فتحى

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

15 ألف نسمة هم سكان قرية بنى حدير التابعة لمركز الواسطى شمال محافظة بنى سويف، تحولت حياتهم إلى جحيم بعدما أغرقت المياه الجوفية المخلوطة بمياه الشرب المتسربة من المواسير المتهالكة منازلهم.

شوارع بأكملها تحولت إلى برك من المياه الجوفية التى تتحول من اللون الأبيض إلى الأسود عقب اختلاطها بمياه الصرف الصحى المنبعثة من الخزانات الموجودة بالمنازل، لتنبعث الروائح الكريهة منها، مهددة حياه الأطفال بانتشار الأمراض المعدية.

أحد الأطفال: "مش بعرف أنام من الريحة الوحشة"

"مش بعرف أنام من الريحة الوحشة، والمياه بتغرق الأرض فى غرفة النوم وبصحى ألاقى نفسى غرقانة فى المياه".. كلمات خرجت بتلقائية من "منى محمود" التلميذة فى الصف الرابع الابتدائى، بمدرسة بنى حدير الابتدائية المشتركة، مشيرة إلى أن منزلها تغرقه المياه الجوفية.

وأضافت التلميذة: "الروائح الكريهة أصابت أشقائى الصغار ببعض الأمراض الجلدية المعدية"، مؤكدة ذهابها يوميا لمنزل جدتها المتواجد فى مكان آخر بالقرية لأنه آمن من المياه الجوفية.

الأهالى: الماسورة الرئيسية تتسرب منها المياه

وقال محمد مرسى سلام، رئيس مجلس إدارة إحدى الجمعيات الأهلية بالقرية: "الأهالى تشتبه فى كسر ماسورة مياه رئيسية تقترب من بحرى القرية ضربت بواطن البيوت بكميات كبيرة جدا من الماء الخارج من باطن الأرض والذى يهدد بكارثة انهيار المنازل فوق الاف المواطنين".

وأضاف محمد مرسى أن تجمعات المياه خلف المنازل ساعدت على انتشار الحشيش المرتفع الأطوال، مما ساعد على انتشار الحشرات واختبأت بداخله الذئاب، والذى أثار الرعب داخل المواطنين خوفا على أبنائهم.

ربة منزل: انهيار منزل عمتى مما أدى إلى تركها القرية

ومن جانبها، قالت حسنية شكرى، ربة منزل مقيمة بذات القرية: فوجئنا منذ فترة بانهيار منزل شقيقة والدى السيدة المسنة عليها، بعدما أغرقته المياه الجوفية، وأنقذتها العناية الإلهية من الموت أسفل أنقاض المنزل"، مضيفة أن شقيقة والدها تركت المنزل بعدما انهار عليها، وانتقلت للمعيشة مع ابنتها الكبرى فى قرية قمن العروس التابعة لمركز الواسطى.

25 فردا يعيشون داخل منزل تغرقه المياه

فيما أكدت صفاء محمود، ربة منزل، أنها تعيش وزوجها وأشقاءه الأربعة داخل منزل العائلة، الذى تحول إلى بحيرة من المياه الجوفية، وأكثر من 25 فردا يعيشون فى منزل من دورين، وترك سكان الدور الأرضى منه أماكنهم واتجهوا إلى تأجير شقق فى مكان آخر من القرية، بعدما فشلوا فى العيش وسط المياه الجوفية.

وتابعت ربة المنزل: "نلقى بقمامة الشارع الذى نسكن فيه داخل غرف الدور الأرضى من منزلنا بعدما عجزنا عن توفير أموال يوميا لنقل التراب من خارج القرية عبر الجرارات الزراعية، والتى تكلف النقلة الواحدة إلى مائة جنيه يوميا"، مشيرة إلى أن عربات كسح المياه تأخذ فى النقلة الواحدة 50 جنيها، والمنزل يحتاج إلى أكثر من 5 سيارات أسبوعيا.

أحد شباب القرية: يجب تغيير شبكة المياه وإدخال الصرف الصحى

فيما أكد أحمد محمود، أحد شباب القرية، أن المياه الموجودة فى منازل المنطقة البحرية من القرية هى مياه تسربت عبر مواسير خطوط مياه الشرب، بعدما تم تشغيل إحدى المحطات، مشيرا إلى أن المياه عندما تخرج من باطن الأرض يكون لونها أبيض ثم تتحول إلى الأسود بعدما تختلط بالمياه الجوفية ومياه الشرب.

وأضاف "أحمد": "تتمثل مطالب القرية فى شقين الأول، هو تغيير شبكة مياه الشرب بالقرية والتى تعدى عمرها عشرات السنين، وهى من النوع الاسبوستس" المحرم دوليا -على حد قوله- والذى تهالك وأصبحت مواسيره لا تتحمل قوة المياه، مشيرا إلى أن المطلب الثانى والأساسى هو توصيل الصرف الصحى بالقرية من خلال تشغيل خدمة الصرف الصحى أسوة بالقرى المجاورة والتى يصل تعداد سكانها مساويا لعدد سكان قرية بنى حدير.

النائب بدوى النويشى يتقدم بطلب إحاطة

ومن جانبه، أكد النائب بدوى النويشى، عضو مجلس النواب عن دائرة مركز الواسطى، أن ﺍﻟﻘﺮﻯ المحرومة من خدمات الصرف الصحى بالمحافظة تنذر بكارثة لاﻗﺘﺮﺍﺏ اﻧﻬﻴﺎﺭ ﻣﻨﺎﺯﻝ ﺍﻟﻤﻮﺍﻃﻨﻴﻦ، ﻭﻛﺬﻟﻚ ﺍﻟﻤﺪﺍﺭﺱ ﻭﺍﻟﻮﺣﺪﺍﺕ ﺍﻟﺼﺤﻴﺔ لكثرة المياه الجوفية.

وأضاف النويشى لـ"اليوم السابع" أنه تقدم ﺑﻄﻠﺐ إﺣﺎﻃﺔ ﺇﻟﻰ ﺭﺋﻴﺲ ﺍﻟﻮﺯﺭﺍﺀ ووزيرى ﺍﻹﺳﻜﺎﻥ ﻭﺍﻟﺘﻨﻤﻴﺔ ﺍﻟﻤﺤﻠﻴﺔ ﺑﺸﺄﻥ ﺍﻹﺳﺮﺍﻉ ﻓﻰ ﺗﻨﻔﻴﺬ ﻣﺸﺮﻭﻉ ﺍﻟﺼﺮﻑ الصحى ﺑﺠﻤﻴﻊ ﻗﺮﻯ ﻣﺮﻛﺰ ﺍﻟﻮﺍﺳﻄﻰ ﺍﻟﺘﺎﺑﻌﺔ ﻟﻤﺤﺎﻓﻈﺔ ﺑﻨﻰ ﺳﻮﻳﻒ.

وأشار النويشى إلى أن ﻗﺮى ﺍﻟﻤﻴﻤﻮﻥ ﻭﻗﻤﻦ ﺍﻟﻌﺮﻭﺱ ﻭﺃﺑﻮ ﺻﻴﺮ ﺍﻟﻤﻠﻖ، ﺗﻢ ﺗﻨﻔﻴﺬ ﺟﺰﺀ ﻣﻦ ﻣﺸﺮﻭﻉ ﺍﻟﺼﺮﻑ ﺍﻟﺼﺤﻰ بها ﻓﻰ ﺍﻟﺴﻨﻮﺍﺕ ﺍﻟﺴﺎﺑﻘﺔ، ﺛﻢ ﺗﻮﻗﻒ ﻣﻊ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ ﻭﺇﻟﻰ ﺍﻵﻥ ﻟﻢ ﻳﻜﺘﻤﻞ، مضيفًا أن محطة الصرف الصحى بقرية الميمون كانت معطلة منذ 5 سنوات والمقامة على 25 فدانا لتعمل بطاقة استيعابية من 10 إلى 30 ألف متر مكعب لتخدم قرى أبو صير الملق وتوابعها، وقرية الميمون، ونزلة الجنيدى، وبنى سليمان، ونزلة الجنيدى، وبنى نصير، وبنى حدير.

وأضاف النويشى: "قمت بعرض الموضوع على وزير الإسكان، لسرعة إنجاز المشروع وإخطار الشركة القابضة لمياه الشرب والصرف الصحى لإنهاء الأعمال، حيث تم الانتهاء من المرحلة الأولى للمشروع والتى تنتج 100 لتر فى الثانية، والمحطة على 4 مراحل سوف تنتج فور الانتهاء أعمال صيانتها أكثر من 400 لتر".