أصبح التروسيكل وسيلة المواصلات الوحيدة التى يستقلها الأطفال فى الذهاب إلى المدارس والعودة من المدارس إلى منازلهم بقرى أسيوط، خاصة بعد انتشار التوك توك بشكل كبير فى مراكز المحافظة، الأمر الذى يهدد بوقوع كارثة حقيقية للأطفال بسبب تكدس العشرات منهم داخل شنطة التروسيكل الصغيرة وخطورة انقلابه فى أى وقت أثناء تحميله العشرات من الأطفال وأثناء مروره بعدة منحدرات فى طرق القرى المتكسرة.
ففى قرية البلايزة بمركز أبو تيج يعتبر التروسيكل هو سيلة النقل الوحيدة والتى يتنقل بها الأطفال للذهاب إلى المدرسة، حيث يعتبر مركز أبو تيج من أكثر المراكز استخداما للتوك توك بمحافظة أسيوط، ولكن يلجأ الأهالى للاستعانة بالتروسيكل بديلا عن التوك توك بسبب قلة أجرته، حيث يتقاضى التروسيكل الأجرة على الفرد الواحد ولذلك يضطر قائده إلى زيادة الحمولة وخاصة من الأطفال .
قال أحمد منتصر أحد أهالى قرية البلايزة إن عددا كبيرا من التروسيكلات ينتشر بالقرية وبمعظم القرى المجاورة، وأكثر ما يستقلونه من القرية هم الأطفال، حيث يقوم كل طفل بدفع من ٢٥ قرشا إلى ٥٠ قرشا على حسب المسافة، ويضيف أحمد أن قائد التروسيكل يقوم بتحميل أكثر من ٢٠ طفلا فى التوصيلة الواحدة أو ما يسمونه النقلة، وذلك لتحصيل أجرة أكثر، مشيرا إلى أنه بسبب تحميل الأطفال بهذا الشكل أدى ذلك إلى انقلاب التروسيكل فى حوادث متعددة أكثر من مرة، حيث إنه غير مجهز استخدامه لهذا الغرض.
وأضاف محمود صلاح الدين مدرس وأحد الأهالى بالقرية، أن التروسيكل انتشر فى الفترة الأخيرة بشكل أكبر من التكاتك وأصبح كل من لديه تروسيكل يضع أعلاه قطعة من القماش وبداخله كرسيين يتم وضعهم بالطول، ثم يقوم قائده بتحميل أعداد كبيرة من الأطفال داخله، مشيرا إلى أن أكثر الحوادث التى يتعرض لها الصغار هى انقلاب التروسيكل على جانبى الطريق أو فى برك المياه الموجودة على جانبى الطريق.
وقالت نعيمة السيد إحدى الأمهات بالقرية، إن الآباء والأمهات يضطروا إلى استخدام التروسيكلات لنقل أبنائهم إلى المدارس، نظرا لبعد المدارس عن المنازل، أو خوفا عليهم من حالات الاختطاف والسرقة، كما أن أجرة التروسيكل تعد قليلة مقارنة بسعر التوك التوك، مضيفة أن كل تروسيكل يجمع أطفال كل منطقة، ودائما ما يكون أولياء الأمور على معرفة بقائد التروسيكل ولكن أحيانا قائد التروسيكل يزيد حمولة الاطفال لجمع أجرة أكثر فتكون النتيجة انقلاب التروسيكل بالأطفال، مشيرة إلى أنه لا حيلة لأولياء الأمور سوى استخدام هذه الوسيلة فهى الوحيدة الموجودة بالقرية رغم انقلابه بسبب زيادة الحمولة.
ومن جانبه قال الدكتور محمد حلمى، رئيس مجلس مدينة أبو تيج أن التروسيكل غير مدرج ضمن منظومة المواقف، والوسيلة المعتمدة لنقل طلاب المدارس والأطفال هى سيارات الأجرة أو الأتوبيسات الخاصة التى يقوم أولياء الأمور بتأجيرها.
وأشار إلى أن استخدام التروسيكل فى توصيل الأطفال غير قانونى وخارج عن منظومة المواقف، مؤكدا أن أى تروسيكل سيتم ضبطه يحمِّل أطفال سيتم اتخاذ الإجراءات القانونية تجاهه لأن التروسيكل مخصص لنقل البضائع والتجارة ولم يكن اختصاصه لنقل الأشخاص مهما كانت أعمارهم.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة