"حولوا ليل الكافرين نهاراً"، بهذه العبارة حرض زعيم تنظيم داعش الإرهابى، أبو بكر البغدادى أنصاره على استهداف تركيا قبل شهر وبضعة أيام، بعد تحالفها مع "الملحدين"، على حد وصفه فى رسالة صوتيه تم بثها 3 نوفمبر الماضى، لتأتى الاستجابة سريعة ومدوية مساء أمس الأول، وتشرب تركيا الكأس نفسه وتكتوى بنيران الإرهاب فى تفجيرين خلفا ورائهما 29 قتيلا و166 مصابا.
وعلى الرغم من التعاون المشبوه الذى جمع تنظيم داعش ونظام رجب طيب أردوغان، إلا أن البغدادى انقلب على تركيا، بعدما بدأت مصالح الجانبين تتعارض ويدخلان فى نقاط اشتباك، وخرج فى البغدادى فى رسالته الصوتية الأخيرة، وقال لأنصاره: "أيها الموحدون ، لقد دخلت تركيا اليوم دائرة عملكم ومشروع جهادكم، فاستعينوا بالله وأغزوها وأجعلوا أمنها فزعا ورخاءها هلعا ثم أدرجوها فى مناطق صراعكم الملتهبة". وتابع : "حولوا ليل الكافرين نهارا وخربوا ديارهم دمارا واجعلوا دماءهم أنهارا".
وفى تصريحات له أمس الأحد، قال وزير الداخلية التركى سليمان صويلو، إن 29 شخصا قتلوا جراء التفجيرين الإرهابيين، وأصيب 166 آخرين، مشيرا إلى أن التفجيرين وقعا قرب ملعب "أرينا فودافون" بمنطقة بشيكطاش فى المدينة التركية عقب انتهاء مباراة لكرة القدم فى مسابقة الدورى المحلى بين فريقى "بشيكطاش" و"بورصة سبور".
وقال الوزير التركى "عاد من المصابين 20 إلى منازلهم وحاليا يخضع 17 شخصا لعمليات جراحية، بينما 6 آخرون يرقدون بالعناية المركزة بينهم 3 فى حالة حرجة".
وعن طبيعة الهجوم، قال صويلو "عقب انتهاء المباراة بين بشيكطاش وبورصة سبور مباشرة، وقع التفجير الأول عند نقطة انتظار خاصة بفرق مكافحة الشغب التابعة للشرطة بعد أن انتهت من إخراج المشجعين من الملعب.. التفجير تم بواسطة سيارة مفخخة تم تفجيرها بواسطة آلية يدوية وسقط على إثر ذلك عدد من القتلى والجرحى فى مكان الحادث".
واستطرد "بعد 45 ثانية فقط من التفجير الأول، اشتبه رجال الشرطة فى انتحارى فى حديقة ماجقه المطلة على الملعب الذى شهد المباراة، فاتخذوا الترتيبات اللازمة للتعامل معه لكنه فجر نفسه بينهم بعد أن تم تفجير السيارة المفخخة".
وأكد صويلو أن "العملية الأمنية التى انطلقت عقب وقوع التفجيرين ومازالت مستمرة حتى الآن، أسفرت عن توقيف 10 أشخاص للاشتباه فى صلتهم بالاعتداء وذكر أن عملية التوصل للموقوفين جاءت من خلال تتبع السيرة الذاتية للسيارة المفخخة بعد التحقق من هويتها".
وأوضح أن التحقيقات التى تشرف عليها الجهات المعنية جارية على قدم وساق لكشف ملابسات الاعتداء، والتوصل إلى الجهات المنفذة له فى أسرع وقت ممكن.
وعلى الرغم من عدم إعلان تنظيم داعش تبنيه للهجوم، واتهام الحكومة التركية المعتاد، لحزب العمال الكردستانى بالضلوع فى مثل هذه الجرائم، إلا أن ذلك يعد الهجوم الأكبر الذى تشهده تركيا بعد التهديد الصريح الذى أطلقه أبو بكر البغدادى.
وأعلنت الحكومة التركية الحداد الوطنى بعد الحادث، وأمر رئيس الوزراء التركى بن على يلديريم بتنيكس الأعلام، فيما أدانت عدة دول من بينها الولايات المتحدة الحادث، وقال المتحدث باسم مجلس الأمن القومى الأمريكى نيد برايس إن واشنطن تدين بحزم هذه الهجمات، معربا عن دعم تركيا الحليف فى الناتو، مؤكدا وقوف أمريكا ضد الإرهابيين كافة الذين يهددون تركيا والولايات المتحدة والسلام والاستقرار فى العالم.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة