تصحو صباحا مثقلا بهموم من نوعية ماذا سأرتدى اليوم؟ كيف سأذهب للعمل ماشيا أو راكبا.. يتبخر الوقت تكمل هندامك على السلم.. الشارع ضوضاء وازدحام.. تصل عملك متأخرا.. يجب أن تنجز مهامك المطلوبة منك فى موعدها.. تتذكر فجأة التزاماتك المادية من مصاريف المدارس وفواتير وخلافه.. تتصل بك زوجتك لتخبرك أن والدتها ستأتى على الغداء.. تكتشف أن الحبر نفد من الطابعة والمدير يلح عليك بالهاتف.. تتحرك بسرعة فيشتبك بنطالك بمسمار فى الكرسى وينقطع.. تتصفح الإنترنت لتحاول استعادة هدوئك قليلا تطالعك بوستات مستفزة وأخبار حروب ومجاعات.. أو ممثل شاب يستعرض حياته المرفهة.. فى نهاية اليوم تجلس صامتا منهكا متعبا وخائر القوى ..
عزيزى القارئ.. كلنا هذا الرجل.. من منا لا يمر يومه أو بعض يومه بضغوط عديدة..
تعال معى نستعرض أهمية الضغوط، وهل الضغوط سلبية فقط أم منها ما هو إيجابى (وكيف نفرق بينهما).. وأخيرا كيفية التعامل مع الضغوط بشكل عام ..
والآن السؤال الذى يطرح نفسه ماذا لو غابت الضغوط؟ ماذا لو لم يكن فى السباقات ما يسمى الأرقام القياسية؟ ماذا لو لم يحدد وقت لإنهاء العمل.. لإنهاء الامتحان؟ ماذا لو لم يكن هناك تحديات فى الطبيعية وفى الحياة؟
أجيبك يا صديقى.. الإجابة ببساطة ودون تعقيدات.. لن يتم إنجاز شىء.. لن يتم تطوير شىء ولن تتقدم البشرية.. لماذا ننظر للأمور من وجهة نظر سلبية.. إنها تضغطتنا .. تؤلمنا.. لماذا لا ننظر للضغط على أنه تحدى.. فلو لم ينظر العلماء للأمراض على أنها تحدى لظل الناس يموتون..
فالضغوط فيها ما هو سلبى ويصعب التعامل معه ويجب التخلص منه، وما هو إيجابى يعتبر محفزا رئيسيا للإنتاج والتقدم والرقى.. إذن مبدئيا دعنا من كلمة ضغط ولنطلق عليها التحدى، تحدى يخرج منك أجمل وأفضل مافيك ..
على سبيل المثال.. نفس الأمر يحدث لشخصين.. أحدهما ينهار ويتخبط.. والآخر ينظر مبتسما ويقول حسنا لنرى ماذا بوسعى أن أفعل؟
لن أقول لك مثلما تقرأ دائما: 10 طرق لتخفيف الضغوط.. عشرون طريقة للتعامل مع الضغوط.. لأن الأمر نسبى .. تتدخل فيه شخصية الإنسان وخبراته وطريقته الخاصة فى التعامل مع الأمور بشكل كبير.. لكننى سأخبرك بقواعد عامة وادع لك كيفية التطبيق.. لنفرض أنه جاءك خبر مزعج أو شخص ما يستفزك .. إليك خطوات عملية قصيرة ..
*ابتسم.. نعم احمل نفسك على الابتسام لأنك مبرمج أن السعادة والاسترخاء والهدوء مرتبط بالابتسام.
*خطوة قصيرة أخرى أغمض عينك ثوانى وتنفس بعمق.. تنفس بعمق وببطء.
* خطوة أخرى لا تقفز للنتائج فورا وتتخيل حجم الأمور وتضع عليها تصورك الخاص.. تروى وانتظر لترى الأمور على حقيقتها.. وقتها ستقدر رد الفعل المناسب.
*أحسن الظن فأغلب ما تظنه لا يكون.
*أخر رد فعلك.. وفكر معى لماذا يجب أن يكون لك رد فعل.. فى أغلب الأحيان الأمر لا يتطلب أى رد فعل، يتطلب فقط أن تمر عليه دون أن تتوقف.. لماذا يجب أن ترد؟ إن غالبية ما يقال لك لو تفكرت فيه ثوانى لوجدت أنه لا يستحق منك أى رد.. لا تدع الآخر يملى عليك رد الفعل الذى يتوقعه منك واجعله ينتظره فاجأة برد مختلف يربك حسابته.
ثم يا صديقى إذا قابلت الإساءة بالإساءة .. متى تنتهى الإساءة؟
* إن لم تستطع السيطرة على أعصابك غادر المكان.
* اصمت .. فأى حديث سيخرج منك ستندم عليه..
والآن كل ما عليك فعله.. أن تفكر وتبدأ..
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة