احتفى العديد من المثقفين والأدباء والفنانين، أمس، بعيد ميلاد الفنان المصرى الكبير لطفى لبيب الـ70، وذلك عبر عدد من التدوينات على صفحاتهم بموقع التواصل الاجتماعى "فيس بوك"، و فى تصريحات لـ"اليوم السابع"، تمثلت فى تذكرهم للعديد من المواقف والطرائف التى حدثت بينهم وبين لطفى لبيب أو تلك المواقف الطريفة التى رواها لهم.
فى البداية قال الشاعر الكبير إبراهيم داوود، لـ"اليوم السابع"، أعرف الفنان لطفى لبيب منذ 30 عاماً، ومن بين الطرائف التى أعرفها عنه أن لديه حاسة شديدة، وهى معرفة "النصابين"، يعرفهم من بين الناس بطريقته الخاصة، ولديه القدرة الشديدة على أن يميزهم، ويهوى الإيقاع بهم، وملاعبتهم بأساليبهم، ومن بين هذه المواقف، أنه فى ذات يوم اتصل به رجل، ادعى أنه أحد رجال الأعمال، ولديه مزارع خشب فى أستراليا، وقد جاء إلى مصر بهدف البحث عن مشترين، فما كان من لطفى لبيب إلا أن أخبره برغبته وحاجته فى شراء مجموعة كبيرة من الأخشاب، وهنا عرض هذا الرجل على لطفى لبيب الذهاب إلى مزارعته فى أستراليا ليرى ما يحتاجه من الأخشاب.
ويضيف "داوود": فى المساء كان لطفى لبيب يشاهد التليفزيون فرأى فى الأخبار، ما يشير إلى وجود حرائق فى مزارع الأخشاب فى أستراليا، فما كان منه إلا أن اتصل بالرجل، ليعبر له عن تضامنه معه فى مأساته، ويعرض عليه أن يعرفه على تاجر فحم ليشترى منه الأخشاب بعدما تعرضت مزرعته للحرق.
موقف آخر، يتذكره إبراهيم داوود حينما تلقى اتصالاً من شركة زعمت المتصلة خلال حديثها مع لطفى لبيب أنها من إحدى شركات الإنتاج التى تقوم بعمل إعلانات للمشاريع القومية، طالبةً منه المشاركة فى إحدى الإعلانات، ولما أحس لطفى لبيب بأن الأمر على غير ما يبدو سألها عن الجانب المادى، فقالت له إن الهدف من مشاركته هو دعم المشروع القومى، وهنا فاجأها لطفى لبيب بقوله: "أنا ممن شاركوا فى حرب أكتوبر، حتى أننى استشهد فى 1973".
أما الفنان على قنديل، فقال لـ"اليوم السابع"، لم أر كوميديانا فى مصر يهتم بقيمة الكوميديا، وصناعتها مثل الفنان الكبير لطفى لبيب، وهو أمر تفتقده مصر منذ أيام الفنان الكبير الراحل فؤاد المنهدس، كما لم أر أيضًا فناناً يسمح لكوميديان آخر – صغر أو كبر – "ينور جنبه" على خشبة المسرح فى مسرحية من بطولته هو، وهو ما حدث معى شخصيًا فى مسرحية "أهو ده اللى صار"، وهى من إخراج الأب الروحى بالنسبة لى محسن حلمى.
ويضيف على قنديل "وفوجئت بأن بطل المسرحية هو لطفى لبيب، يسلمنى آخر 15 دقيقة من المسرحية، لكى أقدم كوميديا، وليقوم هو بتقديم تراجيديا بمربعات ابن عروس، مضيفاً: لا يوجد كوميديان يفعل هذا فى مصر الآن، ولن أنسى ما حييت حينما كنت أقدم ليلة عرض جيدة فكان لطفى لبيب فى تحية الجمهور يأخدنى من يدى لأقف بجواره فى أول صف للتحية، ويقول للجمهور على قنديل تذكروا هذا الاسم جيدًا.
أما على الجانب الإنسانى، فيقول على قنديل: لم أقابل فنانين مصريين لديهم هذا المزيج من الشهامة والثقافة والشجاعة والعطف، تعلمت الكثير من لطفى لبيب ولن أنس ما تعملته منه.
أما الفنان حسن الوزير، فقال لـ"اليوم السابع"، لدى العديد من المواقف الكثيرة مع لطفى لبيب، لكن ما أود قوله هو أنه على الرغم من كل الأدوار التى قام بها، إلا أن إمكانياته لم تستغل بعد، فبرأيى أنه "شارلى شابلن" فى نسخته المصرية، فهو فنان كبير لم يأخذ حقه لا فى المسرح ولا فى السينما.
أما الكاتب هشام أصلان، فروى أنه جلس مع الفنان الجميل لطفى لبيب مرتين أو ثلاثة، فى دار ميريت للنشر، لصاحبها الناشر محمد هاشم، "وفى أول مرة التقيت به حكى لى حكاية بدون مناسبة"، وقال: "زمان كان عندى عربية صغيرة كده، وجت حماتى من البلد تزورنا، فارحت خدتها من المحطة وركبت جنبى، وواحنا داخلين على نفق، قولت لها وطى دماغك شوية، فاتخضت وفضلت موطية دماغها لحد ما خرجنا من النفق".
ويضيف هشام أصلان: "حكيت الحكاية دى لناس كتير، لكن المفارقة إنى كل ما اقعد مع صديق مشترك وتيجى سيرة الأستاذ لطفى، ألاقى الصديق ده بيحكيلى حكاية نقلاً عنه، وألاقى الصديق ده ما يعرفش الحكاية اللى بحكيها".
وتابع هشام أصلان، فى تدوينته على صفحته بموقع التواصل الاجتماعى الشهير"فيس بوك": "فيه أشخاص فى الحياة، غالباً بيكون عندهم قدرة يسيبوا لك بعفوية حكاية تحكيها نقلاً عنهم".
أما الكاتب والسيناريت تامر عبد الحميد، فروى حكاية أخرى، حيث قال: لطفى لبيب كان هو ووحيد سيف عند أحمد فؤاد نجم بيزوروه عشان كان عيان، وأثناء الحوار وحيد قال للطفى "إنت مش بتحب تعمل أفكار إعلانات؟"، وده كان موضوع مشهور عن عم لطفى، وحيد قاله "طالبينى فى إعلان غسالة.. والفكرة مش عاجبانى.. ما تشوفلنا فكرة كده"، عم لطفى سرح شوية وراح قايله "أقولك.. أنت تقف جنب الغسالة.. تقول دى غسالة كذا.. بتغسل حلو جدا.. وتروح فاتح باب الغسالة.. تدخل جواها.. الغسالة تلف شوية.. تفتح.. يخرج حسين فهمى!!".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة