نقلا عن العدد اليومى...
•• اللواء محمد منصور: عساكر فيلم الجزيرة المسيء للجيش قطريون وهنود شعورهم طويلة وناعمة ومدهونة بالزيوت
•• الجنرال المصرى محمد منصور: 14 قناة قطرية تهاجم مصر أكثر من «صوت إسرائيل».. وقطر أول من أدخلت المرتزقة فى الجيوش.. ولديها كوكتيل من الإيرانيين والباكستانيين والصوماليين
•• مؤسس المخابرات القطرية: اللواء عمر سليمان كلفنا بتأسيس جهاز المخابرات القطرية.. وانقلاب حمد على والده أسقط الدوحة فى أيادى المخابرات الغربية
•• مؤسس المخابرات القطرية: جنرالات المخابرات الغربية يديرون الجزيرة من الباطن.. وأمراء آل ثانى اشتروا قصورًا فى تل أبيب.. و«تميم» لا يستطيع أن ينام ليلة واحدة دون أن يطمئن على القواعد العسكرية.. والقطريون غير راضين عما يحدث
لا يستطيع أن ينسى القطريون أبدًا أفضال الجنرال المصرى اللواء محمود منصور، مؤسس جهاز المخابرات القطرية، وكيف ينسونه وهو صاحب اليد الطيبة على قطر، كغيره من المصريين الذين أسسوا وأقاموا أغلب مؤسسات الإمارة العربية.
فى ثمانينيات القرن الماضى، برفقة مجموعة من زملائه المصريين، كُلِّف اللواء محمود منصور من اللواء الراحل عمر سليمان رئيس المخابرات المصرية الأسبق، بالسفر لقطر بالتحديد فى عام 1988 ضمن مهمة لتأسيس جهاز مخابراتى قوى، وذلك بعد أن كانت هناك 13 دولة وأيادى خفية تعبث فى الدولة النفطية، فى حين أن جهازها الأمنى الهزيل لا يستطيع التصدى لأحد.
لم تجد الدوحة فى ذاك الوقت حلاً سوى الاستنجاد بالشقيقة الكبرى مصر، وبالفعل كعادتها فى رعاية المصالح العربية أوفدت القاهرةُ أبرز جنرالاتها لتأسيس جهاز أمنى متين تترأسه قيادات وكوادر قطرية.
وبعد تدريب استمر لمدة 8 سنوات فى جمع المعلومات وتحليليها، نجح «منصور» ورجاله فى تحويل إحدى الدوائر الحكومية بالدوحة إلى جهاز مخابراتى قوى، وتدريب المنتسبين للمخابرات القطرية حتى عام 1996، وإثر إتمام المهمة غادر الجنرالات المصريون الدوحة بعدما تمكنوا من خلق كوادر أمنية قطرية مهمة فى ذلك التوقيت.
مع مرور الوقت واختلاف الظروف، وتولى من لا يراعى المصالحَ العربيةَ وحقوقَ الإخاء، حكمَ قطر، وفى ظل إصابة الكوادر القطرية المدربة بالوهن بعد الضربات المتلاحقة التى أصابتها، تدخلت أيادى الأمن الغربية فى الشؤون القطرية، حتى وصل بهم الأمر لإدارة «الإمارة» فى الخفاء، وسيطرتهم على لسانها المتمثل فى قناة الجزيرة، وتحويلها لأداة لإسقاط الأنظمة العربية القوية، خاصة مصر وجيشها القوى، من خلال التقارير المفبركة التى دأبت القناة المشبوهة على تزييفها وتصديرها للرأى العام.
لكل ما سبق التقت «اليوم السابع»، اللواء محمود منصور، مؤسس المخابرات القطرية، وأجرت معه هذا الحوار المهم والواسع والكاشف الذى امتد للعديد من الأمور، فى محاولة لفهم الدور التى تقوم به الدوحة حاليا، ومحاولاتها المستمرة لاستهداف الدولة المصرية، وآخرها إنتاج «الجزيرة «فيلمها المشوه والمشبوه عن الجيش المصرى.
وبالتأكيد كشف الجنرال المصرى العديد من الحقائق وفجر العديد من المفاجآت، من بينها أن «الدوحة تستغل دبلوماسيها فى إرسال الأموال الضخمة للجماعات الإرهابية بالقاهرة».
وأكد مؤسس المخابرات القطرية، «أن فيلم الجزيرة المسىء للجيش المصرى جاء رداً على مساندة القوات المسلحة للثورة الشعبية فى 30 يونيو، وأن قطر هى أول من أدخلت الاحتراف فى الجيوش، وإنه ليس لديها جيش وطنى وإنما كوكتيل من الإيرانيين والباكستانيين والصوماليين، وأن جنرالات المخابرات الغربية هم من يديرون الجزيرة، وما حمد بن جاسم والشيخ سامر إلا غطاء فقط، وأن أمراء آل ثانى اشتروا قصورًا فى تل أبيب، ويقيمون حفلات العربدة ويخدمون إسرائيل إرضاءً لأمريكا، وإلى نص الحوار:
بداية، حدثنا عن تجربتك فى تأسيس المخابرات القطرية، وما كواليس انتدابك لهذه المهمة؟
- فى الثمانينيات ظهرت الأطماع الإيرانية فى المنطقة العربية، وأبدى بعض الأشقاء العرب رغبتهم لمصر فى تطوير أجهزة الأمن لهذه الدول العربية الشقيقة، وبالفعل صدرت قرارات بسفر مجموعة من الزملاء لهذه الدول لتدعيمها فى بناء أنظمتها الأمنية، وكان نصيبى وزملاء آخرون السفر إلى قطر، وكانت الدوحة فى ذلك الوقت هادئة تكتظ أسواقها ليلًا بالشعب القطرى الطيب المحب للأشقاء العرب، ووجدنا كل تعاون هناك بمجرد أن وطأت أقدامنا المدينة.وكيف أسستوا المخابرات القطرية؟
- كانت الأجهزة الأمنية القطرية فى ذاك الوقت ضعيفة، ولفت انتباهى وجود 13 جنسية مختلفة تعمل فى نفس المكان، وأجرينا دراسة للواقع وبعض الاقتراحات والمطالب المتمثلة فى استبعاد الجنسيات غير القطرية من الجهاز، على أن يتولى القطريون أنفسهم هذه المناصب الرفيعة، وقمنا بتحديد المكان الجغرافى للعمل والبرامج التدريبية المتطورة طبقا لما هو معروف فى دول العالم المتقدم من حيث العلم والتقنيات الحديثة. واخترنا كفاءاتٍ قطريةً لتوزيعها على أقسام الجهاز الجديد، وعرضناها على حمد بن خليفة المسئول عن أجهزة الأمن فى ذلك التوقيت، الذى أوصى بالاستجابة لجميع مطالبنا، وبعد نحو 6 أشهر تم تنفيذ جميع مطالبنا، وبدأنا فى تنفيذ الاستحقاقات التدريبية والتكنولوجيا، ثم تولى الشيخ حسن بن عبد الله الثانى رئاسة الجهاز بمجرد هيكلته وتكوينه، وكان خير عون لما يتميز به من جدية واستقامة وخبرات كبيرة، واستمرت عمليات التطوير فى الجهاز، حتى كان التغير الذى حدث فجأة فى منظومة الحكم.ماذا حدث؟
- فى سنة 1992 حاولت أمريكا وبريطانيا وضع قواعد عسكرية لها فى قطر، لكن الشيخ خليفة بن حمد الثانى رفض هذا بحزم، فتم تدعيم ابنه «حمد» الذى قفز وانقلب على السلطة بعد ذلك، ومع وصول «حمد بن خليفة» للحكم صعد «حمد بن جاسم» كرئيس للوزراء، وبدأ «جاسم» يسيطر على قطر منذ ذلك الحين، خاصة مع وصول «تميم» للحكم.
واعتمدت أمريكا على حمد بن جاسم فى استقطاب العناصر الإرهابية والقيادات الإخوانية الهاربة من بلادها للدوحة وتوزيع الأموال عليهم لتحقيق مصالحها لمنطقة العربية، وكان رئيس الوزراء حريصًا طوال الوقت على إرضاء السفير الأمريكى والبريطانى بالدوحة، ووجدت واشنطن فى المقابل فيه عميلًا نشيطًا يقدم لها المعلومات عن الدول العربية أولًا بأول.
على جانب آخر لم تتوقف رغبةُ أمريكا أبدًا فى تفكيك البلاد العربية وتحويلهم إلى دويلات صغيرة تتناحر، فكلفت المخابرات التركية باستقطاب العملاء وتنظيمهم فى برامج تدريبية لتخريب أوطانهم، ولم يكن هناك أفضل من قطر للإعاشة والتمويل.
لو انطلقنا مما قلت، وباعتبارك مؤسسًا للمخابرات القطرية وأحد الكوادر الأمنية المهمة التى عملت فى قطر فترة طويلة، لأى أسباب لجأت قناة الجزيرة لإنتاج الفيلم المسىء للجيش المصرى فى هذا التوقيت تحديداً؟
- الإدارة الأمريكية المنتهية ولايتها كانت تساند جماعة الإخوان بكل ما أوتيت من قوة، لدرجة أن هيلارى كلينتون الداعمة للاخوان أكدت أنه تم الاتفاق مع الجماعة على إقامة منطقة إسلامية للفلسطينيين فى سيناء لينتقلوا إليها، ويتركون بلادهم لإسرائيل بمفردها، وذلك بموجب اتفاق مع جماعة الإخوان، وتقاضت الجماعة مليارات الأموال مقابل تحقيق هذا الامر، إلا أن الثورة الشعبية فى 30 يونيو التى طالبت بعزل الإخوان، وساندها الجيش المصرى، أنهت كل تلك المخططات، وهو الأمر الذى أغضب الأمريكان، خاصة الإدارة الأمريكية المنتهية ولايتها، التى أنفقت مبالغ طائلة من أجل تحقيق ما تم الاتفاق عليه مع الجماعة الإرهابية، ومن ثم لم تجد سوى قطر، وهى أحد المشاركين فى هذا المخطط، وسيلةً تضغط من خلالها على الجيش المصرى منبع قوة العرب، فى محاولة لاستهدافه وتشويهه والإساءة له من خلال قناتها المعروفة باسم «الجزيرة».أنت شاهدت الفيلم، ما أبرز ملاحظاتك عليه؟
- أولا القائمون عليه استعانوا بلقطات قديمة من أفلام سينمائية تتحدث عن العسكرية المصرية، بها سلوكيات مشينة، وهى من خيال المؤلف وموظفة لصالح «صاحب العمل» وقتها.
كما أن الفيلم يفتقد المنطقية، حيث إن الملابس التى ظهر فيها العساكر لا تتطابق مع زى العسكرية المصرية، وهناك شخص يظهر فى الفيلم وهو يقف وفى خلفيته شاطئ بحر أمواجه هادئة، وهو ما يؤكد أن هذا المشهد مصور فى قطر، لأن البحار المصرية، أمواجها متلاحمة.
ويتضح من الفيلم أن الأشخاص الذين ظهروا فيه على أنهم مجندون، شعرهم طويل وناعم، مما يؤكد أنهم قطريون أو هنود أو باكستانيون يدهنون شعرهم بالزيوت. وأيضا كتب القائمون على الفيلم على نحو %90 من مشاهده أنها لقطات تمثيلية، وهو اعتراف واضح وصريح بأن الفيلم مختلق.
إذا كانت قطر تسخر من الجيش المصرى الأقوى عربيًا، ماذا عن الجيش القطرى باعتبارك كنت من أهم الكوادر الأمنية الموجودة بقطر؟
- قطر مدينة صغيرة جداً تتبعها 5 قرى، وتعتمد بشكل أساسى على البترول الذى سينضب فى يوم من الأيام، لا تعرف الدوحة دولة المؤسسات، ولا تمتلك جيشًا بالمفهوم الدولى للجيوش، وإنما تملك قوة حماية لتأمين الديوان الأميرى، ومقر نوم القائم بأعمال السفير الأمريكى خشية تعرض البلاد لتمرد فى أى وقت.مم يتكون هذا الجيش أو قوة الحماية كما أطلقت عليها؟
- آل ثانى بقطر محدودو العدد، يخشون الغدر، لأنهم هم أهل للغدر، ومن ثم لا يستطيعون حماية سلطانهم، ويعتمدون فى ذلك على الصوماليين وأشخاص من إيران وباكستان وفلسطين وتايلاندا.يمكن القول إن قطر أول من طبقت «الاحتراف» فى الجيوش؟
- «ضاحكاً» تقدر تقول كدا.. هم لا يعرفون شيئًا عن الجيوش، و«تميم» لا يستطيع أن ينام ليلة واحدة دون أن يطمئن على وجود القواعد العسكرية على أراضى قطر الممولة بأموال القطريين أنفسهم.وما موقف الشعب القطرى من كل ما يحدث؟
- الشعب القطرى عدده محدود للغاية، وهم بطبيعية الحال غير راضين كما يحدث، ولكنهم لا حول له ولا قوة، فأغلبهم لم يناولوا قسطاً كافياً من التعليم، كما أنه ليس لهم مصدر رزق ثابت سوى الراتب الشهرى الذى يتحصلون عليه من الحكومة القطرية، ومن ثم أصبح هذا النظام القطرى متحكمًا فى مصيرهم بشكل كبير، ومنهم عدد كبير غادر قطر إلى أوروبا ومنهم من تحرك لدول عربية بينها مصر هرباً من جحيم آل ثانى.من يدير قناة الجزيرة الآن؟
- «الجزيرة» فكرة مخابراتية غربية تقودها مخابرات دولية هدفها تفكيك المنطقة العربية وإسقاط الأنظمة العربية طبقاً للرؤية الأمريكية، ويحدد سياساتتها جنرالات مخابرات الغرب، وكان يجلس على مقعد مجلس إدارتها حمد بن جاسم ثم الشيخ سامر، حيث يظهر فى المشهد آل ثانى، بينما فى الخفاء الإدارة فى أيدى الأمريكان وأجهزة المخابرات التى تحرك القناة نحو أهداف خبيثة.
ودأبت «الجزيرة» على الاستعانة بما يعرف باسم المنظمات الاجتماعية والحقوقية لجمع المعلومات عن الدول العربية لانتهاكها، وحاولت فى البداية جذب المشاهد العربى من خلال تقارير جديدة وجذابة، إلا أن العرب أيقنوا أنهم فى مواجهة صريحة مع قناة تمهد للفوضى فى الشارع والانصياع خلف ثورات من الفوضى العارمة.
ليست الجزيرة بمفردها البوق الذى يهاجم مصر؟
- لا بالطبع.. قديماً كانت إذاعة صوت إسرائيل هى العدو الأول لمصر، والآن توجد 14 قناة قطرية تنطلق من الدوحة وأنقرة وأمريكا بأموال قطرية ضخمة لمهاجمة مصر، وهذه القنوات هدفها تزييف الحقائق وتشويها أمام الراى العام الداخلى والخارجى.هل تملك قطرُ عملاءَ فى مصر، وهل هناك أسماء معينة؟
- لا أستطيع أن أذكر لك أسماء معينة الآن، لكن نستطيع القول إن الإعلاميين والصحفيين الذين يعملون فى الفضائيات والصحف القطرية الذين باعوا بلادهم بالمال، الذين يهاجمون وطنهم ليل نهار من أجل الدولارات، هم عملاء قطر، وهناك 6 صحفيين معروفين بولائهم الشديد لقطر.كيف تمول الدوحة أعمال العنف فى مصر؟
- قطر تلجأ لحيل ماكرة عن طريق إرسال الأموال الضخمة للجماعات الإرهابية فى مصر عبر دبلوماسين، وكثيراً ما سقط الشهداء بأموال قطرية حصل عليها الإرهابيون، فضلاً عن أن معظم أعمال العنف التى شهدتها المنطقة العربية كانت وراءها أموال الدوحة.ما سبب إصرار قطر على إيواء قيادات الإرهاب على أرضها، بالأخص قيادات جماعة الإخوان، رغم أن هذا يمكن أن يمثل تهديدًا لها فى المستقبل كما حدث فى دول مرت بذات التجربة؟
- قطر لم يكن على مدار تاريخها الطويل لديها شيوخ، فاستقطبت المدعو «يوسف القرضاوى» ليكون لسانها فى المجالس، ويمدحها أمام الرأى العام مقابل المال، ثم عرفهم بعد ذلك على جماعة الإخوان، ومن هنا بدأت قطر تتمسح فى الدين وتأوى قيادات الإخوان الهاربة زاعمة أنها المدافعة عن الإسلام، بجوار الأمير المؤمن كما يطلقون على «أردوغان» حاكم تركيا. هذا إلى جانب أن الدوحة بإيوائها الإخوان لا تستطيع أن تخالف التعليمات الأمريكية بمساندة الجماعة مثلما لا يستطيع أمير قطر طرد عسكرى أمريكى من بلاده.
أهناك علاقة تجمع بين قطر وإسرائيل، وأنت أشرت سابقًا إلى أن الدوحة كانت ضمن مخطط لتوطين الفلسطينيين فى سيناء لإخلاء الأرض لتل أبيب؟
- القطريون لهم منازل فارهة فى إسرائيل، وكثيرا ما يقيمون حفلات العربدة هناك، وإسرائيل هى الولاية التابعة لأمريكا، ومن ثم تعمل الدوحة جاهدة فى خدمتها.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة