عندما يريد الإنسان أن يصل لشيء، لا يحسب إلا بداية دخوله لهذا الشيء، والطريقة التى توصله إلى هدفه، ولا يفكر فى التفاصيل أو فى النهاية، كما قال الشاعر الكبير "نزار قباني" : "لو كنت أعلم خاتمتى ما كنت بدأت"، فالإنسان دائمًا ينسى الخاتمة، ولا يفكر إلا فى بداية الأمور ؛ لأنه دائمًا يظن أن البداية أو الخطوة الأولى هى الأصعب، ولكنى أظن أن النهاية أحيانًا تكون أشد صعوبة، وكما قال المثل : "دخول الحمام مش زى خروجه"، والذى يرجع أصله إلى أنه قد افتتح أحد الأشخاص حمامًا تُركيًا لعمل المساج والساونا، وأعلن أن دخول الحمام مجانًا، ولذا ذهب جميع الناس إليه لاقتناص هذه الفرصة، وعند خروج الزبائن من الحمام كان صاحب الحمام يحجز ملابسهم، ويرفض تسليمها لهم إلا بمقابل مالى، والزبائن احتجوا قائلين : "ألم تقل أن دخول الحمام مجاني؟!" فرد عليهم : "دخول الحمام مش زى خروجه" .
وبالفعل، فإن أى أمر فى بدايته أظن أنه قد يكون أقل تكلفة من نهايته، فدخول علاقة الحب دائمًا رغم الشعور فيها بالسعادة والأمل، ونشوة التجربة الجديدة، إلا أن عدم التعقل فيها قد يؤدى إلى الجرح والألم والفراق، وتجربة العمل الجديدة، رغم السعادة الخاصة بها، إلا أنه إذا لم يتم تحمل المسئولية وتفادى الأخطاء والإهمال، قد تؤدى إلى نهاية مؤلمة ووحدة وفراغ، أظن أن هذه الأحاسيس يشعر بها الإنسان عند كل موقف يدخله بصدر رحب، وقلب جريء، ولكنه عندما يكتب تتر النهاية، يشعر حينها بقيمة الضريبة التى دفعها، دون أن يشعر، حتى الحياة ذاتها، فعندما نعيها وندركها، ونبدأ نفكر فى أن نعيشها بكل ما فيها، نشعر وكأننا فى رحلة لا نهاية لها، وحينما تأتى الخاتمة ونتدبر حالنا ونكتشف أن الدنيا أخذتنا بلذاتها وابتلاءاتها، نعرف وقتها أننا أضعنا أعمارنا دون أن نحسب لختامها، وهكذا فالعاقل فقط هو من يعرف أن الضريبة الحقيقية تُدفع فى النهاية، أما ما دون ذلك فهو مجرد رسم دخول فقط .
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة