"أمام منزل من طابق واحد مبنى من الطوب الأحمر بعزبة الأوقاف بمركز ههيا بمحافظة الشرقية، تفترش سيدة سبعينية الأرض على حصيرة مهلهلة، ترفض دخول المسكن وتردد باستمرار تلك الكلمات أنا عايزة ابن ابنى عايزة إسلام، يارب يارب، يارب إحنا غلابة، حسبى الله ونعم الوكيل".. إنها الحاجة فتحية محمد -70 سنة- جدة إسلام مصطفى محمد، 23 سنة، سائق قاضى الحشيش، المتهم بالقضية المعروفة إعلاميًا بقاضى الحشيش بمدينة السويس.
صورة من الشكوى التى قدمها والد السائق للنيابة العامة
"أبوه تلقى تليفون من السويس، جرى على لحم بطنه من الصبح هو وابنه الكبير السيد مش عارفين فى أيه".. بهذة الكلمات بدأت "ذكية عبد الغفار" 43 سنة، والدة إسلام حديثها، حيث أخفى عليها زوجها خبر إحالة نجلها إلى محكمة الجنايات، وتوجه برفقة نجله الأكبر إلى مدينة السويس، بعد علمه بالخبر، لمتابعة القضية.
وتقول والدة المجند: "ابنى مظلوم ربنا يفك كربه، إحنا ناس غلابة وجوزى على باب الله عامل باليومية، وعندنا 3 أبناء ذكور وبنت، وأبنائى يعملون باليومية عند الناس فى الأراضى، و"إسلام" أطيب عيالى، هو القاضى منه لله اللى ضيعه، هو ابنى يقدر يركب عربية القاضى ويشيل فيها مخدرات، القاضى هو اللى ضيع ابني، وإحنا ناس غلابة على قد حالنا ومش لقين حد يقف معانا، بس ربنا موجود هو أكبر من كل كبير فى البلد دى".
وتقاطعها الحاجة "فتحية" جدة إسلام من والده وعينها ممتلئة بالدموع: "إحنا ناس غلابة على باب الله، ده قاضى وإحنا مساكين، وأنا عايزة ابن ابنى عايزة "إسلام" خايفة أموت قبل ما أشوفه، يا ناس حد يقوله ستك بتسلم عليك وتدعيلك فى الفجر".
ذكية والدة إسلام
ويقول "محمود" 20 سنة، طالب بمعهد تمريض، إن شقيقه "إسلام" أنهى خدمته العسكرية، منذ شهرين، حيث كانت خدمته العسكرية بمدينة العريش، وكان القاضى يعمل مستشارًا بمحكمة العريش، وتعرف على إسلام أثناء تأديته الخدمة العسكرية، كان مجند فى خدمة تأمين المحكمة، وبعد تخرج إسلام من الجيش حيث قضى 3 سنوات لأنه غير متعلم، ذهب للعمل فى ورشة ميكانيكا ببورسعيد، فأتصل به المستشار وطالبه بالعمل سائق له، ووعده بأن يساعده ويبحث له عن وظيفة فى الدولة، فتعلق "إسلام" بكلام المستشار وعمل سائق له لمدة شهرين، ولم يتقاضى منه أى راتب حتى الآن، حيث إن القاضى وعده بأن يشترى له الشبكة ويساعده عندما يتقدم لخطبة أى فتاة، إلى أن ضيع مستقبله.
ويتابع "محمود": "نتعرض لتهديدات من أسرة القاضى، وكان أخرها فى محكمة السويس، عندما عرض شقيق المستشار على والدى مبلغ 500 ألف جنيه، لكى يشيل شقيقى القضية، وإحنا ناس غلابة، فقام والدى بتقديم شكوى رسميًا إلى المحامى العام بنيابة السويس، لإثبات التهديد".
الحاجة فتحية جدة إسلام
وتضيف فرج الله محمد، عمة إسلام: "ابن أخويا خلص جيشه وراح اشتغل فى ورشة، والقاضى أقنعه بالعمل معه سائق، وضحك عليه بأنه هيوظفه فى الحكومة ويساعده ويشترى له الشبكة، ويوم واقعة الضبط، "إسلام" أمامى طلب من والده 2 جنيه لكى يذهب إلى مدينة الزقازيق، لأن المستشار اتصل به وطالبه أن يحضر لكى يوصله إلى الشغل، لأن "إسلام" كان بيخلص شغل ويركن العربية، بمنزل القاضى ويأتى مواصلات.
ويقاطعها "نادر حسن" صديق "إسلام": "الناس دى غلابة وماشية جانب الحيط، وبطالب أى مسئول فى الدولة، يجى يشوف غرفة "إسلام" مبنية من الطوب الأحمر فقط، بدون محارة، وملابسه يعلقها على حبل غسيل، وأنا صديقه من 15 سنة، وعمى "مصطفى" والد "إسلام" عامل باليومية، وأهل الخير هم اللى ساعدوهم فى بناء المسكن البسيط ده، والناس دى غلابة ده أبوه وأمه بيناموا على الأرض.
وناشد "نادر" أهالى الخير ونقابة المحامين، مساعدة أسرة "إسلام" بتكليف محام كبير بمتابعة القضية، لأن والده ليس معه 100 جنيه، وأسرة القاضى، جابت له أكبر محامين فى البلد، وخايفين يشيلوها، للشاب الغلبان.
الغرفة التى ينام فيها والد أسرة وأمه
وقررت النيابة العامة بالسويس بإشراف المحامى العام لنيابات السويس، إحالة "طارق.م" عضو هيئة قضائية بالشرقية، وصديقته "ب.م" 19 سنة مصرية وتحمل الجنسية البولندية، وسائقه "إسلام.م" 23 سنة، إلى محكمة جنايات السويس، فى واقعة الاتهام الموجه لهم بحيازة 68 كيلو من مخدر الحشيش داخل نفق الشهيد أحمد حمدى.
كان اللواء مصطفى شحاتة مدير أمن السويس، تلقى إخطارًا من العميد محمد والى مدير المباحث الجنائية بقيام مباحث نفق أحمد حمدى بضبط عضو هيئة قضائية بمحافظة الشرقية يدعى "طارق.م" بحوزته كميات من المواد المخدرة، وقال مصدر أمنى إن المضبوطات التى ضبطت بحوزة رئيس المحكمة 68 كيلو من مخدر الحشيش، بجانب أقراص مخدرة وأقراص منشطات.
غرفة إسلام وشقيقه محمود
سرير من غير مرتبة بغرفة شقيق إسلام الأكبر
محمود شقيق إسلام
نادر صديق السائق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة