لا شك أن نجم ألمانيا السابق يورجن كلينسمان كان قائداً لثورة تطوير الكرة فى بلاده، ولكن محاولاته لإحداث نفس الأثر فى أمريكا توقفت أمس الثلاثاء بعد 5 سنوات، أخفق خلالها فى ترك بصمته على المنتخب الأول.
وقال سونيل جولاتى، رئيس الاتحاد الأمريكى لكرة القدم عندما تولى كلينسمان الإدارة الفنية لمنتخب بلاده: "بداية عهد جديد". وكانت الأمور تبدو مثالية فى ذلك التوقيت، فهناك مدرب صاحب خبرة كبيرة ودولة على استعداد لمنحه الوقت اللازم للعمل لإحداث الطفرة، التى تسعى إليها منذ فترة طويلة ولكنها لم تحقق كل ما تصبو إليه فى هذا الشأن.
بيد أن البداية الباهتة للمنتخب الأميركى فى التصفيات النهائية لاتحاد أمريكا الشمالية والوسطى والكاريبى "كونكاكاف" المؤهلة لمونديال روسيا، أفضت إلى رحيل كلينسمان وهو يحمل على كاهله قائمة طويلة من النتائج السيئة فى الفترة الأخيرة.
وبعد أن وصل إلى دور الستة عشر من بطولة كأس العالم 2014 بالبرازيل، يواجه المنتخب الأمريكى صعوبة بالغة فى التصفيات الحالية المؤهلة للمونديال القادم، بعد أن حقق نتائج سلبية فى المرحلة النهائية بالسقوط على ملعبه أمام المكسيك 1 -2 ثم تجرع هزيمة قاسية برباعية نظيفة أمام كوستاريكا.
وقبل ذلك، خرج المنتخب الأمريكى من الدور قبل النهائى لبطولة الكأس الذهبية فى 2015، بعدما ذاق هزيمة غير متوقعة أمام جامايكا.
وفى بطولة كوبا أمريكا (المئوية)، التى أقيمت على أرضه، وصل المنتخب الأمريكى إلى الدور قبل النهائى أيضاً، إلا أن الهزيمة أمام الأرجنتين برباعية نظيفة قضت على آماله فى مواصلة المشوار نحو المباراة النهائية.
ولكن لا تنحصر مشكلة المنتخب الأمريكى فى النتائج السلبية، بل تمتد أيضاً إلى طريقة أداء الفريق، الذى أجهدته التغييرات الكثيرة لكلينسمان، الفائز بلقب كأس العالم مع المنتخب الألمانى عام 1990.
"فريق بلا هوية"، هذا ما قالته صحيفة "شيكاجو تريبيون" الأميركية، منتقدة قرار المدرب الألمانى بالاستعانة ببعض اللاعبين فى مراكز لم يعتادوا على اللعب بها.
فيما رأت صحيفة "لوس أنجليس تايمز" أن تجربة كلينمسان فقدت مصداقيتها، كما أشارت صحيفة "نيويورك تايمز" إلى عدم جدوى الأساليب التكتيكية للمدرب الألمانى.
وبات المشهد الحالى مختلفاً تماماً عن الوضع فى صيف 2011 عندما تولى كلينسمان مسئولية المنتخب الأميركى خلفاً للمدرب السابق بوب برادلى.
وتولى كلينسمان، الذى يقيم بولاية كاليفورنيا منذ 18 عاماً، مهام منصبه الجديد تملؤه مشاعر الحماس، حيث منحه الاتحاد الأمريكى لكرة القدم حرية كبيرة فى إدارة الأمور كيفما يشاء، كما جاءت النتائج الأولى لتبرهن على إمكانية نجاح التجربة.
وبالإضافة إلى وصوله إلى دور الستة عشر من مونديال 2014، توج كلينسمان مع الفريق الأميركى بلقب بطولة الكأس الذهبية قبل عام واحد من المونديال البرازيلى.
ولكن فى الآونة الأخيرة بات كل شيء مصدراً للقلق والضيق لبطل كأس العالم السابق مع المنتخب الألمانى، فقد أثارت أساليبه الفنية، التى لا يستوعبها لاعبو المنتخب، انتقادات أبرز رموز الكرة الأمريكية مثل مايكل برادلى، الذى طالب بـ"خارطة طريق" أكثر وضوحا بالنسبة لمنتخب بلاده.
وكان الأمل يحدو اللاعب الألمانى السابق حتى اللحظات الأخيرة فى قلب الأوضاع وتعديل الموقف لصالحه، حيث قال فى تصريحات لصحيفة "نيويورك تايمز"، قبل وقت قليل من الإطاحة به من منصبه: "لا أشعر بالخوف (من الإقالة)".
ولكن تصريحات كلينسمان جاءت متأخرة بعد أن فقدت قيادات الكرة الأميركية الثقة به.
وتكشف الإحصائيات الباهتة لحقبة كلينسمان مع المنتخب الأمريكى أن الفريق خاض تحت قيادته 98 مباراة، فاز فى 55 وتعادل 27 وخسر 16 مباراة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة