تحيى منظمة الصحة العالمية الأسبوع العالمى للتوعية بالمضادات الحيوية 2016 تحت شعار "المضادات الحيوية.. التعامل معها بحرص" بهدف زيادة الوعى بمقاومة المضادات الحيوية والتشجيع على اتباع أفضل الطرق لاستخدامها تجنبا لظهور المزيد من حالات مقاومة المضادات الحيوية وانتشارها.
وفى هذا السياق، أوضح الدكتور "مجدى بدران" عضو الجمعية المصرية للحساسية والمناعة واستشارى الأطفال وزميل معهد الطفولة جامعة عين شمس، قائلا: "فى عام 2016 ازداد خطر مقاومة مضادات الميكروبات مما أدى إلى إطالة فترات الأمراض المعدية وزيادة معدلات الإعاقات والوفيات نتيجة العدوى وزيادة مضاعفات العمليات الجراحية وعمليات زرع الأعضاء".
وتابع: "وتم القيام بمسح إحصائى جديد على 12 بلدا تعانى من هذه الأزمة، وهى (بربادوس، الصين، مصر، الهند، أندونيسيا، المكسيك، نيجيريا، روسيا ، صربيا، جنوب أفريقيا، السودان وفيتنام) على 10 آلاف فرد، وظهر المسح أن 64% من عينة البحث أن المضادات الحيوية قد تستخدم فى علاج نزلات البرد والأنفلونزا على الرغم من أنها لا تؤثر على الفيروسات، و32% يقوموا بالتوقف عن تناول المضادات الحيوية عندما يشعرون بتحسن بدلا من استكمال العلاج، وأنهى الباحثون تقريرهم الناتج عن هذا المسح بعبارة "مقاومة مضادات الميكروبات مشكلة خطيرة تهدد الصحة العامة للبشر والحيوانات حول العالم".
وأضاف، ومن أهم مخاطر تناول المضادات الحيوية بشكل عشوائى هو مقاومة الجسم للمضادات الميكروبات وهو ما ينتج سلسلة أخرى من الأمراض التى تهدد صحة العالم،
منها..
1. ظهور سلالات من البكتيريا لديها مقاومة للمضادات الحيوية المتاحة حاليا.
2. الحرمان من الوقاية الفعالة وعلاج مجموعة متزايدة من الالتهابات التى تسببها البكتيريا والطفيليات والفيروسات والفطريات.
3. مقاومة الجسم للمضادات الحيوية يحول نجاح العملية الجراحية الكبرى والعلاج الكيميائى للسرطان إلى المستحيل.
4. تكلفة الرعاية الصحية للمرضى الذين يعانون من التهابات مقاومة أعلى من الرعاية للمرضى الذين يعانون من التهابات غير مقاومة بسبب زيادة طول فترات المرض، الحاجة لاختبارات إضافية مكلفة و استخدام عقاقير أقوى جديدة أكثر تكلفة.
5. كل عام هناك 480 ألف شخص يصابون ببكتيريا الدرن المتطورة بسبب مقاومة الجسم للأدوية.
6. مشكلة مقاومة المضادات الميكروبية تقيد جهود مكافحة فيروس نقص المناعة البشرية والملاريا.
7. فى الولايات المتحدة يتم سنويا تشخيص أكثر من 2 مليون شخص يعانون من التهابات نتيجة العدوى ببكتيريا مقاومة للمضادات الحيوية، وأكثر من 23000 يموتون سنويا بسبب هذه الأنواع من البكتيريا.
8. أدى الاستخدام العشوائى للمضادات الحيوية إلى نشأة سلالات جديدة عديدة أصبحت تعيش داخل الإنسان الذى جعلت منه حاملاً لها رغماً عنه ويؤدى ذلك إلى انتشارها فى المجتمع خاصة المخالطين لهذا الإنسان الحامل لها.
وأشار الدكتور "بدران" إلى أن كل هذه الأمراض انتشرت من الاستخدام العشوائى للمضادات الحيوية بواسطة المرضى والصيادلة والأطباء حتى أصبح 60% من العدوى داخل المستشفيات نتيجة لهذه البكتيريا التى ربما تقاوم ثلاثين نوعاً مختلفاً من أقوى المضادات الحيوية، وساهم فى ذلك أيضاً الاعتقاد الخاطئ فى المجتمعات البشرية بأن المضادات الحيوية سوف تعالج الالتهابات ونزلات البرد والانفلونزا ولكنها فى الحقيقة لا تفعل ذلك إلا فى بعض الالتهابات الناشئة عن بكتيريا وكذلك ليس لها أى أثر على الأمراض الفيروسية أو الفطرية أو الطفيليات غالباً".
وأضاف: "وجد حديثاً أن الإنسان الذى يعيش مع أفراد آخرين يتناولون المضادات الحيوية باستمرار يجعل منهم أيضاً حاملين لهذا النوع من البكتيريا العاصية وهذا موجود فى أطقم التمريض فى المستشفيات الكبرى والأغرب من ذلك أن حتى المزارعين الذين يستخدمون المضادات الحيوية فى تربية الحيوانات هم أيضاً حاملين للعديد من البكتيريا العاصية.
فالمضاد الحيوى يقتل بلا تمييز فهو يقتل البكتيريا الضارة ولكنه فى الوقت نفسه يقتل الملايين من البكتيريا النافعة للإنسان التى تساعده لحمايتنا من البكتيريا الضارة، وبالتالى يصبح الإنسان بعد تناول المضاد الحيوى محروماً من البكتيريا النافعة ويصبح بذلك تربة خصبة للبكتيريا الضارة الوافدة.
وينصح الدكتور "بدران" قائلا: "علينا جميعا عدم التسرع فى استخدام المضادات الحيوية لعلاج العدوى البسيطة بالإضافة إلى استشارة الطبيب قبل التفكير فى ذلك مع إعطاء جهازك المناعة فرصة حتى يختبر ويكتسب مناعة ، وفى حالة تناول المضاد الحيوى وفقا لاستشارة الطبيب يجب استكمال الجرعات المخصصه حتى لو شعرت بتحسن، حيث أن توقف العلاج قبل الفترة المحددة تبقى بعض البكتيريا مما يؤدى إلى تكاثرها بسرعة وتصل لأعداد مهولة وربما تزيد من الأعراض أو المضاعفات.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة