حسمت القوى السياسية اللبنانية ملف الاستحقاق الرئاسى بانتخاب العماد ميشال عون رئيسا للجمهورية اللبنانية فى جلسة مجلس النواب، أمس الاثنين، معلنا انتهاء فراغ المنصب الشاغر منذ شهر مايو 2014 عقب انتهاء فترة الرئيس السابق العماد ميشال سليمان.
وتنتهى فى لبنان لعبة الكراسى السياسية مع إعلان مجلس النواب انتخاب ميشال عون رئيسا للبلاد مع الدفع بالمرشح السنى سعد الحريرى رئيسا للحكومة اللبنانية، والذى أعلن تأييده لترشح عون لتولى سدة الرئاسة فى البلد الذى يعانى من الطائفية، وبالرغم من إعلان الحريرى دعمه لترشح عون إلا أن بعض نواب تيار المستقبل وكتلة أمل الشيعية التى يترأسها رئيس مجلس النواب أعلنوا رفضهم لانتخاب عون رئيسا.
وكان أمام لبنان خياران كلاهما مر وهو الإبقاء على منصب الرئيس شاغرا أو انتخاب رئيسا للبلاد حتى وإن كان حليفا لإيران وبشار الأسد، فقد عرف عن عون دعمه للرئيس السورى بشار الأسد وتأييده للإبقاء على سلاح حزب الله فى البلاد، فيما انتقدت عددا من الكتل السياسية انتخاب عون كونه حليفا لطهران، وهو ما سيؤثر على العلاقة بين بيروت والرياض فى المستقبل، على الرغم من إعلان المملكة من خلال السفير ثامر السبهان دعمها لخيارات الشعب اللبنانى.
ويعتبر إعلان سعد الحريرى دعم ترشح ميشال عون مغامرة سياسية كبيرة لكنها تعطيه الفرصة عقب تولى رئاسة الحكومة فى إعادة لبنان إلى اللحمة العربية بتعزيز العلاقات مع الدول العربية الكبرى وعلى رأسها مصر ودول مجلس التعاون الخليجى، إضافة لتحييد لبنان عن الصراع القائم فى سوريا والدفع نحو حماية البلاد من شبح الفتنة بسبب طبيعة المجتمع اللبنانى المذهبية.
يذكر أن الأمين العام لتنظيم حزب الله اللبنانى قد أعلن دعمه لترشح العماد ميشال عون لرئاسة لبنان نهاية يناير الماضى، مؤكدا أن حزبه يدعم ترشيح مؤسس التيار الوطنى الحر، مشيرا إلى أن تقلد عون لمنصب الرئيس يعد ربحا سياسيا لحزب الله.
وأعلن رئيس حزب القوات اللبنانية المنضوى فى حلف "14 آذار" سمير جعجع، منتصف ديسمبر الماضى، تبنى ترشيح خصمه السياسى مؤسس التيار الوطنى الحر النائب ميشال عون رئيساً للبنان، فى خطوة كانت مفاجئة للقوى السياسية اللبنانية.
فيما يرى سياسيون لبنانيون أن تأييد سعد الحريرى جاء نتيجة مسار آمن انطلاقا من مبادئ وثوابت معينة تهدف لحماية الدولة اللبنانية، وهو ما ذهبت إليه غالبية القوى السياسية اللبنانية بالتواصل لتوافق حول مرشح رئاسى مسيحى للحفاظ على مؤسسات البلاد، وقد كان العماد ميشال عون خيارا أخيرا، وكان بناء على توافقات تشمل الاعتراف باتفاق الطائف، والعمل على تعزيز قوة الدولة، والاتفاق على تحييد لبنان بالنسبة للأزمة السورية.
وحتى اللحظة لا تزال التكهنات والتحليلات داخل لبنان وخارجها تدور حول معرفة سبب دعم ترشيح سعد الحريرى للعماد ميشال عون رئيسا للجمهورية اللبنانية، وتدور العديد من الأسئلة فى أذهان اللبنانيين هل انتخاب رئيسا للبنان بداية لانهاء أزمة سوريا؟ وهل سينجح الشعب اللبنانى فى الضغط على رئيسه لتحييد البلاد من الأزمات التى تعصف بالمنطقة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة