أفغانستان..جريمة أمريكية تسقط من حسابات كلينتون وترامب.. مرشحا "البيت الأبيض" يتجاهلان الملف الأفغانى رغم ارتفاع تكلفة الحرب لـ800 مليار دولار.."الديمقراطيين" يهربون من الماضى.. و"دونالد" مشغول بسوريا

الأحد، 30 أكتوبر 2016 11:07 ص
أفغانستان..جريمة أمريكية تسقط من حسابات كلينتون وترامب.. مرشحا "البيت الأبيض" يتجاهلان الملف الأفغانى رغم ارتفاع تكلفة الحرب لـ800 مليار دولار.."الديمقراطيين" يهربون من الماضى.. و"دونالد" مشغول بسوريا مرشحى الرئاسة الأمريكية كلينتون وترامب
كتبت نورهان مجدى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

أسقط المرشحان لانتخابات الرئاسة الأمريكية، الديمقراطية هيلارى كلينتون، والجمهورى دونالد ترامب من حساباتهما الحرب الدائرة فى أفغانستان، وتجنبا الحديث فى مناظراتهما ومؤتمراتهما الانتخابية الحاشدة عن الحرب الدائرة هناك والجرائم التى ارتكبتها الإدارات الأمريكية المتعاقبة فى تلك المدينة منذ اندلاع الحرب قبل 16 عاما وحتى الآن.

 

وبالرغم من أن المعركة التى بدأت عام 2001، تعد الأطول فى تاريخ الولايات المتحدة، إلا أن "كلينتون" و"ترامب" آثرا أن يلقيان الضوء على الحرب الدائرة فى سوريا، وأسقطا عن عمد الملف الأفغانى الذى فشلت فيه الإدارة الأمريكية بعد عجزها عن تفكيك تنظيم القاعدة بالكامل.

 

وفى عامها السادس عشر، تتواصل الأزمة الأفغانية فى ظل عجز كامل للولايات المتحدة عن تحقيق أى تقدم يذكر، حيث تتزايد الهجمات التى ينفذها الإرهابيين، ويحقق مقاتلوا طالبان مكسب تلو الآخر، ويسيطرون على أراض جديدة بعد إنهاء قوات تحالف الناتو مهمتها وتركها بضعة آلاف من القوات الأجنبية للمشاركة فى أعمال التدريب ومكافحة الإرهاب.

 

_86130776_hi029558939
 
أنهى تحالف الناتو مهمته بأفغانستان فى ديسمبر 2014 تاركا 13 ألف جندى فقط

 

وبالرغم من تصريحات الرئيس أوباما فى 2014 عن أن الحرب قد قاربت على الانتهاء، إلا أنه تراجع عن قرار سحب أو تقليل عدد القوات الأمريكية المتمركزة هناك بنهاية هذا العام، والتى تصل لأكثر من 8000 فرد، وهم أيضا يقومون بتدريب قوات الأمن الأفغانية بموجب الاتفاقية الأمنية الثنائية الموقعة بين البلدين فى سبتمبر من ذلك العام.

 

ويرجح مراقبين عدم اهتمام المرشحان للبيت الأبيض بالملف الأفغانى لما يمثله تنظيم داعش المنتشر فى سوريا والعراق من مخاطر مباشرة على المواطنين الأمريكيين والأوروبيين داخل بلدانهم، الأمر الذى جعل الشأن السورى مقدما عما سواه فى برامج كلينتون وترامب، ولكن إحصائيات أخيرة نشرها موقع I Casualties المتخصص فى متابعة عدد ضحايا القوات الدولية بحرب أفغانستان والعراق كشفت عن أن عدد الأمريكيين الذين قتلوا فى أفغانستان منذ العام 2014 يزيد بأربعة أضعاف العدد الذى قتل على يد داعش فى سوريا والعراق.

 

Capture

إحصائيات موقع I Casualties عن أعداد ضحايا حربى العراق وأفغانستان

 
ووفقا لدراسة بمعهد واتسون للدراسات الدولية أجريت فى أغسطس 2016 ، اعتمدت على إحصائيات بعثة الأمم المتحدة فى أفغانستان منذ عام 2001، فإن عدد القتلى من المدنيين خلال الحرب فى أفغانستان وصل لحوالى 31 ألف شخصا، وتسبب القوات الدولية والأفغانية فى 41% من القتلى عام 2007، بينما النسبة انخفضت إلى 18% فى عام 2015.    
                   
 
كما أشارت الدراسة إلى أن الحرب قد كلفت الولايات المتحدة أكثر من 800 مليار دولار كمخصصات مباشرة لوزارتى الخارجية ووزارة الدفاع.
 
 
_86130778_hi029606572
 
تقع المسئولية الأكبر فيما يخص التأمين على القوات الأفغانية
 

وانتقد "سايمون تسدال" فى مقال بصحيفة الجارديان البريطانية تجاهل المرشحين الرئاسيين تناول الحرب فى أفغانستان بمناظراتهما الثلاث، واصفا أفغانستان بأنها "أصبحت السر الصغير القذر بحملة الانتخابات الرئاسية الأمريكية التى لا يهتم بمناقشته أيا من المرشحين.

 

وعلى الرغم من مشاركته نفس الرأى، إلا أن الصحفى الأمريكى "يوشى دريزين" الذى عمل مراسلا لسنوات بأفغانستان والعراق عزى التجاهل المتعمد للحرب إلى أسباب وصفها بـ"المعقولة" تخص كل من المرشحين.

 

فبحسب مقال "دريزين" بموقع Vox الأمريكى، لم ترد كلينتون لفت الانتباه إلى حلقة جديدة من الماضى ليست مفضلة من قبل الناخبين، خاصة أن المرشحة الديمقراطية كانت من مؤيدى إرسال قوات لأفغانستان عندما كانت تتقلد منصب وزيرة الخارجية، كما أنها وفقا للكاتب تواجه انتقادات بسبب دعمها للحرب بالعراق والتدخل الأمريكى فى ليبيا.

 

بينما بدا ترامب متعثرا عند حديثه عن الحرب فى أفغانستان والتى قال عنها إنها كانت "خطئا فادحا" ولكنه دعم بقاء القوات لفترة من الوقت بسبب قرب الدولة من باكستان المسلحة نوويا. وقد حظى تصريح المرشح الجمهورى بتعليق ساخر من متحدث باسم حركة طالبان لشبكة ان بى سى الأمريكية حيث قال إن ترامب يتفوه بما يأتى على لسانه وأنه ليس جادا.

 

ولكن أيا ما كان السبب، فإن الصمت إزاء الحرب بأفغانستان هو "عار حقيقى" خاصة وأن مستقبل الحرب سيحدده الرئيس القادم للبيت الأبيض، فإما أن يترك القوات أو يسحبها أو يرسل دعما أكثر مع الأخذ فى الاعتبار استمرار استيلاء طالبان على أراض، على حد قول "دريزين".

 

ولا تعتبر طالبان الخطر الوحيد الذى يواجه الولايات المتحدة فى أفغانستان، حيث أن القوات تلاحق مقاتلى تنظيم القاعدة فى سبع مقاطعات أفغانية على الأقل، بينما اكتسب داعش موطئ قدم فى شرق البلاد كما أنه أعلن مسئوليته عن هجوم انتحارى استهدف مظاهرة كبيرة لأقلية الهزارة بالعاصمة كابول أسفر عنه مقتل 80 شخصا فى يونيو الماضى.

 

bbc map

هجمات الفصائل المختلفة بأفغانستان - خريطة بى بى سى 

 

 

 

guardian
 
 
موقع Vox الإخبارى الأمريكى
 
vox

 










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة