تحاول جماعة الإخوان الإرهابية تنفيذ نفس الآليات القديمة ، التى كانت تستخدمها الجماعة الإسلامية فى التسعينات، لاستهداف المدنيين، وإحداث أكبر قدر من الخسائر، خاصة بعدما واصلت الجماعة عملياتها الإرهابية أمس الأول الخميس، من خلال زرع قنبلة بشارع جسر السويس، أدت إلى مصرع مواطن وإصابة آخر، بما يدلل أن الإخوان تتبع نفس الأفكار المتطرفة للمجموعات التكفيرية، التى كانت تختار توقيتات تكون الدولة قد حققت خلالها نجاحات كبيرة وقطعت شوطا فى عملية التنمية.
من جانبه قال ثروت الخرباوى، القيادى الإخوانى المنشق، إن الإخوان تتبع مبدأ الجماعة الإسلامية فى التسعينيات فى تنفيذ عملياتها الإرهابية، التى تعتمد على أن تصيب مواطنين خلال تلك العمليات لزيادة تأثير الفوضى والعنف فى البلاد.
وأضاف القيادى المنشق عن جماعة الإخوان، لـ"اليوم السابع" أن التنظيم يعتمد على عدة مصادر فى تنفيذ عملياته الإرهابية، ، وهناك مجموعة تقوم بتدريب الإرهابيين، ومجموعة متعلقة بالتمويل بالمال والأسلحة، ومجموعة أخرى مهمتها التنفيذ للعمليات الإرهابية.
وأشار الخرباوى إلى أن الجماعة شكلت عمليات رصد لتنفذ تلك العمليات الإرهابية، من أجل الحصول على المعلومات الكافية ، موضحا أن الإخوان تختار توقيتات العمليات الإرهابية بعد أى نجاحات تحققها الدولة، بهدف التشويش عليها.
بدوره أكد الدكتور كمال حبيب، الخبير فى شئون الحركات الإسلامية، إن هناك تيارا داخل الإخوان يمارس العنف الفردي ويحرض عليه ويتبناه، متابعا :"لقد كان لنا استنتاجات حول هذه المسألة بناء علي قراءتنا وخبرتنا لما جري في رابعة وانفتاح تيارات من شباب الإخوان علي تيار حازمون، والتيارات السلفية الجهادية، خاصة وأن ظهور مجدي شلش على أحد قنوات الإخوان أكد علي أن هذه الاستنتاجات صحيحة، وأن تيار اللجنة الإدارية العليا التي كان يقودها محمد كمال قد حسم خيار العنف لدي المجموعة التي اتبعته وآمنت بأفكاره.
وأضاف فى تصريحات لـ"اليوم السابع" أن ظهور صفحة باسم هيئة علماء الثورة وهم بالأساس قسم الدعوة والتربية في الجماعة وهم إخوان بالأساس وفي الصفحة دعوة للعمل العنفي الفردي ضد الدولة وممثليها من الإعلاميين والقضاة ومنتسبي الجيش والشرطة وغيرهم يؤكد اتجاه الإخوان نحو العنف.
وأشار حبيب إلى أن الإخوان يستندون إلي نفس الاجتهادات الفكرية لمجموعة الجهاد قبل عام 1981 وبعده ،وهذه المجموعة تعد خياراتها الفكرية العمود الفقري للسلفية الجهادية، التي عبرت عنها القاعدة وينتسب إليها داعش باعتبار انتمائه في العموم لذلك الفكر، لافتا إلى أن المجموعة التي تتبني ذلك التفكير تنتقل من الفكر الإخواني علي المستوي الفكري والحركي إلي الفكر الجهادي والسلفي الجهادي ، خاصة وأن الحديث عن حراك ثوري عام سيحسم الصراع مع الأنظمة عبر تلك الوسائل ليس حقيقيا، علي الأقل بالنسبة للقوة السياسية والعددية التي يمثلها ذلك التيار في الإخوان.
وأوضح حبيب أن العلماء والمشايخ الذين يعبرون عن تلك الأفكار ليسوا هم من أثر علي الشباب وإنما تأثروا بخيارات عملية وسياسية أولا، ثم جاءت الفتاوي لتمنحهم الشرعية، لكنهم يتحركون وفق قناعتهم السياسية والحركية وليس بتوجيه المشايخ والمفتين.
وتابع الخبير فى شئون الحركات الإسلامية :"نداء الكنانة الذي وقع عليه أكثر من مئة عالم من الإخوان في العالم الإسلامي هو الذي يستحق التوقف باعتباره تحولا في طريقة تفكير الإخوان من التيار الإصلاحي إلي التيار الجهادي والسلفي الجهادي المواجه ، لكنه لا يمكننا أيضا القول إن هذا البيان هو من حرك هؤلاء الشباب نحو العنف وإنما حركتهم مواقف سياسية وحركية أولا ، وفي كل الأحوال يواجه الإخوان أزمة هائلة علي مستوي تداعيات اتجاه قطاع أوسع من الشباب المدعوم بتلك الفتاوي من الإخوان إلي العنف الفوضوي والعشوائي الفردي وربما العنف الجماعي المنظم".
فى السياق ذاته قال مختار نوح، القيادى المنشق عن جماعة الإخوان، إن تنفيذ عمليات إرهابية عبر زرع القنابل هو أمر متوقع، ودائما ما تعتمد الجماعات الإرهابية على زرع القنابل لإثارة البلبلة والفوضى.
وأضاف نوح فى تصريحات لـ"اليوم السابع" أن هناك أهمية لضرورة اختراق تلك الحركات الإرهابية من قبل أجهزة الأمن، لافتا إلى أن التنظيمات الإرهابية تسعى لإحداث أكبر خسائر للدولة لتحقيق أهدافها، داعيا أجهزة الأمن لمحاولة اجهاض عمليات هذه الجماعات قبل تنفيذها.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة